إعــــلانات

انريكو ماسياس في مواجهة ساخنة مع جيزيل حليمي حول مساندته لإسرائيل

انريكو ماسياس في مواجهة ساخنة مع جيزيل حليمي حول مساندته لإسرائيل

صريحات حول العنصرية الجزائرية ضد الهوية اليهودية و دفاع عن قضية الحركى أدت به إلى جدال ساخن مع محامية القضية الجزائرية جيزيل حليمي إزاء مواقفه السياسية، إحدى الأسباب الجوهرية لرفض السلطات الجزائرية لاستقباله حيث مسقط رأسه.

أدلى  الفنان  الفرنسي ذي الأصل اليهودي انريكو ماسياس،  الضيف الرئيسي في حصة “ريبوست” التي بثتها القناة الفرنسية الخامسة  “فرانس 5″ أول أمس،  بجملة من التصريحات حول قضية زيارته للجزائر، و الرفض الجدلي الذي يقابل به في كل مرة . الحصة التي خصصت لمناقشة  اخر المستجدات الحاصلة في نطاق العلاقات الجزائرية- الفرنسية،  و الزيارة الأخيرة للرئيس  نيكولا ساركوزي، حملت  عنوان ” الجزائر- فرنسا: جروح التاريخ”،  استهلت مقدمتها بسبب رفض السلطات الجزائرية  مجيء ماسياس إلى الجزائر حيث أكد هذا الأخير أن المسألة تعود إلى أصوله اليهودية، مستندا  في ذلك الى ما ورد  في  الصحف الجزائرية بشأن ذلك، و التي تداولت القضية من زاوية مساندة ماسياس لدولة اسرائيل ” اليهود شعبي  و قد عاش المأساة في تاريخه …و على كل يهودي أن يساند دولة اسرائيل …”  و رغم تفهمه لوجود معاداة لليهود  في الجزائر على حد فهمه،  الا ان الفنان يؤمن بشعبيته هناك مقدرا أن 90 بالمائة من الجزائريين يرغبون في  مجيئه نظرا لتواصل العلاقة التاريخية بين الطرفين ” أجد نفسي في موقف  الخال ” ريمون ” (الشيخ ليريس ريمون) ،  الذي كان  يعتبر جسرا بين الفئات اليهودية و المسلمة في قسنطينة،  ووراء قتله كانت النية الواضحة في ترحيل اليهود نهائيا من الجزائر  والتخلص منهم..” يواصل ماسياس الذي يرى في الحادثة  ” حرمان الجزائريين من ثقافتهم…” و بالتالي جزء من هويتهم، و يصر ماسياس بقوله ” لا تطلبوا مني التنكر لجذوري اليهودية، مساندتي لإسرائيل…  و مساندتي لفلسطين ..” هو الذي لم يتنكر يوما لأصوله الجزائرية  و بقي  مساندا الجزائر مثلما ساند قضيتها ضد الاستعمار و في “المراحل العصيبة التي مرت بها …” مؤكدا بذلك رفضه النقاش في أي تنازع كان، و بالتالي أشار إلى أن الاليزيه التي نفت على لسان وزيرة العدل رشيدة داتي رفض السلطات الجزائرية تنقله في الزيارة الرسمية للرئيس ساركوزي الأسبوع المنصرم  وبالتالي تجاهله أمرا خطيرا و موقفا عنصريا..”. رغم تفهمه للمصالح التي ينوي ساركوزي خدمتها في ظل سياسته الخارجية. و أمام جملة من التناقضات و النقاشات في مسالة  إمكانية تقديم فرنسا اعتذار رسمي بسبب جرائمها الاستعمارية في الجزائر، نشطها ضيوف الحصة  هم المؤرخ مارك فيرو، الصحفي  سليمان زغيدور و رئيس جمعية ابناء الحركى  برنارد كول، و  المحامية جيزيل حليمي ( ذو الاصول اليهودية ، ذهب ماسياس في تدخله الى ان فرنسا ليست مجبرة على تقديم أي اعتذار ، على اساس  ان ” الثورة لم تكن  ضد الاستعمار - الذي يندد به و بكل أشكاله على اية حال- و لكن الثورة الجزائرية كانت مدعومة من طرف العرب  و بالخصوص جمال عبد الناصر الذي  أراد أن يجعل من الجزائر مركز مراقبة جديد للاتحاد العربي…” و بالتالي فان هذه المسالة تتجاوز حدود الاعتذار نحو تكريس حقيقة تاريخية ترضي الطرفين، و استطرد في قوله أن لولا الغاء دعوة الرئيس  بوتفليقة  عام 2000  او معارضة زيارته رفقة ساركوزي  “لتحولت من رمز المنفى الى رمز السلام.. و ما كنا هنا للحديث عن أي اعتذار..”. و في ردها  وجدت  حليمي   نفسها في جدال ساخن مع انريكو ماسياس و هي تحذره من مسؤولية أقواله ، مصرة على أن قضية رفضه الدخول إلى الأراضي الجزائرية”.. مسالة سياسية بحتة  و لا علاقة لها بالعنصرية.” “..ثم انك تقول مساندتك إسرائيل،  و إسرائيل بلد عدو للجزائر، لا يمكن أن ننسى أن الموساد كانت له يد في عمليات القمع بقسنطينة  …” مستبعدة بذلك أن  تكون القضية ذي علاقة بجذوره اليهودية،  وهو ما شدد على نفيه انريكو ماسياس  بل و في لحظة توتر أردف قائلا إن ” اليهود جزائريون قبل كل شيء و لا يجب خلط ملفهم بملف الأقدام السوداء. بما أنهم كانوا هنا قبلهم..” و بالتالي حقه في ارض نشأته رغم كيانه اليهودي، و هنا تستطرد حليمي قائلة ”  أن تكون يهوديا  ليس شرطا عيك أن تصبح صهيونيا…”. ” من حقي أن أكون صهيونيا..” يجيب ماسياس. الذي لم يتردد على صعيد آخر في إضافة توقيع أخر في سجل مواقفه السياسية في نهاية الحصة و هو يدافع عن ملف الحركى معتبرا أن “ما تقوم به الجزائر اتجاه الحركى من باب الإقصاء أمر مخزي و معيب…”. 
وأمام ما ستحمله ردود فعل انريكو ماسياس  إزاء هذه الملفات الحساسة من نتائج ، يحلم الفنان على أطراف الشرخ التاريخي  بين الضفتين ، بدخول الجزائر   و غناء الموسيقى العربية  الأندلسية  لمعجبيه في قسنطينة ، بعد زيارة قبر ” الشيخ ريمون”. و مع هذا يرغب ماسياس أن يدفن إلى جانب والديه في فرنسا  أو في ارض إسرائيل، فيما تبقى محاولة الجمع بين الوسيلة و المستحب و محاولة إرضاء كل “الأطراف و الأراضي”  ، يظل الواقع من جهة اخرى  من خلال المواقف السياسية و المعطيات الراهنة  ابعد من مجرد قضية  “اعادة تاسيس لحقيقة سياسية” لم يستوعبها   انريكو ماسياس بعد.

رابط دائم : https://nhar.tv/Xehya
إعــــلانات
إعــــلانات