إعــــلانات

باباسي: “مسؤولون يعطّلون استرجاع جماجم الشهداء”

باباسي: “مسؤولون يعطّلون استرجاع جماجم الشهداء”

اتهم المؤرخ بلقاسم باباسي، اليوم الثلاثاء، بعض المسؤولين الجزائريين بتعطيل المفاوضات بين الجزائر وفرنسا لاسترجاع الجماجم الـ 37 للشهداء الجزائريين الذين ما تزال رؤوسهم موجودة منذ أكثر من قرن ونصف في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس.
في كلمة بمناسبة أحياء الذكرى الـ 53 لتأسيس الجمارك الجزائرية، قال باباسي إنّ استعادة الجماجم الـ 37 من فرنسا تتطلب إرادة كبيرة، مشيرا إلى أنّ بعض المسؤولين يعرقلون العملية، ويعتبرون استرجاع تلك الجماجم أمر عاد.
حراك قضائي دولي
بدأ ناشطون حقوقيون جزائريون، اليوم الجمعة، حراكا في فرنسا، لإنهاء معضلة احتجاز.

وفي تصريحات خصّ بها “النهار أون لاين”، أفاد، عبد الرزاق غدحاب، رئيس جمعية “ضدّ جرائم الحرب” الحقوقية، أنّ الأخيرة المتأسسة حديثا على يد شباب جزائري مغترب، ستلجأ للقضاء الدولي لإرغام فرنسا على إرجاع رفات 37 من أوائل المقاومين الجزائريين الذين سقطوا في فترة ما بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر (الخامس جويلية 1830).

وأبرز، غدحاب، أنّ ما يحدث من احتجاز لجماجم الشهداء الـ 37 هو جريمة حرب وإهانة للشهداء الأبرار، لذا يجري الاتصال بعدة محامين ونشطاء في مجال حقوق الانسان بغرض إنجاح المسعى.

ويراهن الحراك الحقوقي على إحراز نتائج ملموسة، على منوال ما فعلته “زيلندا الجديدة” التي إسترجعت رؤوس مقاتليها القدامى في ماي 2010، من متحف الطبيعة بباريس، إثر ضغط زيلندي على فرنسا.

وسبق لليومية الفرنسية “لومانيتي”، أن دعت لإنهاء عملية احتجاز الجماجم الـ 37 للشهداء الجزائريين، واعتبرت إعادة هذه الجماجم إلى الجزائر وإعادة دفنها سيكون “مبادرة ثمينة للذاكرة والمصالحة والانسانية”.

وقام زبانية فرنسا بقتل هؤلاء المقاومين ثم قطّعوا رؤوسهم بعد معركة الزعاطشة الشهيرة التي خاضها المقاومون الجزائريون بين 16 جويلية و26 نوفمبر 1849، على بعد 30 كلم جنوب غرب بسكرة، بقيادة “الشيخ بوزيان القلعي” و”الحاج موسى”، وقرّر قادة فرنسا لاحقا قطع رؤوس القادة، وعرضها في إحدى الثكنات، ثم الأسواق ببسكرة لمدة ثلاثة أيام، لتكون - حسب المحتل الفرنسي – “عبرة لمن يتجرأ على مقاومة فرنسا”.

وكان “ميشال غيرو” مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس أبدى “استعداده” لدراسة “جدية” لطلب اعادة الـ 37 جمجمة، وصرّح: “نحن مستعدون لدراسة طلب تسليم جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا”، ونفى المسؤول إياه أي صعوبات بقوله: “ليس هناك أي عائق قانوني لتسليمها”.

صمت مزمن

أوضح “غيرو”: “هذه الرفات تحمل كلها رقما تسلسليا، وبالتالي فإننا نرى أنه يمكن اخراجها من الإرث، ونحن ننتظر فقط القرارات السياسية”، مؤكدا على وجوب انتهاج طرق معينة من ناحية الاجراءات حتى يؤخذ هذا الطلب بعين الاعتبار (..).

ووسط إهانة وصمت مزمن، أوعز “غيرو”: “إننا نعترف بحق العائلة والأحفاد” (..)، مشيرا إلى أنّ الطلبات “يجب أن تتم عن طريق الديبلوماسية، وليس من خلال جمعية ليس لها حق خاص حول هذه الرفات”.

وأطلقت جمعيات عريضة لجمع التوقيعات للمطالبة باسترجاع رفات 37 من زعماء المقاومة الجزائرية، وهم: “محمد الأمجد بن عبد المالك” المكنّى “الشريف بوبغلة” (استشهد في الثاني عشر ديسمبر 1854)، “مختار بن قويدر التيطراوي”، “عيسى الحمادي” مساعد ورفيق درب الشريف بوبغلة، و”يحيى بن سعيد”، فضلا عن رأس “محمد بن علال بن مبارك” مساعد الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، و”الشيخ بوزيان القلعي” زعيم المقاومة الشهير بواحة “الزعاطشة” الذي أعدم في الصباح الباكر من يوم 26 جويلية 1876 عن عمر يناهر 39 سنة في المقصلة التي وضعت في الساحة المركزية للحديقة العمومية لمدينة المحمدية بالجزائر العاصمة.

وجرى وضع رؤوس هؤلاء القادة في متحف باريس على شكل هدية من الدكتور “كايو” بين سنتي 1880 و1881، ولا تزال “جماجم” الأبطال التي تم تحنيطها وحفظها بمادة مسحوق الفحم لتفادي تعفنها، متواجدة في علب “كارطونية” داخل المتحف إياه وخاضعة لأرقام تسلسلية تتضمن تاريخ قتلهم وختم المكتب السياسي الفرنسي لقسنطينة..

رابط دائم : https://nhar.tv/rian0
إعــــلانات
إعــــلانات