بارونات المخدرات المغربية تستثمر في الأزمة الليبية لإغراقهـا بالكيف

كشفت اعترافات أحد الموقوفين في قضية حجز ما يزيد عن 3 أطنان من الكيف المعالج بولاية باتنة، بداية الأسبوع الجاري، أنّ هذه البضاعة كانت موجهة إلى ليبيا، بعدما تم تهريبها من المغرب عبر محور باتنة بسكرة من قبل شبكة دولية تنشط في شمال إفريقيا، حاولت استغلال تدهور الأوضاع الأمنية بالجماهرية الليبية لتهريب هذه الكمية الهامة. وتشير التّحريات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني، حسبما علم أمس لدى المقدم لالماص مصطفى، قائد المجموعة الولائية بباتنة، أنّ عدد المتورطين في القضية التي تعد سابقة من نوعها بالولاية، والأولى هذه السنة، بلغ إلى حد الآن بـ 8 أشخاص، تم توقيف 3 منهم، فيما لايزال البحث جاريا بشأن الباقين الذين يتواجدون في حالة فرار بعدما تم تحديد هويتهم، حيث أوضح المتحدث خلال ندوة صحفية خصصت لعرض تفاصيل القضية، أنّ تفكيك هذه الشبكة جاء بناء على معلومات تقلتها مصالحه منذ حوالي 20 يوما، مفادها محاولة عصابة تمرير كمية معتبرة من المخدرات عبر إقليم الولاية، ليتم على أساس ذلك تشكيل فوج محققين وتبني مخطّط خاص على مستوى المجموعة الولائية لباتنة والقيادة الجهوية الخامسة، ممّا سمح بعد أقل من يومين، من رصد تحركات شاحنة مشبوهة من نوع ”شاخمان”، أثار سائقها شكوك عناصر أمن الطرقات بينما كان في طريقه إلى بريكة، قبل أن يتم توقيف الشاحنة وإخضاعها إلى التفتيش، الأمر الذي مكّن في آخر المطاف من العثور على مخبأ في مقطورة المركبة كانت مهيأة لإخفاء البضاعة المشبوهة. وبعد إخضاع السائق الذي ينحدر من ولاية البيض إلى التحقيق، قدم معلومات جد هامة حول القضية، أبرزها أن الشاحنة مهيئة لتهريب كمية هامة من الكيف المعالج نحو مكان خارج الوطن، لا يستبعد أن يكون البلد هو ”ليبيا”، كما أدلى المتهم أنّ البضاعة متواجدة حاليا على متن شاحنة أخرى من نفس النوع بحظيرة السيارات مركونة بمدينة بسكرة، وبناء على ذلك تم التنسيق مع وحدات المجموعة الولائية لبسكرة، أين تم إخضاع عدد من مواقف السيارات إلى التفتيش، إلى أن تم العثور على المركبة المشتبه فيها بألواح ترقيم مزورة، والعثور على متنها على 3010 كغ من الكيف المعالج، في شكل طرود مغلقة وزن الواحدة منها 25 كغ، كما تم تفكيك العصابة المتورطة في تهريب هذه الكمية التي ثبت أنّه تم إحضارها من ولاية وهران مرورا بالمحول رقم 4  نحو ولاية بسكرة، تحضيرا لتهريبها مرة أخرى إلى خارج الوطن. وأسفرت التحريات، يضيف قائد المجموعة الولائية لباتنة، عن حجز مركبة أخرى من نوع ”لوڤان” كانت تستعمل في فتح الطريق، والتأكد من عدم وجود عناصر الأمن، وذلك بالموازاة مع توقيف 3 أشخاص من بين الثمانية، اثنان منهما ينحدران من دائرة بريكة، أمّا الخمسة الباقين فلازالوا في حالة فرار، بعد أن تم تحديد هويتهم، بحيث تم أمس تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي بقسنطينة، حيث لا يزال التحقيق متواصلا.