بالتفاصيل.. هكذا سرب زنجبيل معلومات حساسة عن الجزائر للمخابرات الفرنسية

تفتح محكمة الإستئنافية بمجلس قضاء العاصمة، اليوم الخميس،قضية ذات وقائع في منتهى الخطورة تورط فيها المدعو زنجبيل.
وتتعلق أحداث القضية بجرائم تجسس وتخابر كان مطار هواري بومدين وميناء الجزائر العاصمة موقعا لها.
وكان بطلها أحد “بارونات” المخدرات محل بحث من طرف العدالة الفرنسية يدعى “علي زنجبيل”، مزدوج الجنسية
ويكشف الملف القضائي، الذي ستباشر فيه المحكمة الجنائية برئاسة ، عن علاقة مشبوهة للمتهم ” زنجبيل”ومخابرات الفرنسية.
وحسب ذات املعطيات فإن زنجبيل كان على تواصل مع “كمال بلهادي”، وهو مسؤول الأمن في السفارة الفرنسية بالجزائر.
وكانت التواصل بين الرجلين يهدف لممارسة أنشطة تجسسية والاستخبار عن الأوضاع السياسية والأمنية في الجزائر.
كما يسرد قرار الإحالة، أن المتهم ربط علاقات وطيدة بمسؤوليين في الأمن على مستوى مطار هواري بومدين وميناء العاصمة.
هذه العلاقة مكّنته من جمع معلومات أمنية استخباراتية في منتهى الأهمية.
و تخصّ هذه المعلومات حركة أشخاص وتنقلاتهم كانوا محل اهتمامجهاز المخابرات الفرنسية.
وشملت المعلومات، رعايا جزائريين مزدوجي الجنسية ورعايا فرنسيين، صادفتهم عراقيل إدارية وقضائية في الجزائر.
وتمكن المتهم “زنجبيل” من إرسال معلومات سرية محل اهتمام جهاز المخابرات الفرنسية.
وكان ارسال المعلومات يتم من خلال تلك اللقاءات السرية التي جمعته برجال أمن في مقر السفارة بالجزائر.
وتوسعت علاقاته بمسؤولين في جهاز الأمن، على غرار ضابط الشرطة المدعو “ه.ب ع”.
هذا الأخير كان يشغل منصب رئيس مصلحة الشرطة القضائية لشرطة الحدود في مطار هواري بومدين.
اتصالات هاتفية ورسائل تتضمن معلومات جد حساسة
وشملت التحريات في الملف متهمين آخرين، وهما المدعو ” د،عبد الرحمان”، عون إنزال في شركة “أيغل أزور” الفرنسية.
كما شملت التحقيقات موظف في الجمارك، بعدما تم التوصل المحققون إلى وجود اتصالاتتضمنت معلومات حساسة جدا
وبالعودة إلى قرار الإحالة، ففي سنة 2018، تم توقيف المشتبه فيهم تباعا ثم إحالتهم على التحقيق.
أين صدر في حقهم أوامر إيداع الحبس المؤقت على مستوى محكمة الدار البيضاء.
أين تم متابعتهم بتهم تتعلق بجنايات جمع معلومات ووثائق بغرض تسليمها إلى دولة أجنبية.
بالإضافة إلى تهمة الإضرار بمصالح الدفاع الوطني والاقتصاد الوطني، وحماية تنظيم جماعة أشرار.
وأظهرت مجريات المحاكمة، بأن قصة“زنجبيل”، بدأت بصداقته بمفتش شرطة رئيسي في مطار هواري بومدين.
أين قامت شرطة مطار الجزائر بإفراغ أمر بالقبض صادر في حقه، وخلالها توطدت علاقته بهذا الأخير.
وتمكن بعدها وفي غضون شهور، من نسج علاقات بموظفين فرنسيين في السفارة الفرنسية بالجزائر.
هذين الموظفين هما كل من “رودولف” و”ستيفان”، اللذين جنّداه هو الآخر لخدمة المخابرات الفرنسية.
هكذا أطاحت أجهزة الأمن بزنجبيل
وجاء توقيف المشتبه فيهم إثر تحقيقات تمّت بعد معلومات وردت إلى مصالح الأمن في الجزائر العاصمة حول وجود علاقة مشبوهة.
وأفادت المعلومات بوجود اتصالات مشبوهة بين شخص يدعى زنجبيل مع موظف أمني من جنسية فرنسية.
الموظف الفرنسي بالجزائر كان يمارس مهامه تحت غطاء موظف إداري تقني في السفارة الفرنسية بالجزائر يدعى “ب. كمال”.
كما أفادت المعلومات، بأن المدعو “زنجبيل”، كان يزوّد المشتبه فيه بمعلومات أمنية حساسة.
وكان العملية تتم من خلال التوسط لدى موظفين من مختلف الأسلاك العاملة في مطار هواري بومدين.
وكانت هذه العملية تتم مقابل تقديم تسهيلات للتحصل على تأشيرة سفر لفرنسا بالإسراع في تحديد مواعيد تسلّمها.
المتهم “زنجبيل” كان يستعين في تنقلاته بسيارة فاخرة ذات رقم دبلوماسي، مدعّيا أنه رجل أمني في السفارة الفرنسية.
واعترف المتهم “زنجبيل” بأنه دخل أرض الوطن عام 2010، فتم توقيفه في المطار بناءً على الأمر بالقبض الدولي.
أين تم سماعه من طرف الشرطي “ل،جيلالي”، ليستفيد من البراءة من طرف محكمة تيزي وزو.
وفي نوفمبر 2011، يقول المتهم “زنجبيل”، قرر الاستقرار في الجزائر، فاستفاد من عتاد لتصليح الدراجات النارية في إطار دعم تشغيل الشباب.
إلا أنه وخلال سنة 2017، تم وضعه تحت الرقابة القضائية من طرف وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس.
هذه القضية جاءت بعد أن تقدم إلى مصالح الأمن بدالي ابراهيم للتبليغ عن ضياع جواز سفره.
بارون مخدرات يتنقل بسيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الفرنسية
مضيفا بأنه بقي على علاقة بمفتش الشرطة “ل،جيلالي”، والذي بواسطته تعرّف على موظف أمني في السفارة الفرنسية بالجزائر.
وواصل ذات المتحدث، بأنه التقى عدة مرات بالمدعو “رودولف”.
وقال أنه طلب منه التوسّط له على مستوى ميناء العاصمة للاستفسار له عن سيارة فرنسية من نوع “فولسفاغن توران” محجوزة.
المتهم استفسر له عن المركبة عن طريق اتصاله بموظف على مستوى قبّاضة الجمارك في الميناء يدعى “عادل”.
ومن ضمن اعترافات المتهم، إنه خلال شهر أوت 2017، قام “رودولف” بتعريفه بموظفين بمصلحة الأمن الداخلي في السفارة الفرنسية بالجزائر.
كما قام في إحدى المرات بنقل المدعو “كمال بلهادي” إلى مطار الجزائر ورافقه نحو جهاز “السكانير”.و قدّم نفسه كموظف في السفارة الفرنسية.
محادثات للتجسس عبر “الواتساب” و”الفايبر”
والأخطر في اعترافات المتهم “زنجبيل”، هو تواصله مع الفرنسي “ستيفان”عبر تطبيقة “الواتساب”.
وقال أنه كان يقوم بتزويده بمعلومات مهمة تخصّ شخصا من بجاية مطلوب من السلطات الفرنسية.
وقال أنه طلب منه التحقق من دخوله إلى أرض الوطن.
وفعلا زوّده بمعلومات حول الشخص من خلال البحث في قاعدة المعطيات لشرطة الحدود بمساعدة صديقه الشرطي هناك “ل.جيلالي”.
كما لم يتردد المتهم “زنجبيل” في اعترافاته بإقراره بأنه أصبح يرافق “كمال، ب” إلى مقر إقامته في السفارة الفرنسية بالجزائ.
وقال أنه كان يزوّده بمعلومات عن عدة أشخاص جزائريين يطلبها منه.
كما كان يساعده في هذه المهمة صديقه الشرطي “ل،جيلالي” ومحافظ الشرطة في المطار “ه. ب.ع”.
التجسّس عن أخبار الإقالات وعن مدير الشرطة الأسبق”هامل”
وكشف “زنجبيل” بأن المعلومات التي كان يسربها كانت تحوّل إلى مسؤول الأمن في السفارة الفرنسية المدعو “عريف داود”.
إذ تولى هذه المهمة وهو يستعمل في تنقلاته في بعض الأحيان سيارة “كمال” من نوع “بيام دوبلوفي” ذات ترقيم دبلوماسي.
وقال أنه ويركنها في المكان المخصص للدبلوماسيين بالمطار.
ولم تشمل المعلومات الاستخباراتية التي كان يقدّمها “زنجبيل” عن الرعايا الجزائريين المقيمين في فرنسا فقط ومعلومات امنية حساسة.
فقد قام المتهم -حسب اعترافاته- بإرسال جل التغييرات التي مسّت السلك الأمني، عن طريق “الفايبر”.
كما سرب زنجبيل خبر إنهاء مهام اللواء عبد الغني هامل، ومهام مدير المطار حساني.
كما قام بتقديم تقرير مفصّل مرسل إلى قيادته في فرنسا يتطرق إلى الوضعية الآنية لجهاز الأمن الوطني آنذاك.
وتضمن التقرير معلومات عن التحويلات التي مسّت القطاع وتحليلات الصراعات الداخلية في ذات الجهاز.
وأقرّ “زنجبيل” عن علاقة جد مهمة ربطها “كمال بلهادي” مع ضابط الشرطة القضائية في ميناء العاصمة، “ح.ن”.
وضبطت مصالح الأمن صورا تضمّ المعلومات والاستعلام، لفائدة المدعو “كمال بلهادي”، الموجودة في هاتفه.
وكانت الملفات مقسمة على مختلف القضايا، من بينها طلب معلومات عن الرعيتين الفرنسيين “مارسال بابيلون”، و”لويس جوزاف مارتينيز”.
وتخص باقي الملفات وأخرى تخصّ المدعو “ز، خ” الإرهابيين “س، مهدي” و”ب،عبد النور”.
فضلا عن معلومات تخص المدعو ” ق،ياسين” من عناصر الحزب المحل “الفيس”، الذي ألقي عليه القبض في إيطاليا.
كما تضمن أيضا معلومات عن سيارات مسروقة محل بحث من “الأنتربول”.
يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها.
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.androidapp