إعــــلانات

بالصور-بورصة الأضاحي.. جنون وفنون وديون!

بالصور-بورصة الأضاحي.. جنون وفنون وديون!

شهدت أسعار الأضاحي في الجزائر مستوى خرافيا هذا العام، على نحو بدّد آمال الكثير من الجزائريين في الظفر بأضاحي، بعدما فرضت فئة “المضاربين” منطقا قفز بالأسعار إلى حدود 70 ألف دينار ووسط كل هذا …. برزت ألوان من الجنون والفنون والديون.

في جولة قادت مندوبة “النهار أون لاين” عبر عدة أسواق ونقاط بيع، برزت الأسعار الخيالية لأضاحي هذا العام، وحتى الخراف النحيلة جرى تسويقها بـ 42 إلى 47 ألف دينار.

ولم تكن الأيام الأخيرة التي أعلنت فيها الحكومة عن إغراق الأسواق لتحطيم الأسعار، لتغيّر من الوضع شيئا رغم وعيد المسؤولين بالنيل من المضاربين الذين عادوا للتلاعب بحثا عن تحقيق أرباح طائلة في ظرف وجيز، وتضاعفت الأسعار في مشهد اكتوت به الجيوب وسار بما لم يشته الملايين من محدودي الدخل.

أحلام مستحيلة!؟

اعتبر “عباس” الذي التقيناه في سوق “بئر خادم”: “الأمر معيب ومحيّر في بلادنا المشتهرة بجودة مواشيها”، فيما تابع “نذير”: “يبدو أنّ الأضاحي قد تصير أحلاما مستحيلة، بعدما صار شراء اللحم مرة كل شهر أمر صعبا لأن ذلك قد يؤثر سلبا على موازنة العائلات الهشّة اجتماعيا بالنظر إلى كثرة المصاريف اليومية وتزامن عيد الأضحى مع الدخول المدرسي”، في وقت علّق منير الموظف بمؤسسة خاصة: “هؤلاء يشجعون التجار الذين لا يألون جهدا في الإمعان بالجشع في غياب أي رقابة رسمية”.

وأعرب فوزي، دليلة، العمري، عباس والشريف عن اندهاشهم لجنون الأسعار في بلد يملك 27 مليون رأس من الماشية، والغريب انتقال عدوى المغالاة إلى أسعار العجول والأبقار، ما أدى إلى تراجع إقبال الزبائن، في وقت عزا تجار وموّالون ما يحدث إلى غلاء الأعلاف ودخول الوسطاء على الخط.

سخونة أكثر من المعتاد

أجمع الكثير من المترددين على أسواق الماشية الموزعة عبر مختلف بلديات العاصمة، على غرار جسر قسنطينة، باش جراح، والحراش، على التهاب أسعار أضاحي العيد هذه السنة، ما جعل أرباب عدة عائلات ذات الدخل المحدود تتخلّى عن ممارسة سُنّة النّحر اقتداء بسيّدنا إبراهيم الخليل.

وتراوح ثمن الرأس الواحد من الغنم المتوسّط الحجم بين 35 و40 ألف دينار، أمّا إذا أراد المواطن أن يتقيّد بتطبيق سُنّة السلف الصالح في النّحر عن طريق اِتّباع شرط السنّ والسمنة للأضحية، فعليه أن يدفع ما بين 50 و60 ألف دينار أو أكثر بكثير، بسبب المضاربة التي تشهدها سوق المواشي.
وعلى ما يبدو، فإنّ عيد الأضحى لهذا الموسم سيكون ساخنا أكثر من المعتاد، ففي الوقت الذي تحضّر فيه بعض العائلات كلّ الترتيبات لاستقباله من مستلزمات وشراء الأضاحي، لا تزال عائلات أخرى في حيرة من أمرها في الطريقة التي تمكّنها من اقتناء كبش العيد كالاستدانة مثلا، غير أنها تبقى طريقة بعيدة المنال نظرا لاشتعال أسعار الأضاحي هذه الأيام، وهو ما أرجعها بعض الموّالين إلى ارتفاع تكاليف الشعير والنخالة المستخدمة في إطعام المواشي.

ويفضل بعض المواطنين تأجيل الشراء، والانتظار إلى عشية العيد لاقتناء أضاحيهم أملا في انخفاض الأسعار، حيث لا يزال بعضهم يتذكرون سنوات خلت نزلت خلالها الأسعار عشية يوم النحر إلى نصف ثمنها، لكنها تبقى مغامرة، طالما أنّ هبوط الأسعار غير مضمون، ويمكنها أن تستقر بل وترتفع أكثر في غياب ضوابط تتحكم في سوق الأضاحي.

قرون حلزونية تغري الناظرين

لاحظنا أنّ ظاهرة شراء الكباش بقرونها الحلزونية وأحجامها، لا تزال تثير شهية العديد من المتسوقين، ولا سيما بالنسبة لمن يبحث عن استخدامها في دورات مناطحة الكباش، ومثل هذه الكباش لا تقلّ أسعارها عن 70 ألف دينار، وقد وصلت إلى 90 ألف دينار في بعض نقاط البيع، لكن ذلك لم “يقمع” نزوات البعض!

وتبقي فئة البسطاء بصيصا من الأمل على الساعات الأخيرة التي ستستبق العيد للظفر بأضاحي، أين يضطر الموّالون عادة إلى “التخلص” من الرؤوس الكاسدة بأثمان منخفضة، بيد أنّ هذا السيناريو غير أكيد ويخفي ورائه تبعات غير مأمونة.

رابط دائم : https://nhar.tv/OHMz1
إعــــلانات
إعــــلانات