بالوثائق.. هكذا تلاعب مسؤولون بوزارة النقل والأشغال العمومية بمنحة تكوين في الصين

مجهولون قاموا بتغييرات في القائمة الاسمية للمستفيدين
الفضيحة تفجرت بعد إقصاء مترشح واستبداله بآخر لم يشارك في امتحان الانتقاء
تكشف وثائق تحوز عليها «النهار» وجود تلاعبات من قبل مسؤولي وزارة الأشغال العمومية والنقل لمنحة التربص التي قدمتها جمهورية الصين الشعبية لإطارات ومهندسي الوزارة، وذلك بعد أن تفاجأ أحد الناجحين أثناء تقدمه لاستخراج وثائق التأشيرة بتغيير اسمه بمترشح لم يقم باجتياز مراحل امتحان القبول النهائي.
وحسب المعلومات التي تحوز عليها «النهار»، فقد قدمت جمهورية الصين الشعبية منحة قصد استفادة 12 إطارا ومهندسا التابعين لوزارة الأشغال العمومية والنقل بالتكوين طويل المدى في الخارج بالجامعات الصينية، حيث حددت سفارة الصين بالجزائر شروط الالتحاق بهذه الجامعات وفق التخصصات الممنوحة لهم.
وقام 12 إطارا ومهندسا بالتسجيل الإلكتروني على الموقع الخاص بكل فرع المخصصة بالجامعة المعنية بالصين.
كما قدمت الصين موافقتها المبدئية لهؤلاء بالتنسيق مع مسؤولي وزارة الأشغال العمومية والنقل، والتي قامت بدورها في، يوم 19 جوان 2018، بتحديد تاريخ 27 من نفس الشهر، كموعد لاجتياز مسابقة الانتقاء على مستوى الوزارة كل في تخصصه.
وتؤكد وزارة الأشغال العمومية والنقل حسب الوثائق التي تحوز عليها «النهار»، بتاريخ 27 جوان الماضي تحمل رقم 9172، تحديد القائمة الاسمية للمترشحين 12 المستفيدين من منحة التكوين طويل المدى بالخارج، موقعة من طرق مدير الإدارة العامة بالوزارة.
حيث أمرت الناجحين بضرورة التوجه إلى مصلحة المجموعة الاقتصادية والتجارية على مستوى السفارة الصينية من أجل إيداع ملفاتهم للحصول على رسالة التوصية من قبل السفارة، والتي تؤكد بدورها وبصفة نهائية حصولهم على منحة التكوين كاملة.
وحسب وثيقة العقد تحوز «النهار» على نسخة، توضح العقد الموقع بين مسؤولي وزارة الأشغال العمومية والمعنيين بمنحة التكوين بالخارج وبالضبط في الصين، وذلك تاريخ 17 جويلية، وتم المصادقة عليه.
وبعد كل الإجراءات التي قام بها المترشحون، تفاجأ أحدهم بحذف وإقصاء اسمه على مستوى موقع الرسمي لهيئة MOFCOM الراعية لمنح التكوين وذلك بتاريخ، 23 أوت الماضي، خلال توجهه إلى سفارة الصين لاستخراج وثائق التأشيرة.
حيث طرأت عن القائمة التي تحوز «النهار» أيضا على نسخة منها، تغييرات في الأسماء مقارنة بالقائمة الأولى وظهور اسم لشخص آخر يدعى «ل.م»، الذي لم يقم بأي تسجيلات أولوية ولم يذكر في قائمة المنتقين لاجتياز المسابقة ولا حتى في القائمة الثانية المعلن عنها من قبل الوزارة.
فيما تم إقصاء مترشح نهائيا من ولاية غرداية للاستفادة من هذه المنحة.
في المقابل، أكد المكوّن والمتصرف محلل بالمدرسة الوطنية لتطبيق تقنيات النقل البري بباتنة، عباسي بلال، الذي أقصي من منحة التكوين طويل المدى في اتصال هاتفي مع «النهار».
أن المعني الذي أدرج اسمه في مكانه ضمن قائمة الاستفادة من هذه المنحة لم يقم بإجراءات التسجيل على مستوى الموقع الخاص بالجامعات بالصين، كما لم يجر مسابقة الانتقاء على مستوى الوزارة، ليظهر اسمه ضمن قائمة المستفيدين من التأشيرة.
وطالب المتحدث بضرورة فتح تحقيق حول ملابسات هذا الإقصاء والتلاعب في قائمة الناجحين، مع استرجاع حقوقه التي منع منها، حسبه.
مدير الإدارة بالوزارة يرفض الرد
من جهته، رفض مدير الإدارة بوزارة النقل والأشغال العمومية، الرد والتعليق على القضية، وقال نبيل قند، لدى اتصال «النهار» به هاتفيا لطلب توضيحات حول هذه القضية، إنه لا يستطيع الحديث في هذا الموضوع وتحجج بأن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى زيارته في مكتبه.