خبراء يؤكّدون قدرة الجزائر على الانضمام إلى منظمة “بريكس”

أثار تصريح الرئيس عبد المجيد تبون، خلال اللقاء الصحفي الأخير، والذي بثّ سهرة الأحد، حول إمكانية انضمام الجزائر إلى المجموعة الاقتصادية بريكس ، التي تضم دول الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، استحسانا كبيرا من طرف الكثير من الخبراء الاقتصاديين، واصفين هذه الخطوة بالهامة للجزائر، ومن شأنها إحداث تحوّل كبير للاقتصاد الوطني.

وبالرغم من عدم تأكيد الرئيس تبون صراحة، على توجه الجزائر نحو الانضمام إلى هذه المجموعة الخماسية الكبيرة، والتي يعادل اقتصادها نحو ربع الاقتصاد العالمي، في الوقت القريب، غير أنه أكد اهتمام الجزائر بهذه المجموعة، كونها “قوة اقتصادية وسياسية” هامة في العالم، خاصة وأن الجزائر “تتوفر على قدرات تؤهلها وعلى وشروط كبيرة تمكنها من الانضمام إلى هذا التجمع الاقتصادي الكبير”، كما أن انضمام الجزائر لهذه المجموعة من شأنه أن يجنبها “التجاذب بين القطبين” الشرق والغرب.

توفر الجزائر على عديد الشروط التي تؤهلها للانضمام إلى مجموعة بريكس

وفي استطلاع أجرته “النهار” مع خبراء اقتصاديين جزائريين، حول هذه الخطوة وأبعادها الاقتصادية على الجزائر، أكد البروفيسور فريد بن يحيى، توفر الجزائر على عديد الشروط التي تؤهلها للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، ومن أهم هذه الشروط، “القوة الطاقوية الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر، خاصة الغاز الطبيعي”، الذي بات يشهد تقلبات كبيرة منذ الغزو الروسي على أوكرانيا، إلى جانب امتلاكها لاحتياطات هامة من مختلف المعادن، في مقدمتها الحديد، حيث تم الشروع فعليا في استغلال منجم “غار جبيلات” الذي يحتوي على أكثر من 3.5 ملايير طن. بالإضافة إلى الأتربة النادرة التي تزخر بها الجزائر، والتي تستعمل في الصناعات الدقيقة.

البروفيسور بن يحيى: الجزائر تتوفر على نحو 40 مليون هكتار صالحة للزراعة

ولم يغفل البروفيسور بن يحيى القطاع الزراعي الجزائري، حيث اعتبره عنصرا مهما وشرطا حاسما من شأنه أن يسرع في انضمام الجزائر إلى “BRICS”، قائلا إن “الجزائر تتوفر على نحو 40 مليون هكتار صالحة للزراعة. إضافة إلى قدرات مائية هائلة في الصحراء الجزائرية”. حيث بإمكان الجزائر أن تلعب دورا محوريا في الأمن الغذائي العالمي.

من جانبه، شدّد الدكتور محفوظ كاوبي، على ضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية عميقة وصارمة، في مقدمتها “المنظومة المالية والبنكية، حتى تكون أكثر انفتاحا على الاقتصاد الخارجي”، مع “رفع التعاملات التجارية مع الخارج”، وتنويعها لتشمل مجالات أخرى، بدلا من الاعتماد حصرا على المحروقات ومشتقاتها، التي تمثل نحو 96 من المئة من الدخل الوطني من العملة الصعبة.

وفي ظل الأهمية الكبيرة التي يكتسيها انضمام الجزائر لمجموعة “بريكس”، أكد كاوبي، على رفع الناتج المحلي الخام، الذي لا يتعدّى حاليا 170 مليار دولار. في حين أن الناتج المحلي للصين يتجاوز 17000 مليار دولار، وروسيا نحو 1700 مليار دولار، ثم إن رفع الناتج المحلي “يتطلب رفع حجم الاستثمارات الخارجية في الجزائر فعليا، وعلى أرض الواقع، عوض التركيز والاقتصار على التشريعات فقط”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.androidapp

كما يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها