بطال من عنابة يبتكر جرارا فلاحيا صغير الحجم
صاحـب الابتكــــار تلقّــــى عــــروضــــا أجنبيــــة لكنــــه رفضهــــا
تمكن شاب من ولاية عنابة يدعى «قميحي رامي» ويبلغ من العمر 25 سنة، وهو عاطل عن العمل، من صنع جرار زراعي صغير الحجم يعمل بكفاءة عالية في المناطق الزراعية ذات المساحات الضيقة التي لا يستطيع الجرار العادي التوغل إليها.قد اعتمد هذا الشاب في اختراعه على محرك دراجة نارية وعجلات خاصة بآلة رش المبيدات الزراعية، وبعض مخلفات سيارات الخردة، قبل أن يدخل في عمل دؤوب دام 7 أشهر، ميزتها ظروف صعبة وقلة الإمكانيات، حيث أن «النهار» رافقت، أول أمس، هذا الشاب الذي لم يتعد مستواه الدراسي الثالثة ثانوي في شعبة الآداب والفلسفة، خلال تعديلاته الأخيرة على الجرار داخل كوخ صغير بمزرعة تقع على حواف قرية الطاشة ببلدية برحال في عنابة، أين ظهر الجرار بمحراث في الخلف مثبتا فعالية كبيرة، حيث يمكن لعربته حمل أي شيء وزنه ثلاثة قناطير، كما يمكنه السير في الطريق بسرعة 80 كلم في الساعة، فيما يصل وزنه 100كلغ. ويقول «رامي» إن فكرة تطوير جرار صغير الحجم راودته منذ الطفولة، وانطلق في تجسيدها بعد أن تأكدت حاجته له في مزرعتهم الصغيرة، بعدما شاهد والده يواجه صعوبة في الاستعانة بالجرار العادي نظرا لضيق المساحة الزراعية، ويضيف هذا المخترع الشاب أن تطوير الجرار لم يكن ابتكاره الأول، بل سبق له أن طور آلة لرش المبيدات الزراعية، غير أن وفاة والدته دفعته إلى حرقها، قبل أن يعود مرة ثانية إلى كوخه الذي يحوي العديد من الأدوات البسيطة، ويفجر طاقاته الإبداعية في تطوير هذا الجرار، كما كشف «رامي» أنه رفض عرضا مغريا تلقاه لدى عرض ابتكاره على صفحات الفايسبوك بمنحه تسهيلات في الحصول على التأشيرة والتنقل للعمل لصالح ورشات تصنيع ميكانيكية أجنبية، غير أنه رفض الفكرة عن قناعة فردية عبر عنها بالقول إنه يفضل أن يكون الإنتاج وطنيا ويتم تصديره فيما بعد. حلم هذا الشاب الجزائري لم يتوقف عند هذا الحد، بل يستعد بنفس الإمكانيات لتطوير آلة صغيرة الحجم لحصاد القمح، يمكنها التوغل في الأماكن الوعرة، التي تعجز آلات الحصاد العادية عن الولوج إليها.