إعــــلانات

بطولة وطنية تسبح في فلك العاصمة….. شرق مظلوم وغرب في محڤور!

بطولة وطنية تسبح في فلك العاصمة….. شرق مظلوم وغرب في محڤور!

لم تبق العاصمة الجزائرية القطب السياسي، التجاري والصناعي وحسب بل صارت مع مر السنوات القطب الكروي الأول، مستغلة عن قصد أو غيره حالة الضياع الذي تمر به كثير من أندية الشرق وبالأخص فرق الغرب التي تكاد تندثر في القسم الأول،

  • حيث صارت ممثلة بفريق واحد في دوري النخبة و7 فرق في القسم الثاني. والحديث عن التقسيم الجهوي في كرة القدم على مستوى أندية القسم الأول، هو حديث عن “ظلم تمارسه الكرة” بالأخص في حق فرق المناطق الداخلية من الوطن ومناصريها وسكانها الذين يشتكون فوق ذلك البطالة والحاجة، ليضاف لهم ظلم الجهات المختصة كالرابطة، أو ظلم الظروف المحيطة، كغياب الاستثمارات والإمكانيات التي رمت بمدارس مختلفة من شرق وغرب البلاد على غرار وفاق القل، ترجي ڤالمة، غالي معسكر وسريع غليزان إلى غياهب وظلمات النسيان أمام عنجهية سلطان اسمه المال الذي استأثرت به فرق منطقة وسط البلاد باستثناء ناديين من الشرق الجزائري، فيما يشكو البقية “سوء الحال والفاقة ويستغلون كل مناسبة لطرق باب المسؤولين لعل وعسى ينوب ربّي..”.
  • التقسيم الظالم أو “لا عزاء لمن لا يفك الطّلاسم”

قبل موسمين من الآن، سقطت 3 فرق من الشرق الجزائري الى القسم الثاني، وهي اتحادي عنابة وبسكرة وشباب باتنة، وتوجتشبيبة القبائل بلقب الموسم الكروي المذكور.. يومها أثيرت بحدة مسألة التوازن الجهوي ودقت فرق الغرب والشرق بشدة ناقوسالخطر، من أن الأمر سيتحول بعد سنوات قليلة الى بطولة عاصمية محضة. وقال مواسة يومها لما كان مدربا لاتحاد البليدة: “فرقالشرق تتقاتل فيما بينهما وأندية العاصمة تحصد الألقاب”، خاصة في ظل حالة النّهم الذي أصاب فرق هذه المنطقة تجاه الألقاب،حيث لم يغادر اللقب هذه المنطقة من الوطن لسنوات متتالية، بعد مدة ليست بالبعيدة تكاد النبوءة تتحقق في ظل التقسيم غير المتوازنالموجود على مستوى فرق البطولة الـ 17، حيث أن 6 فرق من ولاية الجزائر، 3 فرق من منطقة الوسط وهي شبيبة بجاية، القبائلوالبليدة، وفريق لا هو من الوسط ولا من الغرب بل من المنطقة التي تقع بينهما وهو أولمبي الشلف، و6 فرق من شرق البلاد بمعنىأن 16 ولاية من الشرق ممثلة بنفس العدد من الفرق مثل ولاية واحدة وهي العاصمة. والأسوأ من هذا وذاك، أن كل منطقة الغربالجزائري ممثلة بفريق واحد هو مولودية سعيدة على الرغم من وجود مناطق خصبة كروية مثل تيارت، مستغانم، وهران، وتلسمان. وإذا كان البعض يلوم “ظلم الكرة” و”لاعدلها” خاصة الإمكانيات، فإن البعض يقول إنه لا عزاء لكل غير قادر على مسايرة وتيرةبطولة القسم الأول واللوم على الضعفاء عندما لا يكون لهم مكان مع الأقوياء.

ـ10 سنوات، وتاج البطولة يدور في مساحة 50 كلم

كان الموسم الذي توّج فيه شباب قسنطينة بلقب البطولة 96-97 آخر موسم، يتوّج فيه فريق من منطقتي الشرق والغرب باللقبوالموسم الذي عرف الانعطاف الحقيقي لمسار الكرة في عام كانت فيه الفرق الموجودة هي وداد بوفاريك، اتحاد عين البيضاء،جمعية عين مليلة، شباب باتنة، ومستغانم، لأنه بعد ذلك بقيت البطولة تدور بين فرق العاصمة وكذلك منطقة تيزي وزو التي لا تبعدبأكثر من 50 كلم، وظل تاج البطولة مسافرا بين مكان وآخر إلى درجة أصبح هناك “les algerois” وهناك “algerien” على حدتعاليق الشارع الرياضي، لأنهم هو من يحققون الأبطال في حين يحصد البقية “الريح”، فتقاسم العاصميون الكعكة فيما بينهم، وبقيتالفرق الأخرى تتفرج، قبل أن يكسر الوفاق السطايفي هذه التقاليد بعد 10 سنوات، لما أخذ البطولة من شبيبة القبائل بفضل مساعدةمولودية وهران التي تحلت بالشجاعة في مباراتها أمام القبائل، وفازت عليه في زبانة ومنعت بالتالي “تحول العادة إلى عبادة “. ويمكن القول إن الوفاق “طبعة سرار” استطاع كسر سيطرة الفرق العاصمية على الألقاب، وعلى اللاعبين النجوم منذ 3 مواسم، لمافرض نفسه كرقم مهم في سوق التحويلات. ولما صار يمنح أموالا كبيرة لمستقديمه، رغم أن الرئيس السطايفي لام الظروفالمحيطة فقال: “عندما تجلب لاعبا وأنت في منطقة داخلية من الوطن يجب أن تمنح مبلغا إضافيا، مقارنة بفريق عاصمي أو فريقمنطقة ساحلية”، كما استطاع الوفاق أن يظفر بخدمات مملوين كبار ويحصل على أموال كبيرة من عائدات “السبونسور” بفضلنتائجه على الصعيد المحلي والعربي، وحتى اتحاد عنابة كان الاستثناء في الموسمين الأخيرين، فقط لأنه عثر على رجل من طرازمنادي يصرف الملايير مثلما يصرف شخص منا عملة ورقية.

رائد القبة، واتحاد الحراش.. أو القطرة التي أفاضت كأس الجهوي

يؤكد كثيرون على أن الرابطة الوطنية أثبتت عجزها الكبير في تسيير مقاليد البطولة، وكان ذلك بالأخص في طريقة دراستها لقضيةالقبة حيث رفضت أن تغضب الرّاعي، ولم تجوّع الذئب وبسبب ضعف القائمين على الاتحادية أيضا وجد فريقان عاصميان نفسيهمافي القسم الأول، الأمر الذي جعل رئيس شباب باتنة فريد نزار يؤكد على وجود “حڤرة” و”جهوية مقيتة” في هذه القضية من خلالالاعتراف بالحق لكلا الشاكيين، حيث تساءل مرة على صفحات “النهار” قائلا: “اعترفتم بالحق لكلا الفريقين.. أين هو المشكل؟نريدكم فقط أن تعطوننا الطريقة التي حكمتم بها ولمن أعطيتم الحق!، فإعطاء الحق لفريق رائد القبة معناه أن فريقي سيصير الرّابع،فلماذا يصعد الخامس -الحراش- مكان الرّابع”، هذه القضية بالإضافة إلى كونها زدات استثناء فريق جديد إلى فرق القسم الأول وهوفريق عاصمي، فإنها في نفس الوقت جعلت البطولة تجري برقم فردي، ما صار لا يحدث حتى في بطولات السيشل، واللوزوطو،وكان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس الجهوية وجعلت الكل ينظر إلى الاتحادية والرابطة بعين صغيرة جدا.

لماذا لا يكون مقر الرابطة في ورڤلة أو تيسمسلت؟!

وعندما نتحدث عن الظلم واللاتوزان الجهوي، فإنه موجود حتى على مستوى الرابطة التي يوجد مقرها في العاصمة، رغم أنه لا شيءيفرض أن تكون في العاصمة، فالسؤال الذي يطرحه ربما أي كان، لماذا لا يكون مقرها في ورڤلة، أو تيسمسلت أو أي ولاية أخرىمحقورة رياضيا، كرويا وثقافيا، حتى تحافظ على استقلاليتها وحتى لا نرى جماهير فرق تمارس ضغطها خارج مقر الرابطة وتهددبحرقه. ثم إن الغريب في الأمر أن تقريبا كل من مروا على رئاسة الرابطة هم عاصميون أو من منطقة الوسط، ونفس الشأن بالنسبةلأعضاء الرابطة إلى درجة أنه صار يشاع أن بعض أعضاء الرابطة معروفون بالمحاباة لفرق أخرى، فبعد أن صرح مرة الرئيسسرّار أن علي مالك يناصر شبيبة القبائل، اتهم عيسى منادي المكلف بالتعيينات في المديرية المركزية للتحكيم خلايفية بأنه يعمللمصلحة اتحاد البليدة، حتى وإن كانت عضوية انتخابات الرابطة تتم بانتخابات شفافية أمام أنظار الجميع، فإن “اللاعدل” موجودأيضا.

صارت بطولة “الداربيات” العاصمية

وكان والي ولاية سطيف، قد قال قبل عدة أيام بما أن العاصمة تضم 6 فرق في القسم الأول، فإنه يريد على الأقل أن يرى نصف عددتلك الأندية من ولاية سطيف وهي في القسم الأول، انطلاقا من مسألة الكثافة السكانية، وإذا كان المقياس على أساس الكثافةالسكانية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه عن سبب عدم امتلاك مدينتين كبيرتين على أرض الوطن وهما قسنطينة ووهران، فريقاواحدا في القسم الأول. وهما اللذان يزخران بالإمكانيات القاعدية للعب في هذا المستوى، ما دامت بعض فرق العاصمة تمثل أحياءفقط ولا تملك ملاعب وتنشط في هذا المستوى، لهذا ليس غريبا أن لا تجد الرابطة أحيانا ملاعب تبرمج عليها مقابلات أنديةالعاصمة، في ظل كثرة الفرق من جهة، و شح المرافق من جهة ثانية، حيث لم تجد مثلا لجنة المنافسة ملعبا أول أمس -الاثنين- لتبرمج عليه مقابلة مولودية العاصمة وسعيدة فأجلته إلى موعد لاحق، في بطولة صارت بعنوان “الداربيات” العاصمية الموجودةتقريبا في كل جولة.

شباب بلوزداد قطع 1190كلم فقط خلال مرحلة الذهاب

ولا يوجد مثال للتأكيد أن هناك فرقا عاصمية تقضي وقتا طويلا دون أن تبارح العاصمة، عندما يتوالى عليها “الداربي”، مثلما وقعهذا الموسم لمولودية الجزائر، فإن الرزنامة قدمت خدمة جليلة لهذه الأندية، فهي تخلصها من إنفاق مصاريف كثيرة في التنقلاتوالمبيت، لأن كل فريق عاصمي يلعب 5 “داربيات” ضد أندية عاصمية ويسافر عدة مرات إلى مناطق مجاورة، ولأنه لا يحلو الكلامدون إعطاء أمثلة فإننا أخذنا فريق شباب بلوزداد كعينة، حيث أن هذا الفريق لعب 15 مقابلة حتى الآن، لكنه لم يقطع سوى1190كلم، في بلد مساحته أكثر من مليوني و300 ألف متر مربع، والحديث عن هذه المسافة هو مجرد تنقل واحد لفرق مثل اتحادعنابة إلى وهران. لكن شباب بلوزداد تقريبا طيلة كل مرحلة الذهاب تنقل فقط إلى البرج، باتنة، سعيدة، الشلف وبجاية فيما لعب 10 مقابلات في العاصمة، ويمكن أخذ شباب بلوزداد كعينة بالنسبة للفرق الأخرى، في حين فريق مثل اتحاد عنابة فهو يقطع مسافاتكثيرة، ففي 6 تنقلات فقط إلى العاصمة سيقطع 3300 كلم دون الحديث عن تنقلاته الأخرى الـ 9 الأخرى، هذا المثال يمكن إسقاطهعلى فريق من منطقة الجنوب المظلومة في كل شيء، حيث لو يصعد ناد من ورڤلة أو الوادي، فإنه سيتنقل كل لقاء على الأقل 500 كلم، ويسافر وهو منهزم، يحدث هذا ونحن نعرف حجم الأزمة المالية تعيشها فرق الجنوب الكبير.

كيال، أوسرير بن حمو والمنتخب الوطني

سبق أن صرّح السعيد عمارة قائلا :”pour etre un algerien il faut que tu soit un algerois”، ويقصد بهذا الحڤرة الممارسةوالتمميز بخصوص المنتخب الوطني، حيث سطع نجوم كبار من الشرق والغرب، ولكن لم يأخذوا فرصتهم من المنتخب، مثلما لميأخذها لاعبون عاصميون لديهم نفس الإمكانات وربما أقل (دون أن ننفي نجاح بعظهم)، ويستدل كثير من متتبعي الكرة الجزائريةعلى ما يقوم به الحارس كيال منذ صعود أهلي البرج إلى القسم الأول، بكون مروان هو نصف فريقه ويحقّق الكثير من النتائجالإيجابية له، لكن مهما فعل وسيفعل حتى وهو في هذه السن، فإن أبواب “المنتخب الوطني تبقى ممنوعة عليه” حتى أنه صرّح ليمرة شخصيا قائلا: “ربما سيوجهون لي دعوة للعب لصالح المنتخب الوطني داخل القاعة”. كيال الذي يبقى مثالا للحڤرة لأنه يلعبلفريق منطقة داخلية من الجزائر، لا ينطبق عليه ما حدث مرة مع حارس شباب بلوزداد أوسرير، الذي مر بمراحل صعبة مع فريقهوتحوّل إلى الرقم 2، بعد فلاح لكنه استدعي للمنتخب، حتى بن حمو استدعي للمنتخب رغم أنه لم يكن يشارك دائما مع فريقه، ونوردهذين المثالين المثل رغم أن الكل يعرف أن الوفاق السطايفي ممثل بعدد من لاعبيه في المنتخب من مختلف مناطق الوطن (العاصمة،وهران والوادي).

عبد المجيد ياحي والصندوق الوطني للكرة

الملاحظ أن فرق الوسط هي أقل الأندية التي تشكو قلة الإمكانيات المالية طيلة السنوات الأخيرة، مع استثناءان لا يصنعان القاعدة فيشرق البلاد، ويتعلق الأمر بوفاق واتحاد عنابة، وبالعودة إلى ميزانية بعض فرق العاصمة فإنها تتجاوز 35 مليار، في حين بعضهالا يشكو الضائقة المالية، فشباب بلوزداد ولا رائد القبة ولا نصر حسين داي، وربما الفريق الوحيد الذي يشكو من هذا المشكل هونادي اتحاد العاصمة، ثم إن هناك فريقين لهما حظ الاستفادة من أموال شركة “سوناطراك” و”سونلغاز”، حيث تعتبر الأولى شريكالمولودية الجزائر، في حين الثانية شريكة لاتحاد العاصمة، فأين حق الفرق الأخرى من الاستفادة من هذه الشركات الوطنية الكبيرة،وهذا هو السؤال الذي طرحه عبد المجيد ياحي الإمبراطور السابق لاتحاد الشاوية، حيث قال إنه اقترح في وقته حلا وهو إنشاءصندق وطني كروي، حيث تجمع فيه الأموال من شركات مثل سوناطراك، وسونلغاز، وبقية الشركات الأخرى، كما توضع فيهاعتمادات الدولة على أن تقسم الأموال بالعدل بين فرق كل مستوى، حيث يرى أن هذا هو الأمر الوحيد الذي من شأنه خلق توازن بينالشرق والغرب، لأن فرق الغرب سبب ما وصلت إليه في نظر كثيرين حالة كرة القدم المرزية في هذه المنطقة وغياب الأموال،الأمر الذي عجل بهجرة اللاعبين لفرقهم نحو أندية أخرى تضمن لهم النجومية، والشهرة والأموال، وهو ما لا يتاح لهم في فرق التيتترامي في الأقسام الثانية، الثالثة وحتى الرّابعة على الرغم من أنها مدراس كروية، وبخصوص هذه المدارس قال نفس ياحي أنه منالمفترض أن الفرق التي تعطي إلى الأندية الأخرى لاعبيها من المفترض أن تستفيد من اعتمادات إضافية بما أنها تكون وهذا هوالمطلوب.

لاعبو العاصمة أثبتوا جدارتهم ويشكلون ثلاثة أرباع لاعبي القسم الأول

وإذا كان هذا ما يقال عن العاصمة التي يقال الكثير عن استئثارها بكل شيء، فإن هناك وجها آخر مخفيا في الحكاية، وهو أن لاعبيالعاصمة هذا الكلام أثبتوا جدارتهم، حيث وفي دراسة مطولة أجراها أحد الزملاء الموسم الماضي اكتشف أنه من لاعبي فرق القسمالأول الـ 16 ومجموعهم 423 لاعب، منهم 301 من العاصمة، وهو الأمر الذي لم يأت صدفة لأنه لا صدفة في كرة القدم، في حينلا غرابة أن نجد عددا قليلا من لاعبي مدينة قسنطينة في أندية القسم الأول، وهنا لا يجب أن تعتب هذه المدينة الكبيرة عدم امتلاكهافريقا في القسم الأول إلا على نفسها، وبدرجة أقل نقول نفس الكلام عن وهران التي لا تملك أيضا فريقا في القسم الأول. لاعبوالعاصمة لم يثبتوا أنفسهم في فرق عاصمية ولكن في فرق أخرى مثل وفاق سطيف، وكذلك في المنتخب الوطني، لتبقى مسألة لاتوازن الكرة محكومة بلا عدل الظروف والإمكانات التي ترجع إلى أصل المدينة في حد ذاته، الأمر الذي رسم خارطة القسم الأولفي شكل قطب نقاط ظل في الشرق، ودائرة كبيرة في الوسط ولمسة قلم صغيرة في منطقة الغرب الجزائري، حتى لا نتحدث عنالجنوب الذي يحترق ليضيئ للآخرين، حيث يمنح عائدات البتروال والطاقة لفرق كرة القدم فيما يقصي أبناءه الذين ثاروا في الكثيرمن المرات يشكون الحڤرة.

رابط دائم : https://nhar.tv/tRJpG
إعــــلانات
إعــــلانات