بلا غرور تربحو السيشل المغـمـور

يدخل المنتخب الوطني الجزائري، سهرة اليوم، التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، في أولى جولاتها، عندما يستقبل نظيره السيشيلي على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بداية من الساعة الثامنة والنصف ليلا، وهو اللقاء الذي يعول عليه الناخب الوطني كريستيان غوركيف لدخول التصفيات بقوة وتفادي أي سيناريو غيرمتوقع، خصوصا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل وتعترف بلغة الميدان فحسب.و شدد غوركيف على أشباله بضرورة تفادي الغرور وعدم التساهل مع المنافس وعدم ترك الفرصة له لفرض منطقه والضرب بقوة منذ الدقائق الأولى، لكسب الثقة في النفس وإدخال الشك في نفوس لاعبي السيشل الذين حضروا إلى الجزائر بنية إخلاط الحسابات وتحقيق واحدة من أكبر المفاجآت، بإسقاط المرشح الأبرز للتأهل عن المجموعة العاشرة وأحد المرشحين للظفر باللقب الغالي بعد أقل من سنتين من الآن حتى قبل بداية صراع التأهل للمنافسة.
لا مجال لأي تعثر جديد لمنتخب مونديالي أمام الصغار
هذا وتمثل مباراة اليوم تحديا جديد للناخب الوطني كريستيان غوركيف، من أجل استرجاع نوع من ثقة أنصار المنتخب الوطني التي اهتزت تجاهه بعد خيبة نهائيات كأس أمم إفريقيا المنقضية بغينيا الإستوائية والإقصاء من ربع النهائي، قبل أن يسجل المحاربون تعثرا جديد أمام منتخب قطر في المباراة الودية التي جمعتهما شهر مارس الفارط بالدوحة، وهو ما يعيه التقني الفرنسي جيدا ويدفعه للتعامل مع المباراة بشكل جيد وتحضير لاعبيه، خصوصا من الجانب النفسي، لتفادي الوقوع في الغرور على اعتبار أي تعثر جديد قد يعصف بالتقني الفرنسي ويضعه في عين الإعصار، خصوصا أن اللقاء يلعب على أرض الجزائر وأمام أنصار «الخضر» وأمام منتخب يعتبر من صغار القارة الإفريقية كرويا.
ملعب البليدة مقبرة أكبر المنتخبات وليس السيشل من يكسر القاعدة
من جهة أخرى، يهدف بن طالب ورفاقه إلى تكريس قاعدة أن المنتخب الوطني لا ينهزم في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي شهد سقوط أفضل المنتخبات الإفريقية وأقواها حتى في الفترة العصيبة للمحاربين، أين نجحوا في الإطاحة بمصر وقبلها السنغال والقائمة طويلة، وهي القاعدة التي لا يمكن أن يقبل اللاعبون والأنصار ومسؤولو «الفاف» برئاسة روراوة، أن تكسر على يد منتخب السيشل الذي ورغم وجوب احترامه والتعامل معه بحذر، إلا أنه يبقى مغمورا ولا يمكن مقارنته بمنتخب جزائري مونديالي والأول في القارة السمراء حسب تصنيف «الفيفا»، نظرا للفوارق الكبيرة على كل المستويات المادية، الفنية وحتى من حيث التسيير والسمعة.
الغيابات ليست عذرا والحاضرون قادرون على فرض كلمتهم
إلى ذلك، ورغم الغيابات العديدة لعدد من ركائز المنتخب الوطني، بداية بالحارس مبولحي لنقص المنافسة، والنجمين براهيمي وفيغولي بسبب الإرهاق والإصابة على التوالي، والقائد رفيق حليش ونائبه مدحي لحسن بسبب خضوعهما لعملية جراحية على مستوى الأربطة الصليبية للركبة والأذن تواليا، والظهير الأيسر جمال الدين مصباح الذي لم يشفَ بعد من الإصابة التي تعرض لها قبل عدة أسابيع، إلا أنها لن تكون عذرا أمام كتيبة المحاربين، نظرا لتواجد لاعبين ذوي مستوى كبير لتعويضهم، وحتى اللاعبون المحليون بإمكانهم قول كلمتهم في لقاء السيشل واستغلال الغيابات العديدة لإثبات أحقيتهم بمكانة في المنتخب.
هجوم السيشل ليس خطيرا وغوركيف مطالب بخطة هجومية
وبالعودة إلى المنافس، فإن منتخب السيشل معروف عنه أنه منتخب لا يهاجم كثيرا ولا يملك مهاجمين من المستوى الكبير الذين بإمكانهم إقلاق دفاع المنتخب الوطني بتواجد أصحاب الخبرة مجاني، ماندي وغولام، وهو ما وقف عنده غوركيف خلال معاينته في دورة ودية بجنوب إفريقيا، إلا أنه في المقابل مطالب برسم نهج تكتيكي هجومي وتحضير مهاجمي «الخضر» بشكل جيد لاختراق دفاع متماسك وصلب يصعب من مهمة لاعبي الخط الأمامي، وهو ما أقر به الناخب الوطني الذي أشار إلى قوة مدافعي السيشل مقارنة بهجومهم.
دوخة في الحراسة.. ماندي في المحور وزفان على اليمين وبودبوز صانع ألعاب
وبخصوص التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها غوركيف اللقاء، فمن المنتظر أن يعتمد على عز الدين دوخة في حراسة المرمى، مع الاعتماد على عيسى ماندي في محور الدفاع بجانب كارل مجاني، بعد الانسجام الذي أظهره الثنائي في مواجهة عمان الودية شهر مارس الماضي، وهو ما يعطي الفرصة للظهر الأيمن مهدي زفان لأخذ مكانه في التشكيلة الأساسية، ومن المتوقع أن يزج غوركيف بالعائد رياض بودبوز في منصب صانع ألعاب لتعويض براهيمي، بجانب رياض محرز الذي سيأخذ مكان سفيان فيغولي.
الحكم الموريتاني حمادة لإدارة اللقاء
عينت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف»، الحكم الموريتاني محمد حمادة لإدارة مواجهة اليوم بين المنتخب الوطني الجزائري وضيفه منتخب السيشل، وسيساعده في مهمته مواطناه شيخ مامادو بيني وبوبو شيخنا ديمبا.