إعــــلانات

«بلوتوث ماستر كارد invisible» للغش في الباك بـ3 ملايين!

«بلوتوث ماستر كارد invisible» للغش في الباك بـ3 ملايين!

الجهاز يعرف رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية 

 الجهاز مصنوع من مواد يمكنها مقاومة أجهزة التشويش 

التوصيل مجاني وبائعون يحصّلون عائدات بـ20 مليونا

ستكون أجهزت التشويش التي أمرت وزارة التربية بتنصيبها أمام مقرات إجراء الامتحانات الرسمية «الباك» و«البيام»، في مواجهة أحدث تقنيات الغش المطروحة في السوق الجزائرية من قبل عدد من التجار عن طريق «بلوتوث ماستر كارد invisible» الذي يقاوم أجهزة التشويش من خلال المواد المصنوع منها.

انتعشت في الآونة الأخيرة سوق «البلوتوث» المخصصة للغش في الامتحانات، خاصة امتحان البكالوريا، حيث كشف التحقيق الذي قامت به «النهار»، على مستوى سوق «بلفور» لبيع الهواتف النقالة ومواقع التسويق الإلكتروني، بدخول أحدث تقنيات «البلوتوث» إلى السوق الجزائرية، على رأسها «بلوتوث ماستر كارد» المقاوم لأجهزة التشويش، حسب بعض الباعة، ويكون على شكل قلادات أو بطاقات إلكترونية.

محلات بيع الهواتف ببلفور «البيع تحت الطابلة»

بداية التحقيق انطلقت من سوق «بلفور» بالجزائر العاصمة، المخصص لبيع الهواتف النقالة، أين زرنا عددا من المحلات للاستفسار عن هذه التقنية، إلا أن غالبية الباعة قالوا إنهم يمتنعون عن بيعها بسبب استعمالها الشائع في الغش خلال امتحانات الأقسام النهائية «البيام» و«الباك».

وأكد أحد الباعة في تصريح لـ«النهار»، أن عددا من الموزعين اقترحوا عليه اقتناء هذه التقنية، قبل أسبوع، إلا أنه رفض هذا الأمر باعتبار أنها «غش» بالرغم من أنها تذر عليه مالا وفيرا، على حد تعبيره، حيث أكد أن بيع 30 «بلوتوث» يعطيه فائدة قيمتها 20 مليون سنتيم، وهي الفائدة التي لا يحققها في شهر كامل.

وبعد اتنقلنا إلى محل آخر لبيع الهواتف النقالة ولواحقها، أكد البائع أن جهاز «البلوتوث المخفي» لا يباع في المحلات بسبب لجان التفتيش التي تقوم بحجزه على مستوى المحلات، مشيرا إلى أن مثل هذه التجهيزات يكثر الطلب عليها.

على بعد أيام تفصلنا عن امتحانات نهاية السنة، وللحصول عليها يجب تصفح مواقع الأنترنت والمواقع الخاصة ببيع هذه التجهيزات، على غرار «فايسبوك» ومواقع إلكترونية أخرى.

سوق «البلوتوث» بالمواقع الإلكترونية ينتعش قبل 60 يوما من «الباك»

من خلال تصفحنا لعدد من مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بالتسويق، وجدنا عشرات العروض لبيع أجهزة «بلوتوث» بمختلف الأحجام والماركات العالمية الرائدة في صناعة هذا النوع من التجهيزات «الباهضة» وقليلة الاستعمال.

وبدا من خلال تصفحنا لهذه المواقع وجود أسعار مختلفة لهذه الأجهزة، حيث تراوحت أسعارها من 15 ألف دينار وصولا إلى 30 ألف دينار بالنسبة للأجهزة الأكثر تطورا وحداثة، أي «موديل 2018».

وتلقى هذه العروض حسب عدد من الباعة الذين اتصلت بهم النهار رواجا وسط تلاميذ الأقسام النهائية بالدرجة الأولى.

«بلوتوث ماستر كارد» وGABRA وGSM BOX أحدث تقنيات 2018

بالمقابل، وخلال تصفحنا لهذه المواقع، وجدنا ماركات عالمية هي الأكثر طلبا بالنسبة لتلاميذ السنوات النهائية، التي يستعملونها في الغش خلال الامتحانات، ويأتي على رأس الاهتمامات التي عبر عنها التلاميذ لهؤلاء الباعة، حيث يطلبون الحصول على جهاز مقاوم للتشويش الذي ستعتمد عليه وزارة التربية لمنع الغش، وكان من بين العلامات الأكثر طلبا «بلوتوث ماستر كارد» وGABRA وGSM BOX.

محطة الخروبة لتسليم النقود وتسلم «البلوتوث»

وفي هذا الصدد، قال لنا بائع من ولاية الشلف اصتلنا به، أمس، إنه شرع منذ أشهر في بيع ثلاثة أنواع من «البلوتوث» والتي لديها شهرة كبيرة على غرار «ماستر كارد» التي تعتبر التقنية الجديدة لسنة 2018، وأن عاملا لديه هو من يتكفل بتوزيعها، على أن يكون التسلم على مستوى محطة النقل البري بالخروبة.

«بلوتوث ماستر كارد invisible»

وأجمع الباعة الذين يروجون لبيع «البلوتوث» المسمى «ماستر كارد» أن هذا الجهاز يعتبر الأحدث على الإطلاق، على اعتبار أنه جهاز خفي يمكن استعماله ببطاقة توضع في الجيب من دون أن يكشف أمر مستعمله.

ويعتبر من بين أحدث التقنيات التي تم استورادها، حيث يتكون من بطاقة تشبه إلى حد كبير البطاقة الإلكترونية التي تستعملها المؤسسات المالية، على غرار البنوك وبريد الجزائر، يتم شحنها ووضعها داخل جيب المستخدم.

وفي نفس الوقت يتم وضع «بلوتوث» صمم خصيصا كي لا يتم اكتشافه من خلال حجمه الصغير، وكذا لونه الذي يشبه لوم الأذن، وعند استقبال أي مكالمة تقوم البطاقة بالرد آليا ويستطيع المترشح التحدث إلى المتصل بكل سهولة.

وفي هذا الصدد، أكد الباعة أن سعر «ماستر كارد» يبلغ 30 ألف دينار، ويمكن أن يصل سعر الواحد إلى 33 ألف دينار باقتراب الامتحانات.

GSM BOX يجبر الطالب على وضع سلسلة في رقبته

النوع الثاني يسمى «جي أس أم بوكس» يجبر الطالب على وضع سلسلة لونها أبيض في رقبته، حيث يتم شحن بطاريته، على أن توضع هذه الأخيرة داخل السلسة، وتعمل على استقبال المكالمات، كما يسمح للطالب بالرد على المكالمات بصفة عادية، وأكد بائع أن هذه العلامة يتراوح سعرها بين 23 و25 ألف دينار مع ضمان خدمة التوصيل.

تحضيرهم لكيفية الغش أهم من تحضيرهم للامتحانات

30 ٪ مـــن التلاميـــذ والطلبـــة يعتمــــدون علــــى الغــــش

 ظاهرة الغش امتدت إلى العمال في مختلف مسابقات الترقية

قال باحثون ومختصون في الشأن التربوي، إن 30 من المئة من التلاميذ والطلبة يعتمدون بصفة كبيرة على الغش في الامتحانات التي يجتازونها، حيث أن اهتمامهم ينصب حول البحث على طرق الغش عوض التحضير للامتحانات، وهو الأمر الذي يساهم في رفع نسبة الرسوب والطرد.

ركز، أمس، الملتقى الذي نظم حول الغش وكيفية الوقاية منه في الوسطين الجامعي والمدرسي بجامعة بوزريعة، على الطرق التي يعتمدها الطلبة للترويج لهذه الظاهرة، بعدما أصبحت ترتبط بشكل كبير بامتحانات «الباك» و«البيام» والامتحانات الفصلية بدرجة أقل، وهو الأمر الذي يشكل حالة استنفار لدى الإدارة والأساتذة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور العيد رمضاني من جامعة البيض، إن الغش يأخذ أبعادا خطيرة واهتماما في الامتحانات الرسمية خاصة شهادة البكالوريا، حيث أن كل أفراد المجتمع يركزون على هذا الامتحان وأن أي هفوة تعتبر حدثا كبيرا.

وقال المتحدث في معرض تصريحاته، إن الأمر أصبح خطيرا بانتقاله بشكل تدريجي إلى تلاميذ الابتدائي، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على مستوى التلاميذ والمنظومة التعليمية ككل، وهو الأمر الذي قال المتحدث إنه خطير جدا ويجب معالجته قبل فوات الأوان.

من جهة أخرى، قالت أنسية داحمي مفتشة تربوية، إن اتهام التلاميذ والطلبة بالغش يعتبر جريمة في حقهم، مؤكدة أن الغش لم يصبح حكرا على الطلبة أوالتلاميذ فقط، بل امتد إلى العمال الذين باتوا يعتمدون عليه في مسابقات الترقية، لينالوا وظائف ليست من حقهم، وهذا بحد ذاته يعتبر مشكلا خطيرا.

من جهة أخرى، وللارتقاء بمستوى وجودة البحث العلمي، دعا المشاركون إلى ضرورة وضع نظام لتقويم جودة البحوث وتبني المعايير والمؤشرات العالمية في قياس وتقويم مدخلات ومحصلات البحث العلمي، والالتزام بإصدار تقرير سنوي عن أنشطة البحث العلمي ومؤشراته المعتمدة.

ومن أجل النهوض بالبحث العلمي في الجزائر، قال المشاركون إنه يجب تسخير الدراسات العليا لخدمة البحث العلمي، وتشمل الإجراءات المقترحة للتنفيذ ربط موضوع الدراسات العليا بالخطط الاستراتيجية للجهات العامة والخاصة وخطط التنمية.

رابط دائم : https://nhar.tv/sxcRG