بهجة عارمة عبر سجون الوطن .. وإغماءات وزغاريد بالحراش

عاشت المؤسسات العقابية عبر مختلف ربوع الوطن، صبيحة اليوم الأربعاء، أجواء فرحة تعالت فيها زغاريد النسوة بالإفراج عمن استفادوا من العفو الرئاسي بمناسبة الذكرى الـ 55 لعيد الإستقلال.
في صورة تقشعر لها الأبدان، شهد سجن الحراش، مغادرة مئات المحبوسين ممن شملتهم اجراءات العفو، ووسط هتافات الشباب، تمّ تسجيل حالات اغماء ممزوجة بدموع الفرحة، وارتسمت البهجة على محيا أمهات ذقنّ آلام فراق فلذات أكبادهنّ، وشدّهنّ الحنين لسنوات جرّاء تغييب غياهب السجن لذويهنّ.
وفي جولة قادت “النهار أونلاين” إلى سجن الحراش، تزامنا والإفراج عن مئات المحبوسين، أين عايشنا أجواء الفرحة مع أقارب المعنيين الذين اصطفوا وراء أسوار المؤسسة العقابية، تحت أشعة الشمس الحارقة منذ ساعات الصباح الأولى شوقا ولهفة للقاء ذويهم وحتى أصدقاءهم ممن زجّ بهم في السجن لتورطهم في قضايا جزائية. وشهد سجن الحراش اجراءات أمنية مشددة بهدف التحكم في زمام الأمور ، خاصة مع الكم الهائل من أفراد العائلات الذين عجّت بهم المحيط الخارجي للسجن، وجرى تنظيم الوافدين عبر تقسيمهم إلى فوجين مقابل الباب الرئيسي للسجن، حتى يتسنى لكل عائلة رؤية سجينها المُفرج عنه بارتياح.
وفي مقابل معايشته لحظات الفرح مع عائلات المساجين، رصد “النهار أونلاين” أيضا أجواء حزن وخيبات أمل أصيب بها بعض الوافدين ممن تشبثوا ببصيص أمل في اطلاق سراح مساجينهم، لكن الأمر لم يتجسد، حيث وبعد ساعات طويلة من الإنتظار تيقنت بعض تلك العائلات أنّ العفو الرئاسي لم يمس أبناءهم وهذا لتورطهم في جرائم استثناها الرئيس “عبد العزيز بوتفليقة” من العفو خاصة ممن حُكم عليهم في قضايا الإرهاب والمتاجرة بالمخدرات وجرائم القتل والفساد والخيانة والتجسس والاعتداء على الثوابت الوطنية.واقترب “النهار أونلاين” من سيدة لم تصدق مغادرة ابنها السجن، فسارعت إليه تضمّه وتقبّله بلهفة، مصرحة أنّ ابنها المحكوم عليه بعام حبسا نافذا، قضى ستة أشهر في السجن، وهبّت منذ الصباح الباكر إلى مؤسسة اعادة التربية، بعدما سمعت أمس بيان الرئاسة فيما يخص العفو على المساجين.
أما السجين المفرج عنه، فشكر الله على مغادرته السجن، كما أثنى على المبادرة والفرصة التي منحته إياه السلطات، ناصحا الشباب للإبتعاد قدر المستطاع إلى رفقاء السوء، خاصة بعدما عاش أياما وصفها المتحدث بـ”السوداء” في السجن.