إعــــلانات

بين مطرقة الحلم وسندان الواجب.. هل سأظلم نفسي إن تخليت عن مستقبلي؟

بين مطرقة الحلم وسندان الواجب.. هل سأظلم نفسي إن تخليت عن مستقبلي؟

من دون مبالغة سأعتبر مشكلتي هذه صرخة فتاة مقهورة تحسّ بأن الأبواب أوصدت في وجهها، كيف لا وأنا أقف على المحك بين خيارين أحلاهما مرّ، خيار تحقيق الحلم ومعانقة المستقبل وسندان واجبي تجاه إخوتي.

لن أسهب في الحديث وسأكون صريحة لأقول إن زواج والديّ بلغ طريقا مسدودا، حيث أنهما آثرا على نفسهما إكمال مشوار عمرهما معا من أجلنا وإكراما لنا، فانصرف كلّ واحد منهما لحياته، مجددا لها من خلال زيجة أخرى، تاركين أسرة تتكون من أربعة أبناء أنا أكبرهم، عرضة للضياع.

تبددت فرحتي بنيلي لشهادة “البكالوريا” التي كنت أتوسم منها معانقة مستقبل أجمل ومسيرة أفضل، حيث أنه ليس هناك من دوني من سيرعى إخوتي القصّر الذين لا حول ولا قوة لهم، علما أنّ فاجعة الطلاق عصفت بهم هم أيضا، فما العمل؟، هل أتخلى عن مستقبلي حتى لا تتشتت أسرتي ويضيع إخوتي؟.. دلّوني بالله عليكم، فأنا في حيرة ما بعدها حيرة.

التائهة “و-ن” من الوسط

الرد:

هي الحيرة التي ما بعدها حيرة أختاه، كيف لا وأنت كورقة خريف في مهب الريح لا تدرين أي طريق ستسلكين.

أعيب على والديك التفاتهما لحياتهما من دون أن يكون لأي منهما روح المسؤولية تجاه ما سيلمّ بكم أنتم الأبناء بعد طلاقهما، هذا ما يدفعني أن أحثك وأنصحك وأشدد عليك بألا تضيّعي مستقبلك وأن تقفي وقفة المحارب لا المستسلم حيال هذا المصاب.

ستندمين لا محالة إن انحنيت أمام الضعف والانكسار وتركت مستقبلك وما حلمت به يذهب هباءً منثورا، ستجدين بعد انقضاء السنوات أن إخوتك أكملوا مسارهم الدراسي، بينما أنت ضيّعت مستقبلك واستسلمت للانكسار.

أدرك أن الأمر في غاية الصعوبة، لكن عليك أن تحققي المعادلة بكثير من الإرادة والتدبر وحسن التسيير، بأن تنجحي أنت وإخوتك معا وتؤكدوا لوالديكم أن درجة الأنانية التي تصرفا بها لم تقتل روح الاستمرار فيكم لتعيشوا أسوياء حتى لو كنتم ضحايا طلاق.

لن يكون الأمر صعبا ما دام الله هو وليّ التوفيق، وتأكدي أنّ وضع برنامج مدروس سيكفل لك التوفيق بين طلبك للعلم ورعاية إخوتك، الذين عليهم أن يكونوا هم بدورهم متعاونين معك، لتكونوا مثل اللحمة التي لا تتأثر ولا تنهار أمام العواصف والمحن.

قوتك تكمن في صبرك، ونجاحك مرهون بأن تقودي السفينة بمن فيها إلى برّ الأمان، وكل ما أدعوك إليه التسلح والتجلد بمفتاح الصبر الذي سيأتيك بعد فرج كبير بإذنه تعالى.

رابط دائم : https://nhar.tv/jnrOR
إعــــلانات
إعــــلانات