تأجيل الحكم على المتهمين بقتل التلميذ عيفة رشيد أمام ثانويته الى 10 أفريل القادم

بعد ثلاث ساعات من محاكمة وصفت بالماراطونية عقدتها محكمة الجنايات أمام قسم الأحداث بمحكمة سيدي امحمد في جلسة سرية، صبيحة ظهيرة اليوم الأحد، التمست النيابة العامة توقيع عقوبة 10 سنوات حبسا نافذا، في حق المتهمين الثلاث بإزهاق روح التلميذ القاصر عيفة رشيد أمام ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم الكائن مقرها بالدار البيضاء، عن تهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد احداثها، ويتعلق الأمر بكل من” ت، مهدي” و” احمد ،ر” و” ب، عبد الرحيم” ،وهي الجريمة التي وقعت بعد مشاجرة عنيفة وراء اسوار المؤسسة التربوية، بسبب خلاف حول فتاة، حيث أرجأت المحكمة بعد الالتماسات الموقعة النطق بالحكم إلى تاريخ 10 أفريل المقبل.
انطلقت محاكمة التلاميذ الثلاث المتهمين الرئيسيين في جريمة إزهاق روح الضحية التلميذ عيفة رشيد بالدار البيضاء، في حدود الساعة الثانية عشر زوالا، حيث اتسمت الجلسة قبيل انطلاقها بحالة قلق وتوتر شديدين على وجه والد الضحية، وأهله، وعدد من زملائه الذين هبوا إلى المحكمة لمؤازرة زملائهم المتواجد اثنين منهما رهن الحبس المؤقت، فيما استفاد ثالثهم من إجراءات الإستدعاء المباشر، ولم يتمالك والد الضحية خاصة نفسه بعدما أدخلت عناصر الشرطة المتهمين في جريمة إزهاق روح فلذة كبده، فأجهش بالبكاء وهو يشد رأسه بيده متذكرا الحادثة الأليمة، فيما أسرع عدد من التلاميذ لتحية المتهمين وعلامات الحزن خيمت على وجوههم كون الضحية تلميذ متمدرس معهم بنفس المؤسسة التربوية، وقد قدر عدد الشهود اجمالا في القضية 6 شهود تغيب اثنين منهم.
وحسب دفاع الضحية الأستاذ كتاشية، فإن المحاكمة التي استغرقت ثلاث ساعات كاملة، تميزت بإنكار المتهمين لوقائع الجريمة المنسوبة إليهم جملة وتفصيلا، خاصة فيما يتعلق بقتل الضحية، فيما اعترفوا صراحة بواقعة الضرب والمشاجرة التي وقعت بينهم وبين الضحية، مضيفين في خضم تصريحاتهم أنهم قاموا بدفع زميلهم المرحوم أرضا ماجعله يسقط على الأرض، فقاموا بركله وهو في تلك الحالة، غير أنه استطاع النهوض والمشي لبضعة أمتار، بعدما تدخل أحد التلاميذ الشهود في قضية الحال، ليسقط بعدها مرة ثانية بجانب الرصيف، مغمى عليه.
أما والد الضحية الذي تأسس طرفا مدنيا في القضية، فقد التمس من المحكمة بإلأخذ بالقصاص خاصة وانه فقد اتبنه الوحيد الذي قال عنه أنه معروف بسيرته الحسنة بالحي وبالوسط التربوي، كما أنه رياضي ويمارس رياضة ” كرة السلة” ،ويتمتع ببنية قوية وصحة جيدة ، محاولا تبليغ هيئة المحكمة بأنه ابنه المرحوم لم يكن يعاني من أي مرض عضال كما روجت له بعض الأطراف، بعد استكمال تقرير الخبرة الطبية التي أكدت أن أسباب الوفاة كانت طبيعية مردها سكتة قلبية، مستبعدة علاقتها بالضرب العنيف الذي تلقاه التلميذ المرحوم على يد المتهمين.
من جهتهم التلاميذ الأربعة وخلال مثولهم للشهادة، اكدوا بأن التلميذ عيفة رشيد تعرض إلى اعتداء عنيف على يد المتهمين، الذين ترصدوا له أمام الثانوية إلى غاية خروجه، وخلال الحادثة تدخل عدد من الزملاء لفض الشجار، قبل أن يلفظ المرحوم أنفاسه الأخيرة بعد دقائق فقط من سقوطه أرضا.
وكما انفردت به النهار أونلاين “حصريا” بعد استكمال التحقيقات في ملف القضية، ونقلا من ما ورد في قرار الإحالة فإن وقائع القضية انطلقت بتاريخ 30/11/2016 ، عندما تلقت مصالح الأمن الحضري الرابع بالدار البيضاء مفادها استقبال المركز الإستشفائي لقاصر عيفة رشيد جثة هامدة ،حيث وبعد فتح تحقيف في الحادثة ، توصلت إلى أن الضحية تشاجر مع ثلاث أشخاص قرب الثانوية التي يدرسها
وتبين من خلال تصريحات أحد المتهمين المدعو ” ت، مهدي” أنه بتاريخ 30/11/2016،وفي حدود الساعة 11 صباحا، كان رفقة المتهمين “أحمد،ر” و”ب، عبد الرحيم” ،قرب الثانوية المذكورة، نشبت مشاجرة بينهم وبين الضحية ” ع، رشيد” بسبب نظرات استفزوازية أثارت غضبهم، فقام “المتهم” بدفعه فسقط أرضا ، فتدخل أشخاص لفك المشاجرة ثم نهض وسار خطوتين إلى الأمام وسقط لوحده مغمى عليه، مؤكدا المتهم بأنهم لم يعتدوا عليه ولم يقوموا بعرقلته، مضيفا أنه تحدث مع المرحوم قبل يومين عبر رسالة في حسابه ” الفايبسبوك” إلى صديقه “ع،و”، ليستفسره عن بعض الفتيات اللواتي يتمدرسن معه ” الضحية” دون أي يقع بينهما أي خلاف.
وللتذكير ونقلا هما ورد في تقرير الطبيب الشرعي الأول والثاني والنهائي، المؤرخ في 02/12/2016 ، فإنه عثر على اثار عنف على جسد المرحوم” ع،رشيد” على مستوى الرأس ،والظهر و ألاطراف العلوية ، إلا أنه ليس له أي علاقة مباشرة بالوفاة، كما أنه سبب الوفاة راجع إلى حالة اختناق،ونزيف تحت البطين الأيسر،وهو التقرير الذي اعلنه وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش أمام وسائل الأعلام، خاصة بعدما عرفت القضية تعاطيا إعلاميا كثيفا، نظرا لظاهرة العنف التي تفشت في الوسط المدرسي خلال السنوات الأخيرة.