تحوّلت من عابد مستقيم إلى عابث لا يقيم وزنا لتعاليم الدين

تحية طيّبة وبعد: أنا شاب من الشرق الجزائري، منَّ الله عليّ بكل الامتيازات المادية والمعنوية التي تؤهلني لكي أعيش السعادة وأنعم في رحاب الاستقرار، لكنني لست كذلك، بعدما أفرطت في ظلم نفسي وفرضت عليها القيام ببعض المعاصي، كنت قبلها أسعدُ بحب الله، إلى أن أوقعني سوء حظي وقلة خبرتي في الحياة بين أيدي من لا يخشون الله، مجموعة أشرار جعلتهم الصحبة الدائمة، فتعلمت معهم ما لم أكن أعلم، فغطى الجهل عقلي وطبع الطيش على سلوكي، فانسقت وراءهم لأصبح كالورقة التي تحملها أمواج البحر وتلقي بها أينما تشاء، وكانت نتيجة ما أقدمت عليه احتراف المعاصي، ولعل أبغض أمر تعلمته، هو معاشرة الفتيات بما يغضب الله ويزعزع عرشه . أعترف أنني أخطأت ولا أريد الاستمرار في هذا الطريق، الذي سيثقل كاهلي بأوزار لا طاقة لي بحملها، صدقيني سيدتي «نور» أنني أرغب في التوبة، فلا طائل لي من هذا المسار الذي دخلته مغمض العينين، لقد أصابني الشعور بالندم، مما يجعلني أبكي حسرة على حالي إلى درجة تصيبني فيها نوبة قوية من اليأس والإحباط.أرجوك أرشديني إلى طريق النجاح والفلاح.
بلال/ الشرق
الرد
ما أروع أن يعترف الإنسان بالأخطاء والأفعال التي تجرّه جرّا إلى تحصيل المزيد من الذنوب، لأن الاعتراف يعدّ أول خطوات التوبة، وأول محاولة للانفلات من قبضة الشيطان، الذي يتربص بالنفس البشرية، ولا يهدأ باله حتى يحقق هدفه الذي وجد من أجله، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ولكي تفوت الفرصة عليه وتجعله يشعر بدلا عنك بالخسران المبين، لابد من الترصد له وقمعه بالطاعات، كالصلاة في مواعيدها، والإكثار من الأذكار والأدعية مع المحافظة على الطهارة وكل الأعمال الصالحة، التي تجعله يُدبر عنك ولا يقبل أبدا.يجب عليك أن تتخلص من هذه الصحبة ورفاق السوء، والاهتمام بما ينفعك و يُرضي الله عز وجل، الذي ما إن اقترب منه العبد شبرا حتى تقرب إليه ذراعا، ومن إن دعاه استجاب له، وما إن طلب منه المغفرة، غفر له ولا يبالي.سيدي، أنصحك بإتمام نصف دينك، لكي تصون نفسك وتبعدها عن تلك الفواحش، فهذه الرابطة التي دعانا إليها الدين الحنيف، تهذب النفس وتبعدها عن الفواحش، دعواتي لك بالنصر على الشيطان والمزيد من الإيمان، وجعلك إن شاء الله من الأخيار.
ردت نور