إعــــلانات

ترحيل ألفي عائلة في سكيكدة قريبا.. ونهايـــة قصة حي قصديري من عهد الاستعمــار

ترحيل ألفي عائلة في سكيكدة قريبا.. ونهايـــة قصة حي قصديري من عهد الاستعمــار

السلطات الولائية أجرت عملية قرعة لتوجيه المستفيدين من سكان حي «الماتش»

عملية القرعة تمت داخل ملعب بحضور جميع السكان لضمان تفادي التدخلات والوساطة

أنهت مصالح ولاية سكيكدة، الجدل القائم بخصوص ملف توزيع المساكن الإيجارية العمومية المعروفة «بالسوسيال» على سكان حي «الماتش» أحد أكبر وأقدم التجمعات السكنية للأكواخ القصديرية بولاية سكيكدة، والذي يعود إلى سنة سنوات ما قبل الاستقلال، وتحديدا إلى عام 1957، من خلال تنظيمه لعملية القرعة التي تعد سابقة في البلاد والأولى وطنيا بعد أن تم تنظيمها على مستوى القاعة المتعددة الرياضات الإخوة بوشاش بحي الإخوة ساكر في سكيكدة، من أجل الإعلان عن القائمة الإسمية للمستفيدين وإجراء القرعة لاختيار مواقع المساكن والعمارات، وسط استحسان كبير من طرف السكان وعائلاتهم الذين أثنوا على شفافية العملية ونزاهتها، بحضور المحضر القضائي ورؤساء جمعيات حي «الماتش»، فضلا عن السلطات المحلية والأمنية لتغطية العملية وضمان شفافية أكثر.

وقد لجأ أول مسؤول بالولاية إلى تسليم ملف ترحيل سكان حي «الماتش» وإعادة إسكانهم إلى أحد إطارات الولاية الذي يشغل منصب رئيس ديوان بالنيابة لتسييره بكل شفافية ونزاهة، بالتنسيق مع رؤساء جمعيات حي «الماتش» الذين أثنوا على كفاءة وقدرة هذا الإطار في تسيير ملف شائك عمّر لأزيد من خمسة عقود.

الإعلان عن قائمة تضم 1987 شخص وموقعي «مسيوان» و«الزفزاف» يسر المستفيدين

وقد كان الكل في الموعد من أجل الإعلان عن القائمة الإسمية للعائلات المعنية بعملية الترحيل، مع متابعة شخصية للوالي الذي فاجأ الجميع بحضوره أشغال عملية القرعة وسط زغاريد النسوة وتصفيقات العائلات وأبنائهم الذين حضوروا عملية القرعة، وهو ما جعل القاعة متعددة الرياضات التي احتضنت الحدث تضيق بهم، بسبب الأعداد الغفيرة من المعنيين الذين حضروا عملية القرعة، حيث تم الإعلان عن 1987 عائلة تم إحصاؤها بين سنتي 2011 و2014 من طرف المصالح المختصة على مستوى مديرية البناء والتعمير السكن ودائرة سكيكدة. وقد تكفل ديوان الترقية والتسيير العقاري لسكيكدة، رفقة المحضر القضائي، بعملية القرعة بإشراك ممثلين عن جمعيات حي «الماتش» وكذا البعض من السكان، حيث تقرر تخصيص موقعين، وهما حي «الزفزاف» و«مسيوان» لاستضافة المرحلين، وهو الأمر الذي نال استحسان المستفيدين وفيهم حتى من تنقل إلى الموقع لمشاهدة المساكن التي سوف تكون مأوى لهم ولعائلاتهم، بعد معاناة لعدة عقود.

إحصاء قرابة 450 اسم «غير معروف» وانطلاق دراسة 981 طعن

وبعد الانتهاء من عملية الإعلان عن القائمة الإسمية للمستفيدين من السكن تم تسجيل ما يقارب 450 اسم ضمن القائمة الإسمية مدون عليها ملاحظة «غير معروف» وهم السكان الذين لم تتمكن لجنة الإحصاء من ضبط وتحديد هوياتهم بالرغم من أنهم يقطنون بحي «الماتش» منذ عدة سنوات، يحدث هذا في الوقت الذي تم تسجيل فيه 981 طعن على مستوى اللجنة الولائية للطعون المتواجدة على مستوى ديوان الوالي، حيث باشرت منذ الأسبوع الفارط اللجنة في دراسة الطعون المقدمة إليها.

ممثل عن جمعية حي «الماتش»: «نحرص على ضمان الشفافية والعدالة في منح المساكن لمستحقيها»

ممثلا عن جمعية حي «الماتش»، أكد قشيد لخياري، أحد أبرز رؤساء الجمعيات الفاعلة في حي «الماتش» بأن ثقة سكان الحي «الماتش» والجعيات الأخرى جد كبيرة في السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي، من أجل إضفاء شفافية وعدالة في معالجة ملف السكن في أعرق حي منذ الاستقلال بولاية سكيكدة. وقال قشيد في لقاء مع $ بأن جمعيات حي «الماتش» تعمل على قدم وساق بالتنسيق والتشاور مع رئيس ديوان الوالي بالنيابة، حسين بوطرع، قصد التدقيق ودراسة جميع الحالات، خاصة تلك العائلات التي لم يتم إحصاؤها بالرغم من أنها تقطن لأكثر من 30 سنة في «الماتش» وعائلات أخرى تم تسجيلها بأنها غير معروفة وأخرى حرمت من حقها في السكن لأسباب مجهولة، وهو ما يحرص عليه رئيس الجمعية قشيد، رفقة بقية رؤساء الجمعيات من أجل ضبط القائمة الإسمية بالتنسيق مع رئيس الديوان، وكذا ديوان الترقية والتسيير العقاري، والتي يجب حسبه أن تكون مطابقة للقائمة الإسمية التي ضبطها مع جمعيات الحي لتفادي أي انزلاقات أو إثارة حساسيات.

والي سكيكدة: «الترحيل سيكون بعد ضبط القائمة نهائيا ودراسة كل الطعون إحقاقا للحق»

من جهته، قال والي سكيكدة، هجيري درفوف، في تصريح له على هامش زيارته لحضور عملية القرعة، إنه قد أعطى تعليمات لمصالح ديوانه لدراسة جميع الطعون المقدمة للجنة والوقوف على كل الحالات التي تم تسجيلها تفاديا لأي مشاكل من شأنها أن تعيق السير الحسن لعملية الترحيل.

وأكد والي سكيكدة، بأن «الترحيل سيكون فور دراسة وضبط جميع الأمور، ولو كلفنا الأمر إعادة دراسة الملفات من جديد وهذا إحقاقا للحق»، مضيفا أن «سكان حي الماتش أكثر الناس تضررا من أزمة السكن، وواجب علينا أن ننصفهم وعائلاتهم».

رابط دائم : https://nhar.tv/nQg8g
إعــــلانات
إعــــلانات