تشابه أسماء وتاريخ ميلاد مغترب وإرهابي يكلف كهلا حكما بالإعدام في قسنطينة

عاش مغترب جزائري ينحدر مدينة باتنة مقيم بفرنسا، أياما عصيبة تشبه إلى حد كبير ما نشاهده في الأفلام الأمريكية، عندما قضى 7 أشهر خلف القضبان ينتظر محاكمته في قضية انضمامه في صفوف الجماعات الإرهابية ومشاركته في عمليتين خطيرتين في مدينة قسنطينة خلال التسعينيات من القرن الماضي، ومما لا شك فيه أن فصول الحادثة لن تمحى من ذاكرة الكهل «رقية جمال» البالغ من العمر 56 عاما، خصوصا وأنه فقد منصب عمله في فرنسا بسبب القضية التي التصقت بعدما فرغ من مراسيم دفن والدته التي تنقل مع جثمانها لدفنها في مسقط رأسها بباتنة .فصول الكابوس المرعب انطلقت حيثياته عندما أخطره القائمون على الأمن بمطار رابح بيطاط في مدينة عنابة وهو يهم في شهر ماي الماضي بالعودة إلى فرنسا للالتحاق بعمله وأسرته، بأنه مطلوب لدى الجهات القضائية لتورطه في قضية إرهابية وصدور حكم غيابي في حقه يقضي بإعدامه، ليتم إيداعه السجن إلى أن تمت محاكمته أمس الثلاثاء أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة. وحسب تصريح موكل المتهم الأستاذ نجيب بيطام، فإن «جمال رقية» وجد نفسه متهما في قضية لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد والمتمثلة في قتل امرأتين على مستوى حي كوحيل لخضر في قسنطينة المعروف محليا بجنان الزيتون شهر جانفي من سنة 1995، بالإضافة إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر الجزائرية للمياه شهر أكتوبر من سنة 1994، وقال المتحدث إن تورط موكله جاء بعد القبض على أحد العناصر الإرهابية سنة 1996، وبعد التحقيق معه أدلى باسم أحد شركائه المدعو «رغيوة جمال» الذي يتشابه مع موكله «رقية جمال»، والأغرب في القصة أن الشخصين يتشابهان في عدة بيانات أهمهما تاريخ الميلاد، وبعد التحريات التي قامت بها مصالح الضبطية القضائية عثر على اسم «رقية جمال» المولود بباتنة الذي وجد نفسه متابعا في قضية مدوية لم يكن له باع فيها، علما أنه في تاريخ وقوع الحادثتين ـيضيف محدثناـ لم يكن موكله متواجدا بالجزائر على اعتبار أن آخر تاريخ تواجده بأرض الوطن كان سنة 1991، وهو ما تثبته الوثائق التي سلمت لهيئة المحكمة. جدير بالذكر أن المتهم استفاد من البراءة أمس، بعد محاكمة جعلت الحاضرين بقاعة الجلسات في مجلس قضاء قسنطينة في حالة تأثر كبير ولم يستطع العديد من الحضور حبس دموعهم أمام هذه القصة الهوليودية المؤثرة، خصوصا وأن المتهم كان في حالة نفسية متردية.