تعزيزات أمنية غير مسبوقة بدمشق وسط جهود عربية لعرض القضية على مجلس الامن لوضع حد للعنف في سوريا
عزز الجيش السوري اليوم الإثنين ، من إنتشاره في المناطق الشمالية من دمشق في ظل تصعيد غير مسبوق للعنف جراء توسع الإشتباكات الى ريف العاصمة في الوقت الذي تتواصل فيه جهود الجامعة العربية التي علقت عمل بعثتها في البلاد لتنقل القضية الى مجلس الامن الدولي لوضع حد لأكثر من 10 أشهر من العنف في البلاد. وفي ظل غياب المراقبين العرب وإنعدام أفق ديبلوماسية واعدة تفاقم العنف بوتيرة خطيرة بين مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه. فبعد الهجمات العسكرية الدامية على مدينتي حماة وحمص نهاية الأسبوع الماضي كثف معارضو النظام هجماتهم أمس في ضواحي دمشق خصوصا في الغوطة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من شرق العاصمة حيث دارت المواجهات الأكثر عنفا. وفي وقت ركز “الجيش السوري الحر” عملياته ضد الجيش النظامي ردت السلطة بكل قوتها لصد خصومها الذين باتوا يهددون الآن قلب النظام. وتشهد العاصمة السورية اليوم إنتشارا “غير مسبوق” للجيش السوري في الاماكن العامة فيما قامت قوات الأمن بزيادة تعزيزاتها العسكرية والحواجز على مداخل الفروع الامنية والمناطق الحساسة والتي تبعد 15 كيلومترا شمال العاصمة دمشق. وتمكن الجيش النظامي السوري بعد يومين من القصف والقتال من إستعادة السطرة على ضواح حول مدن دمشق كانت سقطت في يد المعارضة مع فرض حصار امني عليها وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر أن الدبابات دخلت ضواحي الغوطة الشرقية دون الادلاءبالمزيد من التوضيحات. وتأتي حالة الحصار هذه بعد يوم دام شهدته عدة مناطق حصدت حسب مصدر حقوقي سوري 80 قتيلا بينهم 40 مدنيا مبرزا ان حصيلة القتلى منذ يوم الجمعة الماضي ثقيلة وقدرت ب175 ضحية. وأضاف المرصد في بيان له أن “القتلى المدنيين ال 80 سقطوا في مناطق أدلب ودرعا وحمص وريف دمشق وحماة وحي جوبر في مدينة دمشق”. وبعد تصعيد غير مسبوق في البلاد وتدهور الاوضاع بشكل كبير قررت الجامعة العربية ضمانا لسلامة المراقبين العرب تجميد عمل بعثتها في البلاد وأعلنت أنه تقررعقد إجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل بمقر الأمانةالعامة بالقاهرة لبحث تداعيات الأزمة السورية. كما قررت الجامعة العربية نقل الملف السوري الى مجلس الامن الدولي حيث إنتقل الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى نيويورك في زيارة ستستغرق عدة أيام لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا. و صرح العربي قبل مغادرته بأن وفد الجامعة سيطلع مجلس الأمن على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية والتي إتخذها مجلس الجامعة. وقال العربي” سيتم عقد عدة لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي للحصول على دعم المجلس وموافقته على المبادرة العربية التي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا خلال شهرين تشارك فيها السلطة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها تكون مهمتها تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بإشراف عربي ودولي.
الجزائر- النهار اونلاين
