تفاصيل برامج التكوين الجديدة في‮ ‬سلك الشرطة

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

قرر اللواء عبد الغاني هامل، المدير العام للأمن الوطني، الشروع في تنفيذ مخطط التكوين الجديد الذي جاء بمقتضى القانون الجديد للشرطة الذي تم التصديق عليه نهاية العام المنصرم. وحسب المعلومات المتوفرة لدى ”النهار”، فإن اللواء هامل، قد وجه تعليمة لكافة مديري مدارس الشرطة من أجل تنفيذ البرامج التكوينية الجديدة، بعد يوم واحد من لقائه بمديري ٤١ مدرسة، في المدرسة العليا للشرطة بشاطوناف الأربعاء المنصرم.

ونقلت مراجع عليمة لـ”النهار”، أن التعليمة تضمنت مختلف صيغ التكوين الحديثة التي سيتم اعتمادها مستقبلا، حيث تنص التعليمة على أن تكوين الملازم الأول للشرطة وعون الشرطة سيكون خلال الأشهر المقبلة لمدة عامين كاملين وليس 18 شهرا، وحددت المديرية العامة للأمن الوطني في هذا الشأن برنامج تكوين 20400 شرطي بين ملازم أول وعون شرطة، في البرنامج الجديد السنة الجارية.

ويخضع الملازم الأول للشرطة حسب البرنامج الجديد بحسب ما تسرب لـ”النهار” من معلومات لـ3604 ساعة خلال سنتين، منها 114 ساعة لكل سنة ستخصص لاستعمال السلاح والدقة في الرمي، وكذا اكتساب مهارات في استخدام المسدس، بعد أن كانت الساعات المخصصة لذلك محدودة جدا، مما خلق شرطة غير قادرة على استعمال السلاح بطريقة جيدة وصائبة. في المقابل، سيخضع أعوان الشرطة في البرنامج الجديد لـ2490 ساعة خلال عامين، منها 290 ساعة في استعمال السلاح ومهارات الرمي.

وتقول المعطيات المتوفرة لدى ”النهار”، أن البرنامج التكويني الجديد سيتضمن العديد من التخصصات التي كانت غائبة في البرامج القديمة، حيث تم إدراج علم الإجرام الجنائي ومواد تخص الشرطة الجوارية التي سيتم تدريس سبل إنشاء شرطة جوارية حقة تعتمد على مواد منظمة وقوانين واضحة، فضلا على مواد تبين بوضوح كيف يمارس الشرطي مهامه في ظل احترام القيم الاجتماعية وحقوق الإنسان، كما تقرر في البرامج الجديدة إلزام الشرطي بتعلم اللغات الأجنبية، الإعلام الآلي وكذا التكوين في الحريات العمومية وفق برامج جديدة.

ونقلت مصادر عليمة في الشأن ذاته، أن اللواء عبد الغاني هامل، القائد السابق للحرس الجمهوري، خريج المؤسسة العسكرية، قرر تخصيص دورات تكوينية خاصة لرجال الأمن الوطني، تتعلق بالمهارات القتالية عالية المستوى، من خلال تخصيص ساعات في البرنامج التكويني الجديد لتعلم تقنيات ”الكوكسول”، وهي تقنية رياضية كورية تفرض على الشرطة الاستفادة من خبرة قتالية في أخطر أنواع الرياضات القتالية، مما يساهم في رسكلة رجل الأمن للتصدي لأية اعتداءات، كما يفرض عليهم في الجانب البدني الخضوع للرياضة بمعدل 32 ساعة خلال العام الأول، و28 ساعة في العام الثاني بالنسبة لحاملي رتبة ملازم أول للشرطة. في المقابل، يستفيد أعوان الشرطة من تكوين في التربية المدنية لمدة 100 ساعة خلال السنة الأولى و100 سنة خلال العام الثاني من البرنامج التكويني.

دورات للإتقان لضباط الشرطة لتحسين أساليب البحث والتحري

في وقت سيخضع مفتشو، محافظو وعمداء الشرطة لبرامج دورات للإتقان على غرار تلك التي يخضع لها ضباط الجيش الوطني الشعبي، لتكوين ضباط الشرطة ورسكلتهم وإعادة تحيين المعلومات فيما يخص البحث والتحقيق والتحري، خاصة إذا تحدثنا عن جانب الإجرام والإجرام الجنائي.

في المقابل وفي إطار التكوين المخصص للضباط، تم إخضاع 130 شرطي لبرامج التدخل السريع على مستوى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة في البرنامج السابق، وينتظر أن يتم تكوين 100 شرطي آخر في البرنامج الجديد العام 2011/ 2012، أين سيتلقون مختلف مهارات التدريب العسكري بدنيا وكذا المهارات العلمية التي تخضع لها نخبة المؤسسة العسكرية بالأكاديمية. وحسب معلومات ”النهار”، فإن اللواء قرر اللجوء إلى هذا الأسلوب التكويني بعد أن لاحظ أن برامج التكوين كانت هزيلة نجم عنها وجود سطحية في التحريات والتحقيقات التي تقودها مصالح الشرطة.    

قال إنه لا يوجد شرطي فاشل وإنما هناك مسؤول فاشل وراءه

اللواء هامل: لا مجال لتسجيل نجاح بنسبة 100 في المائة في صفوف الشـرطة مستقبلا

نقلت مصادر عن اللواء هامل المدير العام للأمن الوطني، قوله في لقائه بمديري مدارس الشرطة، أن مستقبل المؤسسة الأمنية سيبنى على التكوين، وقال إنه من غير المعقول اللجوء إلى التكوين السريع للأعوان لأنه يتسبب في تكوين ”مشوه” ليس ذي جدوى، وخاطب اللواء مستخدميه بأنه لا يريد شرطة ذات مستوى متوسط ”وإنما شرطة ذات نوعية”، لافتا في هذا الشأن إلى أن تسجيل نسب نجاح بمعدل 100 بالمائة لن يكون مستقبلا، لأن المرشحين ليسوا كلهم مؤهلين لأن يكونوا رجال شرطة، وإنما يجب اختيار الأفضل لتقديم خدمة في مستوى تطلعات المواطن البسيط، حاثا على ضرورة توفير كل الإمكانيات ووضع كل الإمكانيات تحت تصرف المتكونين لإنجاح البرامج الحديثة التي سترتقي بالمؤسسة الأمنية إلى مصاف المؤسسات العالمية، فضلا على توفير ظروف أحسن للإيواء واختيار مكونين ذوي كفاءة وخبرة يستفيد منهم رجال الشرطة المستقبليين، وعلق اللواء ”لدي قناعة بأنه لا يوجد شرطي فاشل، وإنما هناك مسؤول فاشل لم يستطع أن يوصل المفاهيم لهذا الشرطي”.         

المفتشية العامة للشرطة للوقوف على مدى تطبيق برامج التكوين

قالت مصادر مطلعة على ملف التكوين بالمديرية العامة للأمن الوطني، إن برامج التكوين التي سيتم اعتمادها خلال الدورات التكوينية القادمة، مستلهمة من البرامج المعتمدة في أحدث مدارس الشرطة العربية الأوروبية، وأجهزة الدرك الأوروبية والعربية، هذه الأخيرة كانت نتاج عمل سنة كاملة لتحضير برامج محترفة، بعد أن دامت البرامج التكوينية القديمة لما يزيد عن 20 سنة كاملة، ونقلت مصادر عليمة لـ ”النهار” في هذا الشأن، أن اللواء هامل سجل خلال معاينته أن برنامج التكوين سيء من حيث الانضباط أو الكفاءة في التحري أو من خلال المعاملة، وقرر إثر ذلك تكليف المفتشية العامة للشرطة بالوقوف على مدى تطبيق البرامج واللجوء إلى الخبرات الوطنية والأجنبية في تلقين بعض المواد المتعلقة بالقضايا المعقدة على غرار قضايا الاقتصاد وجرائم المعلوماتية، وهو ما شرعت فيه المفتشية منذ الأربعاء الماضي.

الأولوية لمديري مدارس الشرطة مستقبلا

أكد المدير العام للأمن الوطني، خلال لقائه بمديري مدارس الشرطة على مستوى 48 ولاية، على أهمية إحاطة هذه الفئة من مسؤولي الأمن بمزيد من الاهتمام، بعد أن كانوا الحلقة الأضعف في الجهاز، حيث يتعرضون للتهميش من مختلف السلطات السلمية في الدائرة التي يشتغلون بها، وقال اللواء هامل في لقائه بهم الأربعاء المنصرم، أن الأولوية ستكون مستقبلا لمديري مدارس الشرطة حتى يتمكنوا من تقديم برامج أفضل، تنتج من جهتها رجال أمن في مستوى التطلعات، ينافسون باقي رجال الشرطة في العالم العربي والأوروبي، والتوصل إلى شرطة محترفة مستقبلا تضاهي تلك التي تتميز بها دول أوروبا.