إعــــلانات

تفتيـش مفاجئ للحواجز الأمنية لمحاربة الحقرة

بقلم rida
تفتيـش مفاجئ للحواجز الأمنية لمحاربة الحقرة

القرار جاء بعد شكاوي المواطنين من الإزدحام و اللإستفزاز

تأمين المواطن يتحول إلى نقمة

وفيات.. شجارات وموظفون يطردون من مناصب عملهم

أمر المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل، القائمين على ديوان التحقيقات على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، بضرورة الخروج في حملات تفتيش مفاجئة على مستوى نقاط المراقبة والحواجز الأمنية التابعة لها الثابتة منها والمتنقلة، مع إلزامية تحرير تقارير ومحاضر ترفع لشخصه للبت فيها.

حيث وفي هذا الإطار، كشف مصدر أمني مسؤول لـ”النهار”، عن أن التعليمة التي أصدرها المدير العام للأمن الوطني دخلت حيز التنفيذ أول أمس الخميس، حيث خرجت لجان التفتيش التي يقودها رؤساء ديوان التحقيق والمتكونة من عميد أول للشرطة وكذا ضباط وإطارات إلى الميدان، أين باشرت المهام الموكلة لها، وأكد المرجع الذي أوردنا الخبر أن العملية انطلقت من المديرية العامة للأمن الوطني وبساحة الشهداء على أن تمس كافة الحواجز الأمنية عبر قطر ولاية الجزائر، وأفاد ذات المصدر أنه ومن غير العادة فقد أوكل المسؤول الأول عن جهاز الشرطة مهمة التفتيش والمراقبة لرؤساء ديوان التحقيق دون غيرهم لإضفاء طابع  الصرامة والمصداقية.  وجاءت الإجراءات التي اتخذها اللواء عبد الغني هامل بعد أن أصبحت الحواجز الأمنية محل شكاوي من طرف العديد من المواطنين الذين كثيرا ما أبدوا امتعاضهم منها كونها تعطل كثيرا مشاغلهم وتأخذ الكثير من الوقت لتسببها في الإزدحام من جهة وتعرضهم إلى بعض ”الإستفزازات” من رجال الأمن  بالرغم من تيقنهم من أن الحواجز الأمنية في العاصمة وضعت لتأمينهم وحمايتهم لا أكثر.    

كريمة. م

وفيات.. شجارات وموظفون يطردون من مناصب عملهم

الحواجز الأمنية.. عندما يتحول تأمين المواطن إلى نقمة

يتشاجرون مع زوجاتهم.. يدخنون بكثرة.. يرتفع ضغطهم للحظات وينخفض تارة أخرى.. وآخرون يجتهدون للحفاظ على هدوئهم بقراءة الجريدة عدة مرات بلا ملل.. غير أن أغلبيتهم يترقبون ويراقبون مرور سيارة إسعاف أو سيارة للشرطة أو الدرك ليتسابقوا على تعقبها..

كل ذلك هروبا من اختناق حركة المرور التي تشهدها طرقاتنا السريعة التي تحولت إلى بطيئة بسبب الحواجز الأمنية التي أصبحت تعرقل مصالح الناس بشكل كبير.. لسنا إطلاقا ضد إقامة الحواجز الأمنية التي تسهر على الحفاظ على سلامة وأمن مستعملي الطرقات، غير أننا بصدد نقل حقائق يندى لها الجبين.. فقد حان الوقت لاتخاذ بعض التدابير الاستعجالية الضرورية التي من شأنها ضمان تخفيف الاختناق في حركة المرور من جهة والمحافظة على أمن وسلامة المواطنين من جهة أخرى.

يتسابقون..لتعقب سيارات الإسعاف والشرطة.. هروبا من الحواجز الأمنية

كثيرون الذين تحدثنا إليهم، وأكدوا لنا بأنهم يوميا لا يملون ولا يتأخرون لحظة في تتبع، ترقب ومراقبة مرور أي سيارة إسعاف أو سيارة لرجال الشرطة أو الدرك الوطني أو حتى سيارة لمسؤول سامٍ في الدولة، لكي يتعقبوها كل ذلك هروبا من حركة المرور التي تسببها بالدرجة الأولى الحواجز الأمنية التي حولت   حسبهم- طرقاتنا السريعة إلى بطيئة، حيث أشار ”أ. ز” الذي يشتغل تاجرا بأن مهنته توجب عليه التنقل يوميا في رحلة الذهاب والإياب بحثا عن لقمة العيش، فيصطدم يوميا بتلك الحواجز الأمنية والتي بالرغم من أنها نصبت خصيصا للمحافظة على أمن وسلامة مستعملي الطرقات، غير أنها بالمقابل عرقلت ولا تزال تعرقل مشاغل الناس، مضيفا ”أضطر في العديد من المرات إلى المرور عبر طرقات مهترئة ومعزولة كل ذلك للهرب من الحواجز الأمنية وأحيانا أخرى أغتنم فرصة مرور سيارات الإسعاف لأقوم بتعقبها مباشرة لعلي أربح قليلا من الوقت، رغم أنني أعلم بأنه لو تم القبض علي سأتعرض حتما لعقوبة”..

وكثيرون فقدوا مناصب عملهم بسببالروتار”.. ومن الحواجز أيضا ما قتل!

فعلا، كثيرا من المواطنين فقدوا مناصب عملهم، نظرا إلى التحاقهم بشكل يومي متأخرين عن وقت الدوام بسبب الاختناق في حركة المرور التي تسببها ”الحواجز الأمنية”، ومنهم من يتعرضون يوميا إلى مضايقات، توبيخات ومساءلات من قبل مسؤوليهم عن أسباب تأخرهم عن الدوام، حيث صرحت المدعوة ”س. ك” أنها تعرضت في وقت سابق إلى عدة مضايقات وحتى توبيخات من قبل مسؤوليها في العمل نظرا إلى وصولها وبشكل يومي متأخرة، بسبب الاختناق في حركة المرور الذي تسببه الحواجز الأمنية.

نعم ومن ”من الحواجز ما قتل”، هي حالة شبيهة بالأفلام السينمائية التي نراها عبر شاشات التلفزيون أو دور السينما، هي قصة حقيقية وقعت لأحد الأزواج صيف ٠١٠٢ وبالضبط على الساعة العاشرة ليلا، حين فقد أحد المواطنين زوجته وجنينها في رمشة عين، وبالضبط على مستوى الحاجز الأمني لرجال الدرك الوطني بمدخل الرغاية، بسبب عدم تمكنه من اجتياز الحاجز والوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب حين أحست زوجته بأوجاع الولادة، بسبب الاختناق في حركة المرور الذي سببه الحاجز الأمني، ليؤكد لنا أقرباء الضحية الذين اتصلوا بـ”النهار”، أن زوجها في تلك اللحظات التي كانت زوجته تصارع الموت، سارع إلى طلب سيارة الإسعاف، غير أنها هي الأخرى لم تستطع الوصول إلى عين المكان لإنقاذ المرأة الحامل، لتلفظ وجنينها أنفاسهما الأخيرة..

مشاهد تتكرر يوميا.. مواطنون يكملون مشوارهم مشيا على الأقدام وسياراتen panne

هي فعلا مشاهد تتكرر يوميا وكل يوم أبطالها مواطنون يتنقلون عبر حافلات نقل المسافرين للالتحاق بمناصب عملهم، غير أن ظاهرة الاختناق في حركة المرور التي أصبحت تعرفها طرقاتنا أضحت جزءا لا يتجزأ من يومياتهم، حين تجد أن المسافات التي يقطعونها مشيا على الأقدام أكثر بكثير من المسافات التي يقطعونها عبر حافلات نقل المسافرين، ولأجل عدم تضييعهم للوقت وكي يصلوا في الوقت المناسب لعملهم ولا يتعرضوا إلى طرد من مناصب عملهم، أصبحوا يضطرون وبشكل يومي شتاء وصيفا إلى النزول من الحافلة وإكمال مشوارهم مشيا على الأقدام، عل وعسى يربحون ولو قليلا من الوقت، متحدين بذلك حركة المرور..

وأما المشهد الثاني الذي أصبح يطبع طرقاتنا يوميا هو تعرض العديد من السيارات وحتى الجديدة منها إلى العطب، حين يجد السائق نفسه مجبرا على التوقف في الطريق لطلب المساعدة..

تسابق بائعي الجرائد وتهافت المتسولين حين تتوقف حركة السيارات..

كل شيء مباح، حين تتوقف حركة المرور يتسابق بائعو الجرائد لبيع أكبر عدد ممكن من الجرائد الوطنية، شتاء وصيفا، فتجد كل واحد منهم يبحث عن فرص أفضل للظفر بزبائن أكثر، فهم عكس بقية المواطنين الذين يرتفع ضغطهم بمجرد أن تعود بهم الذاكرة قليلا إلى الوراء ويتذكرون لحظة الملل مع الاختناق في حركة المرور، باعتبار أن ذلك يخدمهم كثيرا ويمنحهم فرصة أكبر للتقرب من زبائنهم وبيعهم الجرائد، فتجدهم يصيحون بأعلى أصواتهم ”جرائد جرائد بالعربية والفرنسية.. لا تضيعوا الفرصة”.. فكل شيء حينها يتوقف، فسائقو السيارات أو الحافلات أو ركابها يجدون أنفسهم مضطرين لاقتناء جريدة حتى وإن كانوا لحظتها لا يرغبون في القراءة

روبورتاج: نشيدة قوادري

قيادة الدرك تعتبر سلامة وأمن المواطن أولى من كل شيء

أكد رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أن مخطط الأمن المروري الموضوع لتأمين العاصمة على غرار باقي المدن الكبرى التي تشهد توافدا كبيرا لمستعملي الطرقات، يهدف قبل كل شيء إلى التحكم في الحركة المرورية، خاصة في أوقات الذروة قصد ضمان حماية المواطن وسلامة ممتلكاته باعتبارها الشغل الشاغل لأفراد الدرك عبر كافة شبكة الطرقات الوطنية.وعبّر التحدث في اتصال أجرته ”النهار”، عن تقديره لوضعية وحالة المواطنين إزاء الاختناق المروري أثناء أوقات الذروة لما قد يحدث بنقاط المراقبة والتفتيش الموزعة عبر شبكة الطرقات الوطنية من طوابير طويلة من السيارات خاصة في أوقات الدوام، وهو ما أرجعه إلى تدفق عدد هائل من المركبات في وقت واحد، لاسيما في حدود ٨ صباحا والرابعة مساء لتزامنهما مع بداية ونهاية الدوام، إلا أنه أكد مقابل ذلك، ضرورة تفهم المواطنين للمجهودات التي تبذلها مصالح الدرك الوطني في سبيل تأمين الحركة المرورية عبر كامل ربوع الوطن، مضيفا أن الحواجز الأمنية لم يقتصر دورها فقط على تضييق الخناق على تحركات العصابات الإجرامية، بقدر ما لعبته من دور أساسي في زرع الطمأنينة لدى المسافرين ومستعملي الطرقات، على غرار مكافحة الجريمة بمختلف أشكالها. 

خالد. ت

رابط دائم : https://nhar.tv/lI67h
إعــــلانات
إعــــلانات