تقربي من والدتك لأنّها الوحيدة التي يمكنها مساعدتك

لا شك أنّ حياتك من الناحية النظرية حياة صعبة، فلفتاة لم تخلق كي تبقى سجينة داخل بيتها، وحبيسة المنزل، سواء كان بين أهلها أو حتى زوجها، لكّن لابد لنا من تقديم شرح موضوعي لمشكلتك، فمن الواضح أن عائلتك تخاف عليك خوفا شديدا، يصل حد السجن الإجباري في معظم الأحيان.
عزيزتي؛ لقد أصبح بعض الأهل يلتجئون في معظم الأحيان إلى التطرف في تربية أبنائهم، وأنا بالطبع لا أبرر لعائلتك عدم السماح لك بإنهاء دراستك، فهنا يأتي دورك لإثبات مدى أهليتك لتحمل هذه المسؤولية، مع العلم أنّ التعليم هو حق أساسي لك مثل حق الطعام والشراب، لكن في ظروف كظروفك لابد لك أن تعتمدي اللين والحنكة في التعامل مع أهلك، لابد أن تحاولي إقناعهم بمدى أهمية العلم بالنسبة لك، حتى لو بدأت بالدراسة عبر المراسلة، حيث من الممكن أن يقدموا بعض التنازلات من وجهة نظرهم، عندما يرون أهمية الدراسة بالنسبة لك.
عزيزتي؛ لا بد من التنويه بشدة إلى خطورة تفكيرك بما يتعلق بالزواج من أي شخص قد يتقدم لك، فهذا ليس الحل على الإطلاق، لأنّه ليس هناك أي شخص حريص على مصلحتك كأهلك ولو كانت طريقتهم قاسية نوعا ما في إظهار هذا الاهتمام، فالزواج إن لم يكن على أسس قوية عمادها الحب والتوافق والعقل، فإنّه حتما سيفشل، وليس هناك أقسى من الصدمة التي تلي الطلاق أو الفشل بعد الزواج، لقدر الله.
لا بد أيضا أن أذكرك بمدى أهمية التقرب من والدتك، فهي الوحيدة التي يمكن أن تضغط على العنصر الرجالي في عائلتك، بشكل إيجابي طبعا، حيث أن مطالبك طبيعية جدا، ولا تمس بقيمنا الاجتماعية والدينية بأي شكل من الأشكال.
عزيزتي؛ لابد لك أن تدرك أيضا أن العيش كفتاة وحيدة في عائلة كلها رجال، يشكل ذلك عبئا كبيرا على الجميع، فلست أنت الوحيدة التي تعاني من هذه الدوامة، فهم أيضا يشعرون بالضغط الكبير، خوفا عليك والجميع يريد حمايتك، لا بد أن تكتبي لي مرة أخرى من على مقاعد الدراسة الجامعية وهذا ما أتمناه لك من أعماق القلب.