تلاميذ ثانوية قرية «البويقلة» بقطارة يحتجون بحرق العجلات المطاطية في الجلفة

بسبب غياب حافلات النقل المدرسي والتدفئة
أقدم، صبيحة أمس الأحد، تلاميذ قرية «البويقلة» التابعة لبلدية قطارة الواقعة أقصى جنوب ولاية الجلفة، على شنّ حركة احتجاجية واسعة، بعد أن سدّوا الطريق بحرق العجلات المطاطية واستعمال المتاريس والحجارة، للمطالبة بتدعيمهم بخطوط النقل المدرسي للتلاميذ المتمدرسين في ثانوية «محفوظي عامر» المتواجدة ببلدية قطارة الواقعة على بُعد مسافة 40 كلّم عن قريتهم.
وأكّد التلاميذ المحتجّون في تصريحاتهم لـ«النهار» بأنهم سئمّوا الوضعية المزرية التي هم فيها، مشيرين بأنهم يعانون الويلات يوميا للوصول إلى مقاعد الدراسة، مؤكدّين في السيّاق ذاته أنّ الكثير منهم يعتمد على التنقل في كلّ مرّة بما يسمى «الصوناكوم الصفراء» لتعويض النقل المدرسي، وهو ما يشكّل خطرًا على حياتهم - على حدّ تعبيرهم -، ناهيك عن التأخر الكبير الذي يواجهونه للالتحاق بمقاعد الدراسة ليجدوا أنفسهم مطرودين بسبب التأخر، خاصة و أنّ التلاميذ المحتجّين كشفوا أيضا عن وجود حافلة وحيدة تقلّهم بمبالغ مالية لمؤسساتهم التربوية.
وهو ما اعتبروه إجحافا في حقّهم، باعتبار أنّ قريتهم لا تتوفر أيضا على محطة لنقل المسافرين، الأمر الذي جعلهم يعيشون معاناة يومية بسبب مشاق التنقل إلى الثانوية بقطّارة في كلّ صباح ومساء، خصوصا وأنه بعد اكتمال فترة دوّام الدراسة صباحا تُغلق المؤسسة أبوابها في وجوههم، وبالتالي يضطرون إلى اللجوء إلى المقاهي، لتمضية فترة المساء – على حدّ قولهم -، مندّدين في ذلك بما اعتبروه إقصاء من الحقّ في النقل المدرسي الذي تتغاضى عنه سلطات البلدية المعنية.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإنّ تلاميذ ثانوية القرية «محفوظي عامر» بقطارة، يعانون أيضا من مشكل التدفئة وغياب التغذية المدرسية، حيث طالب التلاميذ المحتجّون بضرورة زيارة والي الجلفة «حمنة قنفاف»، المنطقة من أجل الوقوف شخصيا على معاناتهم مع النقائص المذكورة، التي جعلت قريتهم النائية معزولة عن العالم الخارجي تماما، في انتظار استجابة جدية لمطالبهم المرفوعة إلى السلطات الولائية، منوّهين إلى المخاطر التي تحدّق بحياة أبنائهم، في ظلّ الاعتماد على التوقف على حواف الطرقات للتحصّل على النقل ذهابا وإيابا صوب المؤسسات التربوية التي يدرسون فيها.