توقفوا عن تكوين أجيال بلا ضمير ولا روح إنسانية
تحية طيبة واسأل الله الخير والعافية للجميع؛ أما بعد:
حثّ الإسلام على اتّباع أحكامه ومناهجه السديدة، لحفظ نقاء السريرة وصفاء الخلد من أمراض الشر والهلاك، وذلك بزرع بذور الثقافة الإسلامية من وعي وإرشاد وإصلاح الذات بحديقة الروح الإنسانية السمحاء.
للأسف الشديد، يجهل الكثير منا مغانم الإسلام وكيفية تطبيق توجيهاته النيّرة الناثرة لشذاها، عبر الأجواء لتطبع بوادر الهدوء والاستقرار النفسي، في أفق المعاملات الإنسانية، وتحارب شوائب العلاقات كالأنانية والغل وتطهر الفكر من الغفلة والتيه.
يجب تغليب العقل على العاطفة والنفس في معاملاتنا اليومية، في اتخاذ القرارات وإصدار الأفعال، في مسيرة الحياة حتى نهزم جحافل الغزو الثقافي، والتي تحاول دوما طمس معالم ديننا الحنيف، خاصة في ميادين التربية والتعليم والإعلام.
وحتى نقضي على هذه الآفة ونوقف مسار تكوين أجيال بلا ضمير وبلا روح إنسانية، علينا أن نعمل جميعا بإرادة على تطهير العقول السقيمة من رواسب حضارة الغير الزائفة والكف عن اتّباع سبل المعادين لهويتنا وأصالتنا المجيدة، ومن ثم العودة السريعة إلى اعتناق وتصفّح نفحات الإسلام وما يحتويه من إشراق علمي هادف وأحاديث نافعة ونصائح قيّمة.
إذن، آن الأوان لنفكر بالعقل لا بالنفس وبوعي شديد واهتمام أكثر، حتى لا نخسر مجدنا العتيق، ونضيّع هويتنا في أنفاق الظلام، وعلينا الحذر من الانسياق وراء المظاهر الزائفة وتصديق الحقائق المغلوطة، وأن نحذو حذو السلف الصالح لنتشبع بخير الطباع، وحسن السلوك ونحقق السعادة في الدنيا والآخرة وننال رضا الخالق تعالى.
