توقيعات مرسلة بـ«الإيميل» تورط خبيرا قضائيا فـــي إعـــداد تقـاريـــر مـــزوّرة

المتهم متواجد بفرنسا أين يعالج من السرطان

صاحب شركة دواجن أطاح به بعد طلب منه رشوة بـ 20 مليون سنتيم

توصلت التحقيقات التي باشرتها مصالح الدرك في قضية خبير قضائي صدرت في حقه مذكرة توقيف، تورط رفقة صهره ومساعده في تزوير أكثر من 15 خبرة قضائية مختصة في المحاسبة والمالية، إلى أن المتهم الرئيسي كان يسيّر مكتبه عن بعد ويقوم بتوقيع الخبرات القضائية عبر «الإيميل» من فرنسا، ويتعلق الأمر بالمدعو «ق.ص» مصاب بمرض السرطان في مرحلة جد متقدمة، فيما يتواجد شركاؤه رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية بالحراش، ويتقصى في الملف الحالي قاضي التحقيق بمحكمة الدار البيضاء شرق العاصمة.

وفي تفاصيل جديدة تحوزها النهار من مصادر مطلعة، فإن عملية تفجير الملف القضائي الحالي تمت بناء على تصريحات الفلاح المدعو «أ.نور الدين»، الذي قام بنصب كمين للمتهمين بعد تحريكه شكوى لدى مصالح الدرك الوطني، وجاء في معرض تصريحاته أنه دفع لشركة تسمى «افيفا» أكثر من مليار، لكنه لم يتسلم بضاعته المتفق عليها، على الرغم من تسليمه المبلغ السالف ذكره منذ سنة 2007، الأمر الذي جعله يتضرر كثيرا بعد توقيف نشاطه، مما أجبره على مقاضاة الشركة الممولة على مستوى الفرع التجاري بمحكمة الرويبة، هذه الأخيرة أصدرت في حكمها الصادر بتاريخ 19 جانفي الفارط، قرارا بتعيين خبير قضائي قبل الفصل في الملف، حيث توجه إلى الخبير المعين من قبل المحكمة وبحوزته نسخة من الحكم القضائي، ليتم استقباله من طرف أحد موظفيه مقدما له نفسه على أنه الخبير القضائي المعني، حيث أصبح يتماطل في إنجاز الخبرة المطلوبة منه والمحددة قانونا من أجل إيداعها على مستوى المحكمة بـ4 أشهر، ونظرا لتعرض الضحية لوعكة صحية وأمام إصراره على إنجاز الخبرة، توجه مجددا إلى محكمة الرويبة من أجل الاستفسار، ليكتشف أن الخبير القضائي المزيف يتلاعب به لغرض لم يتمكن الضحية من معرفة السبب في تلك الآونة، بعدها تلقى اتصالا من شخص مجهول يخبره على أن المتصل هو الخبير في حد ذاته، طالبا منه مبلغ 20 مليون سنتيم كرشوة، مقابل إعداد خبرة قضائية لا يمكن الطعن فيها استنادا إلى وساطته ومعارفه في مختلف المحاكم والمجالس القضائية.