جامعي يؤكد على دور الجامعة في صد هجمات الغرب ضد الصوفية

أكد الدكتور مونسي حبيب من جامعة سيدي بلعباس السبت بعين تموشنت على دور الجامعة في صد هجمات الغرب التي تطال الصوفية وفكرها. وفي مداخلة له حول “الصوفية والحداثة” في إطار الطبعة الخامسة من الملتقى حول الصوفية أبرز السيد مونسي أنه “ينبغي على الجامعة أن تبلور من خلال تنظيمها لملتقيات وندوات وموائد مستديرة وأيام دراسية وعلى مستوى مخابرها أعمال لمواجهة هذا الفكر الرامي الى اقصاء البعد الروحي للصوفية”. ويسلط هذا الملتقى الذي ينظم على مدار يومي 17 و18 ماي الضوء على “تحدي الفكر الصوفي أمام العولمة” حيث تجري أشغال هذه التظاهرة العلمية بمكتبة “مالك بن نبي” وتشكل فرصة مواتية لمواجهة وتفنيد إدعاءات بعض المفكرين الغربيين الذين “يمجدون الإنسان كجسد ويغفلون الجانب الروحي” كما أشير إليه. وأشار الى أن “هؤلاء المفكرين والفلاسفة قد عمدوا الى إخراج كتابات مفكرين صوفيين بارزين على غرار ابن العربي من سياقها بغرض حصر الجانب الديني للإسلام في شقه التاريخي فقط”. ومن جهته تطرق الاستاذ ميكاحلي محمد من نفس الجامعة الى “الرسائل الصوفية والعولمة” ملحا على ضرورة أن يتم ملائمة الصوفية وفق متطلبات العولمة حتى “يتم المحافظة عليها وحمايتها من كل محاولات التحريف”. وأضاف أنه “ينبغي تطوير هذا المنهج وتعميق القراءة في الكتابات الصوفية القديمة”. كما تحدث الأستاذ سعيدي محمد من جامعة تلمسان عن “ثقافة التسامح في الفكر الصوفي” حيث أبرز من خلال مداخلته القيم الروحية للصوفية على غرار التعايش والحوار والتسامح واحترام الأخر. ودعا بالمناسبة الى التأمل في معاني الصوفية والاعتبار بقيمها النبيلة وجعل ذلك منهاجا للتصدي للإساءة لها.   وستعرف هذه التظاهرة عرض حوالي 20 مداخلة تناقش ثلاثة محاور رئيسية وهي “واقع الفكر الصوفي بالجزائر في زمن الرقمنة” و”الفكر الصوفي أمام الثقافة المنهجية” الى جانب “دور الفكر الصوفي في المحافظة على الهوية الوطنية”.  وينظم هذا الملتقى في اطار شهر التراث من قبل مديرية الثقافة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية عين تموشنت بمشاركة شيوخ الزوايا وأساتذة من عدة جامعات من الوطن.