جريدة “ليمانيتي” الفرنسية تتهم باريس بالتواطؤ مع نظام المخزن لمنع الحديث عن فضائحه
اتهمت جريدة “ليمانيتي” الفرنسية السلطات الرسمية في فرنسا، بممارسة المحاباة مع نظام المخزن المغربي، لضرب وتكميم الصحافة الفرنسية التي تنشر مقالات عن خروقات حقوق الإنسان في المغرب وقضايا الفساد المالي هناك.
وقالت “ليمانيتي” في مقال تصدر عنوانه صفحتها الأولى لنهار اليوم، إنها ورغم تعرضها للعديد من حملات العدوان والتهجم من طرف نظام الملك محمد السادس، وبمساعدة من السلطات الفرنسية منذ سنوات، إلا أن تلك الحملة ضدها ما تزال متواصلة.
وأوضحت “ليمانيتي” أن المغرب كدولة قام بمقاضاة الصحيفة الفرنسية أمام القضاء الفرنسي، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة بها، من حيث قيام دولة تمثلها حكومة وسلطات بمقاضاة جريدة ومحاولة حرمانها من حقها في حرية التعبير.
وذكّرت الصحيفة الفرنسية بأنها كانت منذ سنوات ضحية تجسس من طرف النظام المغربي باستعمال برنامج “بيغاسوس”، مضيفة أنها راحت هذه المرة ضحية تواطؤ فرنسا الرسمية مع نظام المخزن.
واستدلت الصحيفة بحادثة الشكوى التي رفعها مغاربة مقيمون بفرنسا ضد عبد اللطيف الحموشي مدير الأمن المغربي بتهمة التعذيب، ليقوم نظام المخزن بممارسة الضغط عبر لوبياته على الدولة الفرنسية لترضخ هذه الأخيرة في نهاية الأمر، وتقوم بالتوقيع على اتفاقيات قضائية مع المغرب، تتنازل بموجبها عن متابعة المسؤولين المغاربة المتابعين في فرنسا، رغم تناقض تلك الاتفاقية مع قوانين المحكمة الجنائية الدولية التي تعتبر فرنسا أحد أعضائها.
والأكثر من ذلك، تضيف الصحيفة تم تقليد المسؤول الأمني المغربي المتهم بارتكاب فضاعات ضد حقوق الإنسان وعمليات تعذيب بوسام فرنسي رفيع، خلال فترة رئاسة فرانسوا هولاند لفرنسا.
وتعهدت الصحيفة الفرنسية بعدم الرضوخ والتنازل عن مواقفها، أمام الضغوطات الممارسة عليها من طرف نظام المخزن بمساعدة وتواطؤ من السلطات الفرنسية، معلنة عن تنظيم لقاء تضامني مع هيئة تحريرها بحضور شخصيات وازنة في فرنسا وخارجها.
وكانت جريدة “لومانيتي”، قد نشرت في افتتاحيتها لأحد أعدادها الأسبوع الماضي مقالا بعنوان “لن نرضخ”، كتبه الصحافي المحرر فابيان غاي، تضامنا مع زميلته “روزا موساوي” التي كانت أحد ضحايا العمليات التجسسية لنظام المخزن عبر برنامج بيغاسو، قبل أن يقوم المغرب بمقاضاتها، مستغلا في ذلك تواطؤا وصمتا من جانب السلطات الفرنسية على أعلى مستوى.
