جزار يقتل شقيقه الأصغر ثم ينكل بجثته.. و«زربية» تطيح به وتكشف الجريمة!

القاتل اعترف بأنه وجه طعنات قاتلة لشقيقه لأنه حاول منعه من تعاطي المخدرات
القاتل رمى جثة أخيه داخل صندوق بمساعدة صديقيه
أقدم جزّار على قتل شقيقه الأصغر طعنا بسكين بداخل المنزل العائلي والتنكيل بجثته، بعد لفها في «زربية» ثم وضعها بداخل أكياس بلاستيكية وصندوق خشبي، ليقوم بجرّه ووضعه أمام الباب الخارجي للمنزل.
وفي اليوم الموالي قام بالتخلّص منه رميا وسط الأحراش بحي «السوريكال»، مستعينا بصديقه الذي حمل الصندوق على متن شاحنته، ليقوم الجاني في اليوم الموالي بإخراج الجثة ووضعها على قارعة الطريق، ثم التخلّص من الصندوق وسلاح الجريمة رميا في البحر.
لقد توقيف القاتل بعدما تبيّن في خضم التحريات أنه قام بغسل «الزربية» العائلية بمحل لغسل وتشحيم السيارات، بغرض إبعاد الشبهات عنه، ليعترف الموقوف مباشرة بما اقترفته يداه في حق أقرب الناس إليه، بعد مشاجرة حول المخدّرات.
وتم العثور على الجثة بتاريخ 6 نوفمبر 2015، في حدود الساعة 10 صباحا، على قارعة الطريق المحول المؤدي إلى الطريق السريع شرق برج الكيفان بالعاصمة، وتحديدا الجهة السفلى لحي 8 ماي 1945.
وبعد معاينة الجثّة تبيّن أنه عليها أثار عنف تتمثّل في 9 طعنات وجروح على اليدين والأنف، وكذا كدمات في الوجه، كما أن الجثة في أوائل مراحل التعفّن، لتكشف التحريات أن الأمر يتعلّق بالمدعو «ز.ياسين»، حيث كشف عامل بمحلّ غسل وتشحيم السيارات عن حضور شقيق الضحية المدعو «ّز.سيد علي» إلى المحل سجادة كبيرة «زربية» ملطّخة بالدماء قصد غسلها، حيث حامت الشكوك حوله.
وبعد مواجهة «سيد علي» شقيق المرحوم بهذه الأدلة اعترف منذ الوهلة الأولى بأنه هو من قام بقتل شقيقه بتاريخ 4 نوفمبر 2015، بعد مشادّات كلامية نشبت بينهما في المنزل العائلي، أين كانا بمفردهما، كون والدتهما المعلمة كانت تزاول مهامها.
وهذا كون شقيقه المتوفى أخفى عنه المخدرات التي كان يتناولها، حيث توجّه وهو في لحظة غضب شديد إلى المطبخ وقام بجلب سكين متوسط الحجم ويقوم بتوجيه طعنات لشقيقه على مستوى كتفه الأيسر، وكانت الضربة قوية جدا، ليوجّه له 3 طعنات أخرى على مستوى قلبه، وأخرى على مستوى صدره، فسقط مباشرة فوق سجادة خضراء اللون.
ومن هول الحادثة -يقول المتهم- قام بلف الجثة داخل السجّادة المنزلية، ثم خرج وقام بشراء أكياس بلاستيكية، أين وضع الزربية الملطخة بالدماء بداخلها مستعينا بشريط لاصق، ثم حمل جثة شقيقه المتوفى ووضعها داخل صندوق خشبي، وأغلقه بإحكام ووضعه بالقرب من الباب الخارجي للمنزل، ثم أسرع لتنظيف المنزل من أثار الدّم، بواسطة قميص أبيض كان يرتديه.
وتكتّم على الأمر من دون إخبار والدته، ليضيف الجاني أنه في اليوم الموالي قام بالاتصال بالمدعو «ص.عماد» قصد مساعدته على رمي الصندوق، بعدما أخبره بأنه يحوي على قطع غيار قديمة، كما اتصل أيضا بالمدعو «ش.مهدي» صاحب شاحنة نقل وجر السيارات وطلب منه نقل الصندوق ورميه بحي «السّوريكال» وسط الأحراش.
رقال «سيد علي» خلال اعترافاته إنه تنقّل إلى مكان رمي الجثة للمرة الثانية برفقة صديقه «عماد» وعندها قام بفتح الصندوق وأخرج جثة شقيقه، ثم قام بوضع الصندوق الخشبي داخل سيارة «عماد» ليرمي به على بعد 300 متر، أما عن سلاح الجريمة فصرح الجاني أنه تخلّص منه برميه في البحر.
واستكمالا للتحريات في ملابسات الجريمة، صرحت والدة الضحية «ج.ز» أنها بعد عودتها من الدوام اليومي بصفتها أستاذة بمدرسة خاصة ببرج الكيفان، إلى المنزل في حدود الساعة الرابعة والنصف مساءً، وجدت ابنها «سيد علي» نائما.
أما ابنها الآخر «ياسين» فلم تجده، إلا أنها لم تراودها أية شكوك، خاصة وأن القتيل معتاد على الدخول إلى المنزل متأخرا بصفته عاملا بمحل لبيع المواد الغذائية، إذ وبعد التأخر عن عودته في تلك الليلة شرعت تسأل عنه بعدما أيقظت «سيد علي»، إلى غاية اليوم الموالي، أين رجعت من عملها.
وهناك طلبت من شقيقه «سيد علي» إبلاغ رجال الشرطة عن اختفاء ابنها «ياسين»، مضيفة أنه بتاريخ 6 نوفمبر تلقوا مكالمة هاتفية من مصالح الشرطة مخطرين إياهم عن العثور على جثة ابنها، إذ أخبرها ابنها «سيد علي» أن الأمر يتعلق بحادث مرور خوفا من ردة فعلها.
وكشفت التحريات في القضية، أن الضحية كان يعيش برفقة شقيقيه بمنزل والدته في حي «الليدو» ببرج الكيفان، تسلمتهم من طليقها وهو مهندس دولة متقاعد لأجل الاعتناء بهم، كما أن الجاني والضحية كانا يشتركان في نفس الغرفة، وليس بينهما أية مشاكل من قبل.
وقد تمّ فتح ملف القضية، أمس الأربعاء، أمام محكمة الجنايات الإبتدائية بالدار البيضاء، أين جرى محاكمة كل من المتهم الرئيسي «ز.سيد علي» وشريكيه «ص.عماد» شائق بشركة خاصة، و«ش.مهدي» سائق شاحنة، بتهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، ضد المتهم الأول، وجنحة عدم الإبلاغ عن جناية ضد المتهمين المتبقيين.