إعــــلانات

جمعيات من اجل إفطار المسنين في جو عائلي في رمضان

جمعيات من اجل إفطار المسنين في جو عائلي في رمضان

ليلى و نصيرة و فتيحة و يمينة و صليحة و غيرهن كثيرات من تلك النساء اللواتي تفانين مساء أمس الأحد لمنح العمال المهاجرين الجزائريين وغيرهم من الأشخاص المسنين سعادة التمتع مدى سهرة بجو الإفطار الدافئ الذي يفتقرون إليه بمركز أدوما (سوناكوتراسابقا) بجون فيلي (هو-دو-سين) بعيدا عن ذويهم. في هذا الشهر المعظم. فسواء كانت رئيسات جمعيات أو متطوعات لقد ضحين جميعهن بالإفطار مع عائلتهن من اجل التجنيد وتمويل و تحضير وجبة خاصة لكل الذين حرمهم بعدهم عن العائلة من قضاء سهرة رمضانية حميمية. و ما أن افطرن بثمرة و كأس حليب حتى تراهن يسارعن لتوضيب المائدة لعشرات المتقاعدين الذين ذهبوا لصلاة المغرب من اجل تقديم شربة ساخنة و بوراك شهي للقادمين الأوائل الذين انبهروا لدعوة فرقة لموسيقى القناوة لتتقاسم معهم وجبة الإفطار في جو احتفائي و حميمي.  و ما زاد هذه السهرة الرمضانية بهجة هي تلك الحلويات الشرقية و الشاي بالنعناع الذي كان يوزع على هؤلاء الأشخاص الذين اطلقوا العنان للفرح و الابتهاج حتى و إن كان الحزن باديا في بعض الأحيان على نظراتهم التي تغوص أحيانا في ذكريات وطنهم الام التي لا يمحيها اي شيء أبدا. و أشرفت على تنظيم هذه المبادرة الحميدة “جمعية فرنسا أوروبا المتوسط” و “جمعية سلسلة الأمل للمغرب العربي” المكلفة بالأطفال المرضى القادمين من الخارج و المعالجين في فرنسا. و صرحت رئيسة “جمعية فرنسا أوروبا المتوسط” السيدة ليلى بوكورت لوأج أن “فكرة تنظيم وجبة للمهاجرين الجزائريين المسنين جاءت بعد سهرة نظمت في جوان الفارط بمنظمة اليونسكو تكريما للأشخاص المهاجرين الجزائريين المدعوين ب”الشيبانيين”. ففكرت حينها مع نصيرة أرسولي في القيام بلفتة اتجاههم من خلال تنظيم و لو لسهرة وجبة إفطار تعطيهم شيئا من الدفء العائلي الذي ينقصهم في هذه المراكز الخاصة بالمهاجرين الذين يعانون من وضعية هشة”. ” أنا مسرورة لكون هذه المبادرة كانت ناجحة و خاصة بالجو الحميمي و الصداقة التي سادت بين نزلاء هذا المركز الذين يتقاسمون نفس المعاناة بالرغم من اختلاف لغتهم و عقائدهم”. و قالت نصيرة أرسولي رئيسة جمعية سلسلة الأمل للمغرب العربي من جهتها “اتخذنا مبادرة الإفطار في هذا المركز من اجل تقاسم الإفطار مع أشخاص مسنين من مختلف الجنسيات” مضيفة أن “شهر رمضان شهر التضامن و حضرنا كل ما يجب تحضيره في ظرف أسبوع حتى يتم احترام هذا المبدأ”. 

  هذه العملية ليست عملا معزولا …

وقالت أن “هذه العملية ليست عملا معزولا بما أننا سنقوم بمبادرة أخرى من اجل خلق الفرحة و السعادة يوم عيد الفطر للأطفال المرضى الجزائريين الموجودين بمركز بيار و ماري كوري لمكافحة السرطان. و ستكون هذه سابع طبعة من هذه العملية”. و عن شعورهم بخصوص هذه المبادرة أعرب نزلاء هذا المركز عن سعادتهم لأنهم ليسوا منسيين كما يبدو ذلك. و قال جون لوك فرنسي من منطقة بروطانيا متقاعد في ال62 من عمره “يجب أن نعيش في هذه السكنات مع فكرة التقاسم مع الجميع و كل الثقافات الموجودة هنا. هذه نظرتي للحياة”. و أعرب عن سعادته لتقاسم هذه الوجبة مع نزلاء المركز حتى و إن كان يدين المسيحية مشيرا إلى الثراء الذي يحققه احتكاك الثقافات هو سعادة الانتماء إلى هذه المجموعة. أما حميدة مسعودي (74 سنة) من مواليد الاوراس (الجزائر) فيعيش منذ سنة 1972في هذا المركز حتى قبل إنشاء مركز أدوما حيث قال “اقطن في هذا المركز قبل إنشاء مركز أدوما الذي كان سابقا شركة وطنية لبناء السكنات للعاملين (سوناكوترا). لا تزورني عائلتي أبدا فأنا من يتوجه إلى باتنة كل صيف. لكن لم تطأ قدميا أرض الوطن منذ ثلاث سنوات بسبب مرضي”. و صرح بكثير من الحنين “تذكرني هذه السهرة بجو عائلي لم أعشه منذ زمن طويل. لا شيء يعوض قضاء هذا الشهر المقدس بجوار العائلة”. و قال منصور نزيل جزائري آخر متقاعد يقطن بهذا المركز منذ سنة 1998 حيث يأجر حاليا غرفة مع زوجته “لقد كان في الماضي من السهل طلب غرفة في أدوما لكن اليوم يجب الانتظار طويلا”. يضم مركز أدوما بجون وفيلي 296 مقيم جزائري و إفريقي من بينهم 25 امرأة. يمكن لهؤلاء الأشخاص الذين يوجدون غالبا في وضعية هشة مغادرة المركز بعد الحصول على سكن بمساعدة مصالح الدائرة. و قد تطور مركز أدوما بين 1965 و 1975 ببناء و تسيير مراكز موجه للعمال المغاربيين الموظفين في قطاع الصناعة أو السكك الحديدة بباريس ليفتح بعد ذلك لأفارقة جنوب الصحراء من السنغال و مالي. و رغم محافظته على تسميته يأوي مركز أدوما كل الأشخاص الذين يعانون صعوبات.

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/c7Xie