جنسيتي الانجليزية حرمتني من الزواج بمن أحب

هذه الجريدة، وقد أطلعت عليها وأعجبني هذا الفضاء الخاص بهموم وانشغالات الناس، مما شجعني على الكتابة إليكم.

أنا شاب جزائري من مدينة تلمسان في الثانية والثالاثين من العمر أعيش بلندن بعدما وضعتني والدتي هناك التي التحقت بوالدي الديبلوماسي، فتحصلت على الجنسية الانجليزية ونشأت هناك، وعندما بلغت الخامسة عشر رجعت عائلتي إلى مدينة تلمسان، لكني بقيت هناك لأسباب دراسية، حيث تكفلت إحدى صديقات والدتي، وهي تونسية الجنسية والأصل، التكفل بي، لكن ذلك لم يمنع مجيئي إلى الجزائر كلما سمحت لي الفرصة.

تخرجت من الجامعة، والحمد لله، وقد تلقيت أصول التربية والأخلاق الحميدة، من قبل تلك السيدة التي أعتبرها في مقام الوالدة، وأنا الآن موظف في شركة اتصالات كبيرة.

تعرفت أثناء زيارتي إلى تلمسان على فتاة أحببتها وطلبتها للزواج، لأني لست من هواة المغامرات العاطفية والعلاقات المشبوههة، حيث طلب والدها مني أن أمهله لأجل التأكد من بعض المعلومات التي تخصني، حرصا منه على سعادة ابنته، ذلك الرجل لم يتأخر بالرد السلبي، ما جعلني أتقزز من الموقف، وعندما سألته أجابني بأنه من غير الممكن أن يسمح لابنته بالزواج من شاب إنجليزي! لست كذلك، فقط جنسيتي التي تحصلت عليها بحكم ميلادي في تلك الرقعة الجغرافية، لكنه رفض خاصة أنه إمام مسجد، وغلق في وجهي كل أبواب المناقشة، بعدما أبدى رفضه القاطع.

لقد صدمني هذا الرجل بعدما التمست منه ذلك الموقف، لأني لم أعتقد أبدا أن جنسيتي ستكون سبب بلائي وحرماني ممن أحب ـ لم يبق لي بالجزائر سوى أيام معدودات، أردت فيها إنهاء هذا المشكل العالق لأعود مرتاح البال. كيف أتصرف؟.

الرد

أشكر ثقتك وإختيارنك لنا لحل مشكلتك، فأنت ياحسام، أخطأت عندما تقدمت لهذه الفتاة دون مرافق، كان عليك إصطحاب والديك لأن العرف والعادات يتطلب منا ذلك، فوالد حبيبتك التمس شك التقليد للغرب عندما تقدمت إليه بمفردك، وهو محق في رفضه مادام لايعرف تفاصيل حياتك، خاصة أنه رجل متدين يخشى على ابنته الوقوع في زوج قد يجهل أمور الدين، وقد تكون جنسيته الانجليزية ـ جعلته يتبع غير ملة الاسلام، عليك أن تتفهم موقفه كأب ـ وأن تعيد الكرة، بعدما تطلب الإذن من الوالدين لأجل مرافقتك ـ لقضاء هذا الأمر.

أنت مطالب ياحسام من خلال تعاملك مع والد حبيبتك، بإظهار شخصيتك الحقيقية وتفكيرك كشاب مسلم وخصالك،ناقشه  في بعض مسائل الدين لكي يتأكد من عدم جهلك بالشعائر والواجبات، وحاول أن تكون كفؤا لمصاهرته، وتأكد أنه سيحاول إيقاعك في بعض المتاهات لأنه سيختبرك، لو أعطاك فرصة أخرى للحديث معه، لذلك يجب أن تكون حريصا يقظا ـ أرجو أن تعاود الاتصال بي.

ردت نور