إعــــلانات

جنّ.. أرواح وحضور الأموات إلى عالم أحياء يرزقون!

جنّ.. أرواح وحضور الأموات إلى عالم أحياء يرزقون!

يكفرون من حيث لا يشعرون

الفئة الشبابية التي نتحدث عنها اليوم، ليست من أولئك الذين يطلق عليهم «عبدة الشيطان»، والذين غالبا ما يتمركزون في المدن والعواصم الكبرى، والجميع يعلم ما يقومون به من طقوس حين يستحضرون فيها الشياطين على حد زعمهم، وما هم في الأصل بشياطين.

إنما مجموعة من الهلاوس تراودهم، يفعلون المستحيل لتثبيتها في عقولهم، ولكن من نقصدهم، هم فئة أقل ما يقال عنها إنها تائهة توهانا مبرحا، لا تستعمل عقولها بصفة دائمة، بل تترك الفرصة لكثير من الأفكار، التي أقل ما يقال عنها إنها الأقرب إلى الخرافة والأسطورة، بل الشعوذة والدجل.

خاصة رواد «اليوتيوب»، وما يشاهدونه من لمسات سحرية تأخذهم نحو عوالم غريبة وعجيبة وهي في الأصل لسعات، وجدت لتخدير الآلاف، بل الملايين عبر العالم وليس الجزائر فقط.

صديق لي يدعى لطفي، حادثني يوم طلبت منه أي جديد، فراح على المباشر يخبرني بأن العلم توصل إلى اختراع قرص طبي ممنوع تسويقه داخل الصيدليات، ويسمى «الفيل الأزرق»، وصراحة تعجبت من هذه التسمية، ورحت أسأل عن معناها.

وهي التي جاءت على وزن «الثعبان الأزرق البلوتوث»، قال لي لطفي إن من يتناول قرصا لا أكثر، يدخل في عالم جنوني إلى درجة المطلق، حيث يرى أشياء قريبة من تلك التي يراها المرء وهو يحتضر قُبيل دقائق من موته، زيادة عن أنه يرى الجن وبعض الأموات الذين فارقوا الحياة ويعرفهم هو في الحياة الدنيا!.

لأن القرص يتوجه إلى منطقة حساسة في المخ، ويفرز بعض الدهون التي تمنع حاسة البصر العادي من النشاط، لتشدّه نحو العالم الآخر، أي الذي لا نراه بالعين المجردة، فتركت لصاحبي الفرصة ليشرح، ليس لأنني لم أفهم هذه النظرية التي تدخل في عالم الأرواح.

ولكن حتى أتأمل جيدا الطريقة التي يفكر بها، وكيف تسنى له أن يتقبل هذه الأمور والمسائل بهذه البساطة، وكان أقل ما علقت به، هو أنني قلت له إن هذا نوع من الكفر بعينه. وأنا هنا لا أعلق لك على الطريقة التي يتناولون بها هذا «الفيل الأزرق».

وكيف تؤثر عليهم، ولكن أقولها لأنك قلت إن ضحاياها يرون الأشخاص الذين ماتوا من ذي قبل، فكيف يحدث هذا يا لطفي وأنت الشاب المتعلم الطموح؟، فلو قلت لي إنه رأى أحدهم في حلم أو كابوس، فلا بأس بذلك، ولكنك قلت إن ذلك يحدث بفعل القرص الجهنمي هذا.

ثم من الذي تناوله ثم عاد إلى حالته الطبيعية؟!، إن أشياء مثل هذه يا صاحبي من فلسفات اليهود، حتى لا أقول «بروتوكولاتهم» التي من خلالها يطمحون إلى إلهاء شباب العالم ـ

وأنت واحد منهم ـ وهذا بعد أن توصلوا إلى معرفة العضو الجسمي في الدماغ المسؤول عن شبكة الحواس،  والذي يتحكم فيها ويحافظ على سلامتها، وهذا من نعم الله تعالى لو تدرك ومن عظمة خلقه، فقد أراد هؤلاء تخريب كل شيء ولا موانع لديهم البتة.

وفي أي مجال يخترقون كل محظور باسم الفلسفات والأبحاث، وشعارهم الأول والأخير «العقل الحر»، لأنه يا لطفي، لا أحد يرى الموتى بعد أن ييقبضوا وهو حيّ يُرزق، بل كل شيء يحدث أيام قيام الساعة وحق الحساب، والذين دعوا وأسسوا إلى ذلك وتقوّلوا به.

إنما هم يخالفون القرآن الكريم وما جاء فيه من آيات بيّنات، تبيّن للقاصي والداني بأن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهو الذي قال سبحانه: {ويسألونك عن الروح  قل الروحُ من أمر ربي.. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}، وهذا لحكمة يعلمها هو، أما الذين يدّعون بأنهم يرون الجن ويتعاملون معه، فهم يكذبون على أنفسهم، لأن العلم الحديث وبترسانته الضخمة، عجز عن تصوير الجن وتحديد شكله وملامحه، أما ما بقينا نسمعه هنا وهناك، فهي مجرد افتراضات وتكهنات ليس إلا.

أخيرا نقول إن العشرات من شبابنا ممن ظلّوا يصدقون هذا النتاج وعصارة العالم الافتراضي، هم حقا ضحايا ولا يشعرون بذلك، فنحن مع العالم الافتراضي إذا كان في خدمة العلم والتقدم والطب والصحة والرياضة وكل مناحي الحياة.

أما أن يتجاوز حدود المعقول إلى درجة الدهشة، من دون تقديم أدلة دامغة وثابتة ومقنعة للجميع، فهذا شق من ادعاء الغربيين الذين يريدون الخروج من آدميتهم والعيش كأشباه الشياطين والعياذ بالله!.

رابط دائم : https://nhar.tv/WQU5c
إعــــلانات
إعــــلانات