إعــــلانات

حديث الإثنين : معركتنا مع الإدمان

حديث الإثنين : معركتنا مع الإدمان

من مقاصد الشريعة الإسلامية الكبرى الحفاظ على عقول الناس وحريتهم وتوازنهم، ولذلك أعلنت الشريعة الإسلامية حربا لا هوادة فيها على كل ما يُذهب العقل ويفسده أو يقيد إرادة الإنسان فيحوّله الى عبد لشهواته وما دام أن الشريعة الإسلامية جعلت من مقاصدها الكبرى الحفاظ على عقل الإنسان، فمن المنطقي جدا أن تحرّم ما يفسده من مخدرات وخمور ومهلوسات وقات. والأصل في تحريم المخدرات الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه أبو داود عن أم سلمة قالت :”نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر” والمفتر كما جاء في ـ النهاية - لابن الأثير: هو الذي إذا تناوله الإنسان أحمى جسده، وصار فيه فتور وضعف وانكسار (انظر النهاية لابن الأثير ج 3، ص 405). وقال ابن حجر الهيثمي: قال العلماء: المفتر كل ما يورّث الفتور والخدر في الأطراف (انظر الزواجر عن الكبائر لابن حجر الهثيمي، ج 61 ص 172). وقال الخطابي: المفتر ما يورّث الفتور والرخاوة في الأعضاء، والخدر في الأطراف وهو مقدمة السكر (انظر عون المعبود شرح سنن أبي داود ج 10، 127).
أما الخمر فيكفي في تحريمه قوله تعالى :”يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” المائدة ٩٠. فهذه الآية صريحة في تحريم الخمر، ولا خلاف في دلالتها على التحريم. قال الإمام القرطبي في تفسيره “ولا خلاف بين العلماء المسلمين أن سورة المائدة نزلت في تحريم الخمر نهيا وزجرا وهو أقوى التحريم وأوكده”. وورد في السنة النبوية المطهرة تحريمها أيضا من ذلك حديث مسلم :”كل مسكر خمر وكل خمر حرام”.
بل ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال :”لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه” (أخرجه أبو داود).
وحتى تسد الشريعة الإسلامية الباب نهائيا في وجه المسكرات التي تُذهب العقل، نصت قاعدة هامة حتى لا يتعاطى الناس هذه المواد السامة بحجة أنها لا تُذهب العقل فيعمد بعضهم لتناول كميات قليلة زاعما أن الحرام هو تناول كميات كبيرة، على أن ما أسكر كثيره فقليله حرام. أخرج أبو داود عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :”ما أسكر كثيره فقليله حرام”. (سنن النسائي).
أما الدخان فيكفي في تحريمه قوله تعالى “ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث” ويستحيل على أي عاقل أن يصنف الدخان في الطيبات. والواقع أن أضرار الدخان أمر محقق لم يعد بالإمكان الجدال فيه، فقد ثبت علميا وطبيا وبناء على التحليلات المخبرية أن التبغ فيه من المواد السامة والمهلكة ما يجعله سما قاتلا ولكن ببطء قال ابن حزم :”ولا يحل أكل السم القاتل ببطء أو بتعجيل، ولا ما يؤذي من الأطعمة ولا الإكثار من طعام يمرض الإكثار منه قوله تعالى :”ولا تقتلوا أنفسكم” المحلى ج 7 ص 418. جاء في كتاب الإدمان لعبد اللطيف بوجلخة ص 9 قوله “إن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 10.000 مادة كيمياوية يمكن جمعها في أربعة أنواع رئيسية:
مواد مهيجة: وهي المسؤولة عن تبطئة فعل جهاز تنظيف المجاري التنفسية.
أوكسيد الكاربون: الذي يتثبت على الهيموغلوبين (البروتين الموجود في الكريات الحمراء) ثم يأخذ مكان الأوكسجين فيها.
نيكوتين: الذي يتثبت في مستوى الجهاز العصبي، وهو المسؤول عن ظاهرة التعود، وتسارع ضربات القلب، وكذا ارتفاع الضغط الشرياني.
القار: وعوامل سرطانية خاصة البتروبيرا.
وذكر من أخطار التدخين المحققة الأخطار التنفسية والقلبية الوعائية والسرطان، فهو يسبب سرطان الرئة والمرئ، والمعدة والمجاري الهوائية العليا (اللسان، تجويف الفم، الحنجرة، البلعوم كما له أخطار جنسية.
أما أضرار الخمر على مجتمعاتنا فلا يمكن عدّها ولا حصرها نكتفي بذكر أن حوادث المرور تقتل كل سنة أربعة آلاف إنسان وتعوق ثمانية عشر ألف. وقد تبيّنت التحقيقات الأمنية أن أغلب هذه الحوادث سببها الخمر.. ماذا تفعل الأمة بشعب سكران فقد عقله!!
أما المخدرات التي يزعم البعض أنه يفر إليها فرارا من مشاكله فيكفي أنها لا تحل مشكلته وستظل مشكلته أمامه، لأن الإسلام يريد من المسلم أن يكون واعيا ليواجه مشاكل الحياة. أما تعاطي المخدرات فهو فرار من مشكلة الى الجحيم.
وقد دخلت المخدرات في الدوائر الاستخباراتية والاستراتيجية كسلاح لتدمير الشعوب تنفق عليها ملايير الدولارات وتزرع في آلاف الهكتارات، فبوليفيا تستغل مساحة قدرها 50.000 هكتار لزراعة الكوكايين، أما البيرو فتستغل مساحة 200.000 هكتار أما كولومبيا فـ 50.000 هكتار أما الإنتاج الكلي فيصل الى 1200 طن من كولوبيا لوحدها. أما المداخيل العالمية من المخدرات فقد أظهر التقرير الذي عرض في ٧ فيفري 1990 حول تبييض الأموال العائدة من المخدرات والاتجار بالهرويين والكوكايين والقنب الهندي في الولايات المتحدة وأوروبا أن تلك الأموال قدرت بـ 122.5 مليار دولار منها75.4 مليار دولار استثمرت أو بيّضت … إنها الحرب الشاملة على عقول الناس وأي حرب ضدها وفي مواجهتها لا يُستعمل فيها الإسلام فهي حرب خاسرة مسبقا.

أسئلتكم يجيب عنها الشيخ شمس الدين

– السلام عليكم، ما رأي فضيلتكم في الجماعة الإسلامية الأحمدية والتفسير الكبير المنشور على موقعهم وما تقولون في معتقداتهم خاصة في موضوع النسخ في القرآن ورفع عيسى عليه السلام وحادثة الإسراء والمعراج والى ما ذلك من معتقدات التي تخضع الى الحجج والبراهين الدامغة؟* الاسم الحقيقي لهذه الجماعة هو – القاديانية – وإنما تنتشر في العالم العربي تحت اسم الأحمدية ليسهل عليها اصطياد فرائسها. ومؤسسها هو ميرزاغلام أحمد القادياني العميل للمخابرات البريطانية التي جنّدته لخدمة مصالحها في شبه القارة الهندية، ادعى النبوة في مارس 1889 ومات بالكوليرا سنة 1908 – 1325 هـ. يقول غلام أحمد “نحن نتحمّل كل البلايا لأجل حكومتنا المحسنة وسنتحمّل أيضا في المستقبل إنه واجب علينا أن نشكرها لإحسانها ومنّتها علينا، ولا شك نحن فداء بأرواحنا وأموالنا للحكومة الإنجليزية، ودوما ندعو لعلوها ومجدها سرا وعلانية” انظر ميرزاغلام أحمد، آرية دهرم ص 71، 80 في : ظهير، الحافظ إحسان إلهي، القاديانية، م.س ص 26. وفي معرض دعوته للاستسلام للإنجليز، ووقف الجهاد يقول :”لقد قضيت عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها الى بعض لملأ خمسين خزانة، وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وتركيا، وكان هدفي دائما أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة” انظر ميرزاغلام أحمد، ترياق القلوب، ص 15. لقد أساء هذا المرتد لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) عندما أراد أن يضلل المسلمين بتفسيرات وتأويلات تدل على صبيانية في التفكير. وزعم غلام أحمد أنه نبي كاف لأن يجعلنا نخرجه وأتباعه من دائرة الفرق الإسلامية، فالقاديانية إذن ليست من الإسلام بل هي في جملة الفرق الخارجة والباطنية التي جاءت لمحاربة الإسلام والواجب مواجهتها بجميع الأساليب.

السيد سمير من ورقلة: أولا أشكركم على هذه المحطة الاستشارية القيمة وهي غير غريبة على جريدة احترافية كجريدتكم التي أنتظرها بشغف كبير. عندي سؤال إن أمكن الى الشيخ شمس الدين وأرجو أن لا تنسوني وهو كالتالي: أنا متحصل على شهادة ليسانس في الاقتصاد تخصص بنوك أعمل الآن كموطف في إدارة عمومية وأريد أن أعمل في تخصصي – البنوك – ولم أجد وظيفة في البنك الإسلامي الموجود في الجزائر لكن هناك عروض من البنوك الربوية ولأنني مسطر لهدف في حياتي ألا وهو تكريس جهدي لخدمة وتطوير البنوك الإسلامية مع إكمال دراساتي العليا لأطور من جهتي عمل هذه البنوك، لكن أريد أن أستفيد من خبرة التسيير الموجود في البنوك الربوية ولا يمكن هذا إلا بالعمل في هذه البنوك لاكتساب الخبرة لوقت محدد ثم الانتقال للبنوك الإسلامية لتحقيق الهدف. فهل يمكن العمل لمدة محدودة في هذه البنوك؟ وأذكركم أني لست بطالا لكني أريد تحقيق هدف يوجب عليّ المرور على تلك البنوك، فهل يمكنني شرعا العمل فيها وشكرا مسبقا؟
– لا يجوز لك العمل في الربا المحرم شرعا بحجة كسب الخبرة للعمل في الحلال مستقبلا، فأنت كمن يعصر الخمر للناس بحجة أن يتعلم كيف يعصر البرتقال وكمن يزني بامرأة بحجة أن يكسب خبرة ليواقع زوجته. ولتعلم طرق التسيير لا يشترط العمل في البنوك الربوية، فهناك مراكز ومعاهد لذلك.

– هل السنة وضع اليدين قبل الركبتين أم وضع الركبتين قبل اليدين عند النزول لسجود؟

* يندب للمصلي أن يقدم يديه على ركبتيه عندما يهم بالسجود للأحاديث الثابتة فيه ولعمل الصحابة رضي الله عنهم، وهو قول مالك في المدونة، وحجة ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما “أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه” ورواه بن خزيمة والحاكم بلفظ عن نافع قال :”كان ابن عمر رضي الله عنهما يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يفعل ذلك” حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة ١ / ٣١٨ رقم: ٦٢٧، والحاكم ١ / ٣٤٨ رقم: ٨٢١ والدارقطني ١/ ٣٣٧ رقم: ١٢٨٨ والبيهقي ٢ / ١٠٠ رقم: ٢٤٧٠.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال “إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل ركبتيه، ولا يبرك بروك الجمل” حديث صحيح أخرجه أحمد ٢ / ٣٨١ رقم: ٨٩٤٢،  أبو داود ١ / ٢٢٢ رقم: ٨٤٠، والنسائي ٢ / ٢٠٧ رقم: ١٠٩١ والدارقطني ٣ / ٣٣٧ رقم: ١٢٨٩ والبيهقي ٢ / ٩٩ رقم: ٢٤٦٥.

– لماذا تخطئ الألباني في بعض فتاواه؟

* لأن الألباني غير معصوم يصيب ويخطئ يؤخذ من قوله ويرد ويرد على غيره ويرد عليه غيره واستعظامكم الرد على الألباني أو خطأه هو من باب التقديس المذموم الذي كان الألباني يحاربه ويذمه. عجيب أمركم كيف قلتم عن الأئمة الأربعة هم رجال ونحن رجال وما أنتم إلا أشباه ربّات الحجال.

– طلقني زوجي قبل الدخول، فهل عليّ عدة، علما أنّا كنا نلتقي ونختلي مع بعضنا البعض ولكن وقع الطلاق قبل العرس؟

* يشترط لوجوب العدة على المرأة المطلقة دخول الزوج بها، أو خلوته معها على انفراد خلوة يمكن فيها الوطء، فإن لم تحصل خلوة ولا دخول قبل الطلاق فلا تجب العدة على المرأة. قال الله تعالى :”يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها” الأحزاب: ٤٩. وتجب العدة بالخلوة التي يمكن فيها الوطء، حتى ولو كان أحد الزوجين مريضا أو قام به مانع شرعي يمنع الوطء كالصوم أو الحيض، لأن الخلوة مظنة لوقوع المس الذي ذكرته الآية، فوجب الاحتياط لبراءة الرحم بالعدة، حتى لو اتفق الزوجان على عدم وقوع الوطء، لأن العدة حق الله، فلا تسقط بإقرارهما على عدم الوطء.
فإن لم تحصل خلوة فلا عدة على المرأة إلا إذا أقرت بالوطء أو ظهر بها حمل لم ينفه الزوج بلعان.
أنظر شرح الزرقاني ٤ / ١٩٩، والشرح الكبير ٢ / ٤٦٨

حكم تعاطي القات
– ما حكم الشرع في تعاطي القات المشهور باليمن؟

* القات لا يُذهب العقل ولكن يفتر القوة وقد نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن كل مسكر ومفتر. انظر سنن أبي داود وشرحه عون المعبود ج ١٠ ص ١٢٦. جاء في كتاب المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم للدكتور عبد الكريم زيدان ج ٣ ص ٦٥ “القات نبات يكثر زرعه في بلاد اليمن، وقد ابتليت اليمن به، وانتشر بين أفراد الشعب اليمني حتى صار استعماله شيئا مألوفا بين الجميع، وفي السوق، وفي البيت وفي دوائر الحكومة، وله تأثيرات سيئة جدا فيمن يتعطاه فهو يسبب له الفتور والذهول وضعف القوى العقلية وغير ذلك. وحكمه – وهذه بعض آثاره في مستعمله – أنه من صنف المخدرات المحظورة.

– ما حكم شرب الدخان مفصلا وجزاكم الله خيرا؟

* عندما ظهر الدخان واستعلمه بعضهم كان ذلك في أوئل القرن الحادي عشر للهجرة، اختلف الفقهاء في حكمه، فمنهم من حرّمه ومنه من كرّهه ومنهم من أباحه. وممن حرّمه ابن حمدون ونجم الدين الزاهدي الحنفي وأفتى الشيخ عبد الغني النابلي بإباحته وألّف رسالة سماها – الصلح بين الإخوان في إباحة شرب الدخان – وذهب الفقيه العمادي الحنفي الى كراهته. والملاحظ أن الذين أفتوا بإباحته أو كراهته كلهم قيّد ذلك بانتفاء المضرة والواقع أن أضرار الدخان اليوم باتت أمرا محققا لا جدال فيه، فقد ثبت علميا وطبيا، وبناء على التحليلات المخبرية أن التبغ فيه من المواد السامة والمهلكة ما يؤدي ويورّث عشرات الأمراض ومنها سرطان الرئة والحنجرة فهو سم قاتل يقتل فريسته ببطئ، وقد قال تعالى “ولا تقتلوا أنفسكم” ويكفي في بيان أضراره أن الأمم غير المسلمة أجمعت على التحذير منه وأصدرت التحذيرات منه والتعليمات للحد منه.

رابط دائم : https://nhar.tv/NnQWe
إعــــلانات
إعــــلانات