حلق بنفسك

تخيل أنك ركبت طائرة وأقلعت بك من مدينتك، ثم نظرت من نافذة الطائرة بعد إقلاعها ستجد أن حجم مدينتك يتضاءل شيئا فشيئا، حتى لا تراها وتختفي لتطرح السؤال: هل اختفت المدينة من الوجود حقا ؟

حلق بنفسك

بالطبع لا، ولكنك أنت من ارتفعت عنها وحلقت بعيدا فتضاءلت حتى اختفت عن ناظريك، وكذا الحال بالنسبة للمشكلات ومكدرات الحياة، وأيضا لبعض الأشخاص والمواقف والابتلاءات وكل ما يهز نفسيتك ويثير حزنك.

فتأكد أن هذه الأشياء ستبقى كما هي أمام عينيك لا فرار منها، بل يمكن أن تشكل  طريقا مسدودا إن أطلت البقاء أمامها وصممت على التحديق بها، ليبقى الحل دائما في ارتقائك أنت عنها، في رؤيتك أنت لها، في ما تقدمه لنفسك وقلبك وروحك من إيمان.

حلق بنفسك

فإذا استطعت التحليق بنفسك سوف يتضاءل في عينيك. وفي قلبك كل مكدرات الحياة تلقائيا، ستعطيها حجمها الحقيقي وسوف ترى ما لا يراه الآخرون، لأنك ستنظر من زاوية لا ينظر منها إلا محلقا ساميا، كما يري راكب الطائرة مدينته من فوق السحاب.

تزكيتك لنفسك فقط هي ما تحقق لك ذلك، فأنت في الحقيقة لا تملك إلا أن تغير نفسك، وإذا أهملتها وغفوت عنها، تأكد أن طائرتك ستهبط بك هبوطا اضطراريا وتعود لتختنق مرة أخرى وسط زخم الحياة.