حماتي لونت بالسواد حياتي

سيدتي، بعد التحية والسلام. أناجيك من خلال هذا الفضاء أن تنيري دربي فما أنا فيه قضى على كل جميل في حياتي. فأنا إنسانة توسمت أن أحيا الحياة الوردية إلا أنه وعلى ما يبدو عليّ أن ألغي هذا الحلم وأنساه. لأنني وقعت بين مخالب حماة لا تريد لي سوى أن أكون عروس القماش تتحكم في وفي زوجي وكل حياتنا. وتملي علينا بما تريد أن نحياه ولو كنا لما تراه رافضين.

 حماتي لونت بالسواد حياتي

حماتي سيدتي. إنسانة مسيطرة أبانت  عن سوء طباعها بعد خطوبتي. حيث كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصني أنا وزوجي. لدرجة أنها كانت تختار لي من الهندام ما تأتي به العروس في جهازها. غير أبهة بذوقي والألوان التي أحبها، وقد قلت في قرارة نفسي أن الأمور ستتغير مباشرة بعد الزواج. إلا أنني إكتشفت أنها لازالت على طباعها، حيث يمكنك سيدتي أن تتخيلي من أنها وبمجرد أن نستيقظ. إلا وتتصل بنا هاتفيا لتعرف برنامج يومنا، فتخلق لي ولزوجي إنشغالات تريدنا أن نقوم بها، كما أنها غالبا ما تأتي إلى بيتنا لتقضي اليوم معي وزوجي في العمل. تأمرني لإتيان هذا وترك ذاك وكأني أمامها بلا كيان.

ليست حماتي بالمرأة العاجزة أو المريضة، كما أن تصرفها هذا يخصني أنا وزوجي فقط لأن إبنها الأكبر وهو متزوج إستقر بحياته في ولاية أخرى وليست تبحث عن تقفي تحركاته وزوجته مثلما تفعل معي. ليس لي من الأولاد بعد سيدتي، وأنا متخوفة من أن يبقى حب السيطرة النابع من قلب حماتي إلى أخر عمري. وأنا أريد الخلاص من براثين حب التملك وأحيا من الخصوصية الشيء القليل. فكيف لي سيدتي أن أتخلص من هذا الهم الذي أنا فيه؟

نيبال من الوسط الجزائري.

الرد:

بنيتي أحسّ بما تكابدينه من ألام تحيينها في بداية زواجك، وأناجيك بدوري أن تكوني مصطبرة متأنية في حكمك على حماتك التي لم تضرك في شيء سوى في تدخلها في حياتك، وكأني بها تشرف عليها وتأطرها بما يناسب فكرها مع زوجك الذي هو في الأول والأخير فلذة كبدها الذي  تريد أن تراه سعيدا.

 حماتي لونت بالسواد حياتي

لم تشيري في رسالتك إلى موقف زوجك من تصرفات أمه، حيث أنه وعلى ما يبدو فهو يخنع له بالسمع والطاعة ولا يبدي لها من الرفض شيئا بما يشير أنه ألف طبعها ومن أنه لا يرى ضيرا في إشراف أمه على حياته، وذلك ليس ضعفا أختاه، خاصة وأنك في بداية زواجك، فلربما أرادت لك أن تتحليّ بحذاقتها وتمكنها من إدارة أمور بيتها لتعمري تحت سقف عش الزوجية مثلما عمرت هي. كما أنك ذكرت من أن حماتك لا تتدخل قطّ في أمور إبنها الأكبر لربما لما رأته من رجاحة عقل ونضج زوجته، ولتتأكدي من أن أم زوجك لا تنوي بك شرا.

 حماتي لونت بالسواد حياتي

أرى أن تحملين الموضوع فوق طاقته أختاه، حيث أنك حكمت على حماتك بأنّها تريد أن تلون بالسواد أياما حلوة جعلت منها مأساة بدافع عدم رغبتك في تدخل الأخرين في شؤونك ، وأدعوك عوض ذلك أن تستأنسي بوجود بصمة لحماتك في حياتك،فصادقيها وتعلمي منها عصارة تجربتها في حياة أدارتها بنجاح وتفوق،  كما أنه عليك أن تحمدي الله أنها لمن تتحلى بالأنانية والغطرسة وإلا لكنت اليوم تئنين تحت غطرسة حماة قد تفرض عليك فرضا أمورا خارجة عن نطاقك، مبادئك وحتى أحلامك.

 حماتي لونت بالسواد حياتي

كوني الصديقة لحماتك وأشيدي بنصائحها. وأشكري لها حسن صنيعها بما تمليه عليك من أمور، وأخلقي بينك وبينها نوعا من الحميمية والتفاهم. الذي سيجعلها تطمئن على إبنها معك، فمعظم مخاوف الأمهات اليوم أن تسلبهن الكنة أبناءهن وأحفادهن. ولي أن أسألك بنيتي، هل كان سيكون هذا تصرفك لو أن أمك بسطت بنصائحها وتعليماتها عليك وعلى زوجك؟ هل كنت ستتذمرين بمثل هذا القدر؟ ماذا كانت ردة فعلك لو أن زوجك إمتعض منها أو نفر؟ خذي الأمور ببساطة ولا تحملي أجمل أيامك روح التشاؤم ونبرة الحزن والشقاء النفسي. فالأحرى بك أن تكوني في قمة السعادة والخيلاء.