إعــــلانات

حولوني من باتريوت إلى أمير لتنظيم إرهابي متابع في ثماني قضايا

حولوني من باتريوت إلى أمير لتنظيم إرهابي متابع في ثماني قضايا

يروي الباتريوت محمد جناتي، الذي اتهم خطأ

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

خطأ  في قضية إرهابية، بسبب وجود تشابه في الاسم مع أحد أبناء عمومته، في هذا الحوار يومياته داخل سجن الحراش، وكيف عاشر الإرهابيين طيلة 23 يوما، وتخوفه من النوم خشية كشف أمره، في حال ما إذا هذى وذكر أمرا عن الإرهابيين من شأنه القضاء عليه، ويكشف محمد عن مأساتهوأفكاره التي راودته طيلة تلك الأيام، وكيف قضاها ساكتا لا يخالط ولا يكلم أحدا..

بداية نحمد الله على قرار الإفراج والعاقبة لقرار البراءة إن شاء الله؟

الحمد لله؛ والشكر لكم أنتم لأنكم شاركتم في إظهار الحقيقة.

هل بإمكانكم سرد تفاصيل اليوم الأول الذي تم إلقاء القبض عليكم فيه، وكيف كان شعوركم؟

لقد ذهبت إلى مركز الأمن بباب الزوار، لاسترجاع رخصة سياقتي بعد أن سحبت مني، لأنني لم أكن أضع حزام الأمن عندما كنت أقود السيارة، كانذلك بتاريخ 16 أوت، دخلت إلى مقر الدائرة، استلمت وثائقي بعد ساعات من الانتظار، ثم هممت بالخروج، أين فوجئت بمصالح الأمن تطوقني،وتضع الأغلال في يدي وتقتادني إلى مركز الأمن، وهناك أخبروني بأنني محل بحث منذ أكثر من 13 سنة، وأنني متابع بتهمة الإرهاب باعتباريأميرا لتنظيم له، لقد فوجئت لم أصدق ما حدث، كنت أظن أن الكابوس انتهى سنة 1996، عندما اتهموني باطلا ثم منحوني حكما بالبراءة يسكت ثم يواصل في تلك الأثناء طلبت منه السماح لي بإجراء اتصال بشقيقي، حتى يحضر لي الوثائق التي تؤكد أنني باتريوت ولا علاقة لي بالإرهاب،فقبلوا بالأمر، وبالفعل فقد اتصلت بشقيقي طارق الذي جاء على جناح السرعة، ومعه كل الوثائق التي تؤكد أنني بريء، كما جلب معه الوثائق التي تثبت أنني رجل دفاع ذاتي وبحوزتي وثائق منحي الأسلحة، لقد استغربت الأمر، كيف لهم أن يمنحوني السلاح وأنا إرهابي، ثم كيف يفكر هؤلاء.. المهم رغم وجود الأدلة والإثباتات بأنني بريء رفضوا إطلاق سراحي، وقضيت الليلة في مركز الأمن، وفي الصباح اقتادوني إلى محكمة الحراشأين خضعت للتحقيق، ومن ثمة مباشرة إلى مجلس قضاء العاصمة، أين خضعت للتحقيق، وهناك كانت الكارثة لقد وجدت نفسي متهما في ثمانيقضايا ومحكوم علي بأحكام ثقيلة منها المؤبد والإعدام، في تلك الظروف لم أفكر في شيء سوى في والدتي المسكينة، لأننا كنا على مشارف الشهرالفضيل، قلت في نفسي أن مكان أبي الشاغر بعد أن سلم روحه لبارئها شهر نوفمبر المنصرم، سيضاف له مكاني.. راودتني الكثير من الأفكار كدتأجن، كيف أحول من النقيض إلى النقيض من باتريوت ترك بيته لمحاربة الإرهاب، إلى إرهابي وليس ذلك فحسب بل أمير؛ الله أكبر ويشرد بعيدا.

وماذا بعد ذلك أين تم توجيهكم؟

يجيب بعد تنهد عميق … لقد أخبروني بأنه سيتم حجزي إلى حين إتمام التحريات في قضيتي، وبالفعل فقد تم توجيهي إلى المؤسسة العقابية بالحراش،دخلت السجن، وأنا مدهوش، كنت أظن أنني أحلم، أو أنني دخلت في غيبوبة، وسأستفيق منها.. والله لحد الساعة لا أصدق إن كنت دخلت السجن حقا،أم أن ذلك كان حلما، ومازلت لم أصدق أيضا أنه قد تم الإفراج عني، وماذا سيكون مصيري يا ترى.

كيف كان دخولك من باب السجن، ماذا تذكر من ذلك ؟

والله العظيم ؛ نسيت كل شيء لا أذكر حتى كيف دخلت وكيف كنت بين أربعة جدران، في قضية ثقيلة، تهمة بإمارة تنظيم إرهابي، أفنيت عمريلمحاربته، كنت مندهشا، نسيت كل شيء كنت أرى كل شيء ولا أفكر في أي شيء ومازلت كذلك، لحد الساعة أنا مرعوب.. وبعد سويعات بدأتالأفكار السوداء تراودني، هي ثماني قضايا، ربما سيخلصونني من 7 منها، وتبقى واحدة، ترى ماذا سيكون الحكم فيها، ربما سيكون الإعدام، ثم هل سأجد محاميا يستطيع أن يثبت براءتي في كل هذه القضايا التي ألبست لي باطلا.. كيف حال أمي صاحبة 76 المسكينة، هل سأجدها حية ترزق عندمايفرج عني.. هل ستموت بحسرتها علّي وهي مريضة بالسكري والضغط الدموي.. ربما سينطقون بحكم عشر سنوات سجنا في حقي، سيصبح عمري60 عاما، يا الله لقد ضاع عمري، ماذا سأفعل.. من سيعيل عائلتي، هل يستطيع طارق فعل ذلك، وماذا عن زوجته ووالدتي والعائلة الكبيرة… إيه؛ هيأيام ستضيع من عمري..

ألم يكن لديك ولو بصيص من الأمل في الخروج من هذا الكابوس؟

كان لدي أمل في إطلاق سراحي؛ لكن عندما سمعت بأنني متابع في ثماني قضايا، فقدت الأمل، سبحان الله كيف حدث ذلك، فرجال الدرك بالمنطقة يعرفونني، والشرطة تعرفني والجيش كذلك، لقد تحولت من رجل قاوم الإرهاب إلى إرهابي بين عشية وضحاها، لو قرأت ذلك في الجرائد، لقلتهذا الإنسان مسكين وكفى، ولكن عندما أصبحت أنا المعني، كان الأثر كبيرا.. أتعلمين والله كنت أظن أنني مطلوب من قبل الإرهاب، وكنت أحتاطمنهم، فوجدت نفسي بينهم في زنزانة واحدة، من عجائب القدر.. أتعلمين على الرغم من أنهم أوقفوا منحي راتبي واصلت في الدفاع عن الوطن،ومازلت أحمل السلاح إنه حقا أمر مؤلم..

ما الذي تذكره من تلك الأيام؟

صدقيني والله لا أذكر شيئا، مازلت لحد اللحظة ما الذي حدث بالضبط، كلما أذكر أنني كنت حاضرا جسديا وغائبا فكريا عن المكان، كانوا يتحدثونعن رمضان، ويقولون أننا قد قاربنا اليوم العاشر، لم أكن أعلم أي يوم نحن فيه، وكم عدد الأيام المتبقية، كنت أقوم لأداء الصلاة وأعود إلى مكاني،وعندما يحين وقت الإفطار، يجلبون لي نصيبي من الإفطار فأتذوق بعض الشربة، وأتوقف، الحقيقة أذكر أن الوجبات كانت جيدة، والله لست أبالغ ولكنها الحقيقة، ففي كل يوم هناك طبق رئيسي، وشربة، ومقبلات، غير أن الأكل لم يكن ليطيب لي وأنا بعيد عن عائلتي وأبنائي، ووالدتي المسكينة…

وماذا بعد؛ كيف كانت معاملتك مع شركائك في الزنزانة؟

في الحقيقة لم أكن أكلم أحدا، لأنني كنت في زنزانة المتهمين في قضايا الإرهاب، كنا 40 شخصا، لقد حاولوا التقرب مني، وكانوا يقولون لي بأنه منالمفروض أن أحمد الله لأنني بصحتي، وبأن الأمور ستجري على ما يرام، كان بعضهم يقولون لي ما بك يا أخ لا تقلق ستفرج، فكنت أرد شكرا الحمدلله لا شيء ينقصني.. أتعلمين أمس – يقصد أول أمس- عندما كلمتك لم أكن مصدقا بأنني خرجت من السجن.. لقد خشيت على نفسي، لم أخبر أحدابقصتي خفت من أن يصيبني مكروه، كنت دائما أدعو الله بأن لا تدخل الجريدة ”يقصد النهار” إلى الزنزانات، لأن عائلتي أعلمتني بأنكم تتابعون القضية عن كثب، تخوفت من أن تقع بأيدي النفوس الشريرة أو في يد شخص يبحث عن ثأر فيثأر مني.. لم تكن جولة سياحية لقد كان سجنا، والسجنسجن مهما كانت ظروفه.

أعلم بأنكم دخلتم السجن من قبل؛ فما الفرق بين المرة الأولى وهذه المرة؟

هناك فرق شاسع؛ ففي المرة الأولى التي أودعت السجن، أنا من سلمت نفسي لمصالح الدرك، كنت أعلم بأنني سأقضي على الأكثر يومان فقط، لأنهمأخبروني بذلك، وكنت مستعدا للمواجهة، ثم أنه في تلك الفترة أي سنة 1996، كان الأمر عاديا لأن الظروف الأمنية لم تكن مستقرة، وكان دخولالسجن أمرا عاديا بموجب الفترة التي كنا نعيشها، لكن هذه المرة الأمور مختلفة فأنا متهم في 8 قضايا، وقرار البراءة لم يطبق، والخطأ لم يصححوكنت أواجه حكما بالإعدام… إنه أمر مؤلم، وما زاد من خوفي، هو أن الأمر بالبحث صدر باسمي أنا شخصيا وباسم والدي ووالدتي، حتى الصورةالمبحوث عنها كانت لي، لم يسقطوا التهمة عني، رغم أنني حصلت على البراءة في التسعينيات، عندما توبعت بتهمة الإرهاب خطأ، كون اسمي ينطبقعلى اسم واحد من أبناء عمومتي النشط ضمن الجماعات الإرهابية.. إنه معروف، فهو المدعو حركيا بـ ”عبد اله المير”، لأنه شغل منصب نائبلرئيس بلدية خميس الخشنة عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة.

كيف كنت تقضي أيامك في السجن، وهل تعرفت على أشخاص هناك؟

كنت طيلة اليوم أفكر في عائلتي، عندما طالت مدة تواجدي بالحبس فكرت بأن والدتي قد توفيت، وبأنهم رفضوا إبلاغي للحد من آلامي، لم يراودنيأي تفكير جيد، لأن الصدمة كانت قوية، لم أكن أحس باليوم حتى ينقضي، عندما يقولون أنه أذّن لصلاة المغرب أقوم للصلاة، ثم أعود إلى مكاني، لمأحاول الاقتراب من أي كان، ولم أحادث أحدا، التزمت الصمت طيلة الأيام التي قضيتها بالسجن، خوفا من حدوث أمور لا يحمد عقباها…

ما هي الأمور التي مازالت راسخة في ذهنك من ذكرياتك بالسجن ولن تنساها ما حييت؟

هي كلها أيام لن أنساها لقد كان كابوسا مزعجا؛ أذكر فقط أنني رأيت عاشور عبد الرحمان المتهم باختلاس 3200 مليار من البنك المركزي، رأيته منبعيد لأنه محبوس مع المتابعين في الحق العام، وأنا قضيتي خاصة… ما أذكره هو أنني لم أكن أنام ليلا ولم يغمض لي جفن، لأنني كنت أخاف من أنأهذي ليلا وأذكر السلاح أو أقول حديثا عن الإرهابيين، فيقضى علي ليلا.. في الحقيقة حتى هم ”يقصد المساجين الذين كانوا معه بالزنزانة”، خافوامن وجودي معهم خاصة وأنني لم أكن أحدث أحدا… أكثر ما أثر في هو زيارة أحمد ”أصغر الأبناء”، عندما حدثني في الهاتف وطلب مني الخروجحتى يقبلني، لم أستطع أن أتم المحادثة ولم أتمالك نفسي حتى وجدتني خارج مركز الاستقبال..

كيف تلقيت خبر الإفراج عنك ومن أخبرك بذلك؟

لم أسمع إلا أمس مساء ”يقصد أول أمس” بعد الزوال، أخبرني عون الحراسة، لم أصدق ومازلت لحد الساعة كذلك، ثقتي في الله وفي عدالتنا كبيرة،أتمنى أن أحصل على البراءة حتى ينتهي الكابوس نهائيا.

بصراحة من تلوم في قضيتك؟

 لا يمكن أن أوجه التهمة لأي هيئة أو شخص، كل ما أستطيع قوله هو أن أول من وجه لي التهمة أضرّ بي كثيرا، ثم إن الجهات التي وجهت ليالتهم، كان من المفروض أن تحقق قبل ذلك…

ماذا تطلب من السلطات الآن؟

أتمنى أن أحصل على قرار البراءة، وأن يرد لي ولعائلتي الاعتبار… لقد وجدت والدتي نقصت في الوزن كثيرا ”طاح منها النص”

رابط دائم : https://nhar.tv/XU1XE
إعــــلانات
إعــــلانات