حين أراد الحظ أن يبتسم لي..طليقي يهددني بأخذ إبني من أحضاني لأنني سأتزوج
سيّدتي أو دعيني أناديك بأمي، أنا إنسانة يائسة بائسة إستبدّ بي الحزن والأسى إلى درجة لا يمكن تصورها، وقد سكن القنوط قلبي وهوى به ، وها أنا أبث بين يديك مشكلتي التي لم أجد لها حلا.
أنا سيدة في العقد الثالث من العمر، تزوجت زواجا تقليديا من قريب لي، رجل توسمت من خلال خلاله وخصاله الخير والمودة، إلا أنني تفاجأت بعد أن عشت إلى جانبه أن قلبه خال من الحب والمودة، كما أنه إنسان صعب المراس لم أهنأ إلى جانبه يوم. تفاقمت المشاكل بيننا لدرجة أنّ الطلاق كان عنوان نهاية العلاقة التي أثمرت عن طفل لم يغرف من حنان والده شيئا، كما أن طليقي سامحه الله إختفى من حياتي وحياة إبنه وكأني به لم يكن له أي وجود في هذه الدنيا.
المهم تحاملت على نفسي وربيت إبني أحسن تربية، وكنت مثالا للإنسانة التقية النقية ولم أترك أي مجال للشبهات أو المغالطات في حقي لعلمي أن المجتمع لا يرحم الإنسانة المطلقة ومن أنه يظل يلقي عليها بسهام الإتهام والتقتير، إلا أن منحني الله فرصة العمر في أن يتقدم لي شخص تقي أمن بي وجعلني من جديد أحلم بأن أعيد بناء حياتي بعد أن قبل بإبني وأكد لي أنه لن يتخلى عنه أبدا. وهنا كانت الصدمة أن طليقي توعّد وأكّد من أنه لن يقبل لي أن أعيد بناء حياتي، ومن أنه سيتابعني قضائيا لينتزع مني حظانة إبني الذي لا أطيق صبرا على فراقه.
أيعقل هذا سيدتي؟ أبعقل أن يظهر طليقي من جديد بعد سنوات الفراق التي لم يتعرف فيها حتى إبنه على شكله ولم يلتقي به قط ليمنع عني حقا مشروعا؟ علما أنه أرسل لي من أهلي ومعرفنا المقربين تهديدا بأنه لن يقبل بأن يتربى فلذة كبده بين أحضان رجل أخر. أفكر مليا سيدتي أن أتخلى عن حلم إعادة بناء حياتي مع رجل قدّرني ولم يبدي أي إمتعاض في أن يكون إلى جانبي إلى أن أنهي مشاكلي، ففكرة أن ينتزع مني إبني الذي أرى الدنيا من خلال عينيه أمر لا يطاق.
فبماذا تشيرين إليّ سيدتي؟ وكيف لي أن أخرج من هذا المشكل ؟
أختكم أم سامي من الجنوب الجزائري.
الرد:
هوّني عليك أختاه ولا تحمّلي قلبك ما لا طاقة لك به، فيكفيك ما نالك بعد الطلاق من غبن وحسرة، ويكفيك أنك وجدت مرفأ تحققين فيه أمالك، إلا أنه وللأسف هناك من يريد أن يقف على حطام هذا الحلم بغير وجه حق حتى تبقي منكسرة ذليلة.
لم تذكري من خلال رسالتك أختاه إن كنت أنت من طلب من زوجك الطلاقـ، ولم تشيري إلى راي والديك حول عودتك إليهم خاصة وأنّ من كنت تحملين إسمه بالأمس هو قريبك وليس بشخص بعيد عن أهلك وأسرتك. كما أنني وددت لو أنني عرفت من قام بإخطار زوجك السابق بمسألة رغبتك في إعادة بناء حياتك خاصة وأنك قلت أنه ومنذ طلاقكما لم يظهر في حياتك ولا حياة إبنك قط.
من غير البديهي أن يعود زوجك للظهور في حياتك من جديد فقط ليحرمك من فلذة كبدك لا لشيء إلا لأنك وجدت أخيرا حضنا دافئا تسكنين فيه،ودعني أذكرك أنّ هذا وإن دلّ فإنما يدلّ على أن حقدا كبيرا يكنّه طليقك لك حيث أنّ مساومته لك كانت على نحو غير مدروس.
ومن باب النصيحة أخبرك أنه ليس من اللائق أن تتخلي عن حلمك في الإستقرار وإعمار الدار بهذه الطريقة، ولتخبري أهلك بأن يقفوا إلى جانب في هذا المسعى بأن يعقدوا إتفاقا مع طليقك وأهله بأن يضمنوا له حق الزيارة لإبنه وواجبه في النفقة عليه ، كما أنه لا يعقل في أي حال من الأحوال أن يحاول بسط سلطته عليك ومهما كان فأنت لست من ممتلكاته، كما أنك حرة بعد أن طلقك وبنت منه بينونة كبرى.
أخمّن في أن طليقك أختاه يحاول أن يلوي ذراعك ويضعك في خانة التردد والحيرة، فرجل مثله تخلى عن أبوته لطفل لا يعرف تقاسيم وجهه ، لا يمكن أن يكون على قدر من المسؤولية والقدرة في التربية والرعاية والإحتواء. هوّني عليك، وأمضي لتحقيق ما تنوينه ما دام حلالا، وتيقني من أن الله لا محالة سيكون معك وسيجعل لك من هذا الضيق مخرجا لأوسع طريق.