إعــــلانات

خاص بالأزواج في رمضان.. إنه محطة للأنوار فتزوّدا

خاص بالأزواج في رمضان.. إنه محطة للأنوار فتزوّدا

يتزيّن الكون للضيف الحبيب وينتشر عبيره في القلوب فتنتشي، تتألق وتحلم بأن يبقى العبَق حتى بعد الرحيل، هو محطة الأنوار ومستودع الأسرار ومدرسة التقوى ومحضن التزكية، هو ذا رمضان وأكثر فرصة سنوية لا تُعوض، هو ذا مهدُ التغيّر، تجد زوجة تترنح من عناء نهار طويل، فلا تُحسِن إدارة البيت بشكل جيد، فيدخل عليها زوجها غاضبا وينزع ثوب الصبر على باب البيت، فيتفاعل التعب مع الغضب ليُنتجا شجارا يهدّد أمن العائلة واستقرارها.

إن إدارة الزوجة للمنزل بذكاء مع إدارة الوقت، أمران في غاية الأهمية لتلافي الكثير من المشاكل وتحمّل أعباء المسؤولية المالية، يجب أن يقوم بهما الرجل مع طول بال وصبر كبيرين. وفي رمضان بالذات، تختلف الكثير من العادات، وربما رمى البعض غضبه وتعبه على الصوم وكأنه يمنن ويستكثِر، فذلك ما درى مغزى الصيام ولا فَقِهَ مفرداته، فماذا يعني صياحه «دعوني أنا صائم»!، ليأتي الرد: «إرحموني أنا أيضا».

أيها الزوج، أيتها الزوجة، تمهلا وقفا وقفة مع النفس هامة، فإن الأمر جدّي، رمضان شهر التغيير للأفضل في كل الميادين، الروحية والتعبدية والنفسية والجسدية والفكرية والعاطفية، فلا تفوتا الفرصة بالجدل والصراخ أو اللامبالاة، بل اغتنماه لإصلاح ما فات والتمهيد لتجويد ما هو قادم من الأيام بإذن الله جلّ وعلا، وهذه باقة من النصائح أهديها لكما علها تكون مفتاحا للسعادة في الطاعة التي يتفضل بها علينا المولى سبحانه وتعالى..

أخلصا النية في ارتباطكما واجعلاه لله عزّ وجل، وانشُدا التقوى في هذا الزواج كما في الصيام.

اجلسا مع بعضكما قبيل رمضان، ولتكن خطة مُحكمة لا يَنُفذ منها سهم شيطان مهما صغُر، واستفيدا من تصفيد شياطين الجن وأبعِدا شياطين الإنس مهما كانوا من الأقرباء.

ناقشا ما فات من مشاكل عالقة إن أمكن ذلك، حتى لا تبقى تنخر في جسد هذه العلاقة، فتصطدما يوما بفك الارتباط لأسباب قد تبدو واهية بسيطة، إذ إنه من الصعب أن يتحمل الزوجان بعضهما البعض إن لم يعِـيا مهمات كل واحد منهما ويتحاورا بهدوء وروية، وكثيرا ما يكون الشجار من أجل سبب ظاهري بسيط، ولكن القلوب تغلي من تراكمات ربما أو ملفات ما زالت مدفونة من دون حل.

درّبا نفسيكما على الصبر والمصابرة، فلا مُنجي من الزوابع الزوجية غير ذلك، ولا تدعّيا أن الطبع يغلب التطبّع، فإن الصبر بالتصبر والحلم والعلم والإرادة والعزيمة حصن.

رمضان شهر التغيير بامتياز

كثير من العادات تتغير في رمضان تلقائيا، كمواعيد النوم والأكل، فاغتنما هذا التغيير لتبديل نمط الحياة المادية والاستزادة من القُربات لتستمر ولا تنتهي مع انتهائه.

لكل واحد منا بعض الزوايا في النفس والخُلق التي لا يرضى عنها ويحاول إخفاءها، قفا على تلك الثغرات وتعاهدا على أن يكون رمضان هذا العام محرك الارتقاء وتهذيب النفس وليس فقط عبادات متكررة.

السلوك انعكاس للتفكير، فلا تدعا رمضان يمضي من دون أن تجعلا الإيجابية رفيقة العقل، بل لصيقته.

كثير من الناس يسأل كيف يحارب الفتور في حياته الزوجية، وهذا أفضل المواسم لتجديد العلاقة على كل الأصعدة، خاصة من جهة التلاقي، إن على المائدة أو العبادات فاغتنما.

طلّقا المُلهِيات والفضائيات التي تسرق الوقت وتنشر اللهو في أفضل أيام العام، حتى باتت تتبارى في ذلك، وليكن شعاركما: عجِلنا إليكَ ربنا لترضى.

لتتذكر الزوجة أن المقصد الأسمى من الصيام هو التقوى وليس الأكل، فلتخفف من الطلبات ولا تُرهِق كاهل الزوج بكثرتها، وكذلك الزوج عليه ألّا يُرهِق زوجته بكثرة تنوع الطعام ليتسنى لها اغتنام الأوقات في العبادة، ولا بأس إن ساعدها في إعداد الطعام في أيام عُطله ليُشعِرها بالاهتمام والمساندة.

إحرِصا على تفطير الصائمين من ذوي القربى والجار والمساكين، وفي هذا العام لنا إخوة قد ابتلاهم الله جل وعلا بترك الديار، فلهم علينا حقوق الأخوة في الله، فلا يجب أن ننساهم، ولنكرِمهم كما أكرم الأنصار المهاجرين.

لا تهملي أيتها الزوجة هندامك وشكلك لأنك صائمة، بل عليك أن تكوني نظيفة أنيقة خلال يومك لتكوني أميرة في نظر زوجك كل حين.

ليكن رمضان أيها الزوجان هذا العام كما يرضى الله جل وعلا وكما ترغبان، أوله مسامحة وعفوٌ عما سلف، وأوسطه التصاق روحي ورضا وتقبل، وآخره مودة ورحمة وسكن، وكذا حتى اللقاء في أعلى الجنان بإذن ربّنا الأعلى.

رابط دائم : https://nhar.tv/EKUF6
إعــــلانات
إعــــلانات