خاص بـ”النهار أون لاين”: المياه الجوفية تكفي الجزائريين 10 آلاف عام

يؤكد، أحمد كتّاب، الخبير في الموارد المائية، أن الجزائر لن تعيش أزمة العطش مجددا، منوّها بأنّ ثروة المياه الجوفية المتواجدة في الصحراء تكفي لتزويد الجزائر بالمياه لعشرة آلاف سنة.
في هذا الحوار الخاص بـ “النهار أون لاين”، دعا “كتّاب” إلى ضرورة وضع دراسة لإعادة النظر في تسعيرة الماء في الجزائر، وهذا ليتمكن الجزائريون من استغلال عقلاني لـ “الطاقة الزرقاء”.
كيف تقاربون راهن قطاع المياه بالجزائر؟
- أصبحت الحكومة تولي اهتماما كبيرا لهذا القطاع الحيوي، ووضعت له برنامجا ضخما يتضمن إنشاء السدود واستغلال المياه الجوفية وتحلية المياه وهذا تفاديا لتكرار سيناريو سنة 2001، حين عانت الجزائر من أزمة عطش حادة.
ما قدرة الجزائر على كسب رهان الطاقة الزرقاء في قادم السنوات؟
– الحكومة وضعت برنامجا كبيرا بتخصيص 20 مليار دولار لإنجاز حوالي 80 سدا، لتصل العام المقبل إلى مائة سد وكمية الأمطار التي ستملأ هذه السدود ستصل إلى 9 مليارات متر مكعب، وكما تعلمون، فإنّ كمية الأمطار تصل إلى 10 ملايير متر مكعب في فصل الشتاء ونسبة امتلاء السدود تصل اليوم الى 7 مليارات متر مكعب، بعدما كان عدد السدود في الجزائر قبل 12 سنة بحدود 40 سدا فقط، وكانت هذه السدود تصل فيها كمية الأمطار إلى 5.2 مليار متر مكعب.
وانتقلت الحكومة إلى تسطير هدف توفير ماء الشروب في الجزائر، ولقد قامت الحكومة بإنشاء محطات معالجة المياه التي وصلت إلى 200 محطة معالجة، وحاليا يتم معالجة 700 مليون متر مكعب من المياه لبلوغ الهدف المسطر من طرف الحكومة، وهو معالجة 1 مليار متر مكعب واعادة استغلالها في الفلاحة والصناعة والشرب، كما قامت الحكومة بتسطير استراتيجية “نقل الماء” إلى مختلف الولايات، لتوفير المورد الحيوي على مستوى هذه المناطق.
وماذا عن المياه الجوفية غير المستغلة بالشكل الكافي في الجزائر؟
– بطبيعة الحال سطرت الجزائر استراتيجية نقل المياه التي تربط الصحراء والهضاب العليا، والتي وصلت الى 50 ألف مليار متر مكعب، كما تعلمون أنّ 80 بالمائة من المياه موجودة في القطر الوطني، والجزائر لم تستغل مياهها الجوفية كلها وتتقاسمها كل من تونس وليبيا، وهي تكفي لسد حاجيات الجزائريين لعشرة آلاف سنة، والجزائر وضعت برنامجا في هذا المجال وهناك لجنة تعمل منذ أكثر من 10 سنوات لاستغلال المياه الجوفية في هذه المناطق.
هل يمكن معرفة حصة كل من تونس وليبيا من هذه المياه المتواجدة في الصحراء؟
– حقيقة الحصة قليلة جدا، وهي تصل إلى 5 مليارات متر مكعب، وكما تعلمون، فالماء سلاح ذو حدين فهو مصدر للسلام بين البلدان كما أنه سلاح مميت، فمثلا دولة مصر تستغل مياه السودان وتسع دول أخرى وفي حال إيقاف ذلك، فإنّ مصر ستعيش أزمة حقيقية.
ونحن في الجزائر لا يمكن أن نعيش هذه الأزمة لأنّ الجزائر تملك هذه الثروة المائية بنسبة 100 بالمائة.
ماذا عن مقترحاتكم للقادم؟
– الحكومة مازالت لم تتحكم بعد في توفير مياه السقي، خاصة أنّ 70 بالمائة من هذه المياه الموجهة للسقي من السدود والمياه الجوفية تضيع بسبب عدم تحكم الفلاحين في تقنية السقي بالتقطير، التي يمكن توجيهها للصناعة والشرب، ولابد على الحكومة أن تسهل عملية اقتناء هذه التجهيزات من خلال منح القروض للفلاحين لاقتنائها.
وعلى الحكومة إعادة النظر في تسعيرة الماء لتفادي التبذير، وهذا طبعا بمراعاة مدخول كل عائلة جزائرية، فمثلا العائلة الجزائرية التي تستهلك 15 متر مكعب من الماء الشروب يوميا، يمكن أن تزودها الحكومة بهذه الكمية من المياه مجانا، وفي حالة ارتفع معدل استهلاك الماء الشروب بـ 150 لتر مكعب تحدد له تسعيرة تكون مرتفعة، وهذا ما يشجع على الاستهلاك العقلاني لهذه الثروة، طبعا مع تنظيم حملات تحسيسية في هذا الشأن، لأن الجزائر لها مشكل في تسيير هذا القطاع.
ما تقييمكم لتجربة الأجانب في توزيع المياه في الجزائر؟
– أعتبرها تجربة جيدة وناجحة لتكوين قدر كبير من المختصين في هذا المجال، والجزائر بعد أربع أو خمس سنوات يمكن أن تتحكم في توزيع المياه أكثر، لأنّ نقص التكوين جعل الجزائريين يلجأون إلى الخبرة الأجنبية، كما أنّ الجزائر لم تعط أولوية للبحوث الأكاديمية لتطوير هذا القطاع.