خيخون مازلت في البـال.. واليـوم يحاسبوكم الرجال

سيكون المنتخب الوطني الجزائري على موعد مع التاريخ سهرة اليوم بداية من الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت الجزائري، الخامسة بتوقيت البرازيل، عندما يلاقي المنتخب الألماني في مواجهة لها طابع خاص جدا لكل الجزائريين، بعد أكثر من 32 سنة عن آخر مواجهة جمعت المنتخبين وحقق فيها رفقاء عصاد وزيدان ملحمة تاريخية جعلتهم أفضل منتخب في تاريخ الكرة الجزائرية .سيسعى رفقاء فيغولي إلى تحقيق إنجاز أكبر أمام نفس المنافس بالفوز عليه اليوم وتجديد الانتصار بعد 32 سنة من جهة، وأيضا مواصلة تحطيم الأرقام القياسية بقيادة «الخضر» إلى ربع نهائي المونديال لأول مرة في تاريخ المشاركات العربية، كما يعول لاعبو «الخضر» على الإرادة والاستفادة من فوز 1982 من أجل رفع المعنويات والسعي لتحقيق فوز جديد بجيل جديد من اللاعبين، رغم أن المهمة لن تكون سهلة أبدا لأشبال حليلوزيتش أمام منتخب ألماني أعلن صراحة أنه جاء إلى البرازيل من أجل العودة بالكأس ودخول التاريخ كأول منتخب أوروبي يفوز بكاس العالم في القارة الأمريكية، ولن يسمح بسهولة لـ«الخضر» بكسر أحلامه خاصة وأنه يملك نجوما كبارا جدا نجحوا في السيطرة على مختلف المنافسات الأوروبية وقدموا مستويات كبيرة في الدور الأول رغم الفشل في الفوز أمام غانا في الدور الأول والاكتفاء بالتعادل أمام ممثل القارة السمراء.إ لى ذلك، يأمل «الخضر» في مواصلة المغامرة والحلم إلى آخر دقيقة بالوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال التاريخي بالبرازيل، وسيلعبون دون أي ضغط من أجل تحقيق المفاجأة اليوم خاصة وأنهم حققوا الهدف المنشود في الدورة ودخلوا التاريخ كأول منتخب جزائري يتأهل إلى الدور الثاني للمونديال بعد أربع مشاركات في أكبر تظاهرة رياضية عالمية.
حليلوزيتش واللاعبون درسوا المنتخب الألماني وعازمون على مواصلة المفاجآت
قام الناخب الوطني ولاعبوه طوال الأيام الثلاثة الأخيرة بمعاينة المنتخب الألماني وطريقة لعبه وأهم نقاط قوته وضعفه من أجل استعمالها في مواجهة اليوم، حيث قام حليلوزيتش مند عملية القرعة بجمع معلومات عن كل المنتخبات في المجموعة الثامنة وحتى المجموعة السابعة كما حضّر للقاء ألمانيا منذ الفوز على كوريا وعودة الأمل في التأهل إلى الدور الثاني، كما كثف العمل خلال الأيام الأخيرة من أجل إعداد مفاجأة غير سارة للألمان والسعي لتسجيل اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية، وسيلعب للفوز رغم أنه حاول إبعاد الضغط عن لاعبيه بعد لقاء روسيا عندما أكد لهم أن مواجهة اليوم ستكون ودية، غير أنه غير الطريقة خلال اليومين السابقين وحثهم على تقديم أفضل ما لديهم أمام منتخب ألماني قوي، مصرا على ضرورة اللعب دون عقدة، لأن لا شييء يخسره «الخضر» في لقاء اليوم.
قريشي تذكر ملحمة خيخون وشحن اللاعبين
هذا وتحدث المدافع الدولي الجزائري الأسبق نور الدين قريشي والمساعد الحالي للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش للاعبين عن تجربته في المواجهة التاريخية بين «الخضر» وألمانيا في مونديال إسبانيا 1982، وأكد أنها ستبقى تاريخية في ذهنه إلى الأبد، كاشفا عن كل الظروف التي أحاطت بالمباراة التاريخية والفوز بعدها وإفراح الجزائريين، كما تذكر قريشي مع اللاعبين أسباب الفوز وأكد أن الإرادة والعمل صنعا الفارق لرفقاء ماجر في ذلك الوقت، مستذكرا التصريحات الاستفزازية للاعبي ألمانيا في ذلك الوقت والتي ساهمت في تحفيز اللاعبين، خاصة تلك التي تتحدث عن إهانة لـ«الخضر» وحديث أحد لاعبي ألمانيا عن إهداء أهدافه إلى كلبه والعديد من التصيرحات الساخرة التي تسببت في شحن لاعبي «الخضر» للإطاحة بالألمان في مونديال 1982 واستعملها قريشي أمس الأول لتحفيز «الخضر».
استعمل مؤامرة ألمانيا والنمسا في مونديال 82 لتحفيز اللاعبين
كما تطرق قريشي إلى المؤامرة التاريخية بين ألمانيا والنمسا ضد «الخضر» في مونديال 1982 وكيف قضت تلك المواجهة على أحلام منتخب كبير وشعب بأكمله، وهذا من أجل تحفيز اللاعبين على الثأر الرياضي من ألمانيا بعد 32 سنة ومحاولة تحقيق إنجاز جديد في تاريخ الكرة الجزائرية مساء اليوم.
الحذر الدفاعي مع مواصلة اللعب الهجومي وتفادي سيناريو لقاء بلجيكا.. مفتاح المباراة
ويبقي العامل النفسي والإرادة مع التحضير والجاهزية أكبر أسلحة «الخضر» للفوز في لقاء اليوم وتحقيق التأهل التاريخي إلى ربع النهائي، بالإضافة إلى التماسك واللعب الجماعي مع الحذر الدفاعي واللعب الهجومي أيضا، أسلحة حليلوزيتش من أجل تحقيق إنجاز تاريخي، مع تفادي الإفراط في اللعب الدفاعي، مثلما حدث في أول لقاء أمام بلجيكا لتفادي سيناريو مماثل، خاصة وأن الألمان يملكون تشكلة قوية جدا يمكنها التسجيل بكل الطرق وتقديم أداء هجومي كبير مع إمكانيات بدنية هائلة تمنحهم القدرة على تقديم أكثر من 90 دقيقة في نسق عالي جدا وتهدد «الخضر» في حال تراجعوا للدفاع وبحثوا عن التعادل للوصول إلى ركلات الجزاء.
حليلوزيتش يجدد الثقة في تشكيلة اللقاءين الأخيرين ويعول على تغييرات طفيفة
جدد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش ثقته في الحارس رايس وهاب مبولحي لحراسة عرين المنتخب الوطني أمام ألمانيا، بعدما تألق في الدور الأول للمونديال وحتى خلال الحصص التدريبية التي أجراها «الخضر» في البرازيل، حيث حسم حليلوزيتش في مشاركة مبولحي مع ماندي وحليش ومصباح في الدفاع، رفقة العائد بوڤرة الذي سيشارك بدل بلكالام مساء اليوم مع تجديد الثقة في مجاني، وقرر الاعتماد على فيغولي مع سليماني لتنشيط الهجوم، حيث يريد حليلوزيتش اللعب الهجومي وتقديم وجه مشابه لما حدث في اللقاءين الأخيرين أمام كوريا وروسيا من أجل مخادعة الألمان واستعمال نفس الأوراق الهجومية أمام منتخب ألمانيا اليوم، مع التفكير في تعزيز خط الوسط بلاعب وحيد بالمقارنة بالمباراة السابقة من أجل الحد من قوة الهجوم الألماني الأقوى من كل المنتخبات التي واجهها «الخضر» حتى الآن.
حليلوزيتش حسم التشكيلة لكنه متردد في وسط الميدان
وحسب الأصداء التي وصلتنا من المنتخب الوطني ورغم أن حليلوزيتش قرر إشراك حليش رفقة بوڤرة في وسط الدفاع، مع الاعتماد على مجاني لمساندة وسط الميدان، إلا أن حليلوزيتش يبقى مترددا حتى الساعات الأخيرة للقاء في بعض المناصب، بسبب عامل الإرهاق الذي جعله يفكر في التضحية ببعض اللاعبين رغم أدائهم القوي في اللقاءات السابقة، حيث تبقى مشاركة بن طالب مع جابو حتى براهيمي إلى آخر لحظة محل شك، مع إمكانية كبيرة تعويض بن طالب بلحسن أو تايدر والتضحية بجابو أو براهيمي في حال عدم جاهزية أحدهما للقاء، من أجل تفادي المغامرة الهجومية وتعزيز الناحية الدفاعية للفريق أمام منتخب ألماني يعول على الهجوم من البداية للفوز والاقتراب من الهدف الكبير الذي سطره المدرب «يواكيم لوف» وهو التتويج باللقب.
الجميع يفكر في الفوز لدخول التاريخ
وبالعودة إلى مختلف تصريحات لاعبي المنتخب الوطني عن مواجهة ألمانيا اليوم، يظهر جليا أنهم متحمسون جدا للعب والفوز من أجل تأكيد الإنجاز الأخير ودخول التاريخ من جديد، وبدوا متفائلين بقدرتهم على الفوز اليوم رغم احترامهم للمنافس واعترافهم بقوته الهائلة وترشيحه للتنافس على اللقب، لكن جميع اللاعبين الجزائريين يحلمون بالفوز اليوم رغم التعب ويعولون على التضحية من أجل نتيجة تاريخية ستكون الأكبر في تاريخ الكرة الجزائرية والعربية وأكبر مفاجأة في مونديال البرازيل.
العديد من اللاعبين يصرون على الصيام رغم الفتاوى
على صعيد آخر، يصر العديد من لاعبي «الخضر» على الالتزام بالصيام اليوم، بعدما صاموا أمس وتحمّلوا التدريبات خاصة وأن الأجواء في بورتو أليغري ليست حارة وتسمح للاعبين بالتحمل، غير أن المشكل يبقى في الاسترجاع خاصة بالنسبة للاعبين الذين كانوا يعانون من التعب، وأجسامهم تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه من أجل الاسترجاع، ورغم هذا كله بالإضاغة إلى الفتاوى التي وصلت اللاعبين عن جواز الإفطار، إلا أن زيماموش، براهيمي وعديد اللاعبين الأساسيين يعولون على الصيام اليوم، مثلما اعتادوا على ذلك مع أنديتهم خلال المواسم السابقة، خاصة مع تصريحات حليش، براهيمي وفيغولي التي تؤكد أن رمضان مقدس وخط أحمر بالنسبة للعديد من لاعبي «الخضر».