” رجاء الأمة…نشؤها”
تحتضن الجزائر في هذه
الفترة الحساسة والهامة لمستقبل معشوقة الجماهير “كرة القدم” كأس إفريقيا للناشئين لأقل من 17
قلت حساسة وهامة، لأن الورشات في مجال كرة القدم كثيرة، متعددة ومتشعبة، بالنظر للضرر الكبير الذي طال منظومتها من القاعدة إلى القمة، والخوف كل الخوف، يكمن في أن متاعب المسؤول الأول على هرم “لعبة القدم” بإيجاد حلول لكل المشاكل المطروحة، تشغله عن الإهتمام بالفئات الشبابية للأندية، ومن خلالها، بالعناصر التي تبرز لتلتحق بالمنتخبات المحلية ثم الجهوية فالوطنية ..
العمل القاعدي على المستوى المحلي، خاصة إذا كان المتكفل به من المولعين بتدريب الخامات الشابة وصقل مواهبها، وهو يتمتع بشحنة لا تنضب من نعمة الإرادة مرصعة بالصبر، لأن هذه الميزة وحدها كفيلة للسماح له بالإستمرار في العمل، رغم كل العراقيل التي تواجهه من بعض الوصوليين الجهلة، الذين أتت بهم الأقدار بشتى الطرق والوسائل إلى مناصب المسؤولية ولا يهمهم من شأن التكوين والمتابعة بشيء، بل لإشباع رغبة غير عادية في التموقع ..
أعود وأقول أن المهمة صعبة في إيجاد البلسم اللازم لمعضلة الإهتمام بفئة الأكابر فقط والنتائج الآنية، وإهمال الشبان بعدم جدية التكفل بهم، والأمثلة عديدة في هذا الباب، لا داعي لذكرها خوفا من التشهير بها وإرسائها كقاعدة من ضعاف العقل والنفوس ..
فسنة الله في خلقه، تجعله لا يتنكر لتجدد الحياة بالناشئة وكل ما تتطلبه من عناية بليغة ومعاينة لصيقة للحيلولة دون وقوع من هم متكفل بهم في أمور وطباع حفظكم الله من عواقبها.
البداية الموفقة لأشبال الجزائر وضد من؟ الكاميرون وما أدراك، توحي بعودة أصحاب المقاليد إلى التقاليد التي كانت سائدة في وقت سابق، ولكن للأسف، أُهملت في الآونة الأخيرة، فكانت النتيجة سلبية أسفرت عن غياب نخبنا عن أهم التظاهرات القارية والإقليمية وأسس هؤلاء اللامسؤولين عند الجماهير، نظرا لأحاسيس الخيبة والفشل وقتل الأمل لكل من أراد المبادرة والعمل. فالجزائر الولودة للمواهب في شتى المجالات الإبداعية، وبخاصة في مجال كرة القدم، اللعبة التي يعشقها الجنين حتى وهو في بطن أمه، قادرة على الرجوع وبقوة إلى المحافل الدولية، إذا أولت السلطات العمومية وعلى كل المستويات الأهمية اللازمة في مجال التكفل الفعلي لا الظرفي بفئات الشباب، ولا يثنيها في عزيمتها أي تعثر للنخب الشبابية ومواصلة العمل بدون ملل.
وبداية الغيث قطرة.
