إعــــلانات

رجال الإعلام والأنصار المراهقون حولوا مصر إلى همّ الدنيا

رجال الإعلام والأنصار المراهقون حولوا مصر إلى همّ الدنيا

لم يكن من

الوارد، أن بلاء مباراة في كرة القدم قد يتسبب في إثارة النعرة الشعوبية بين بلدين شقيقين، فقبل مباراة الجزائر في مصر التي يفصلنا عنها أقل من شهر، تقرع بعض الوسائل الإعلامية والجماهير على منتديات الأنترنت طبول الحرب، وتدق نواقيس الخطر لإعلان حالة طوارئ عامة، وكأن الأمر يتعلق بمباراة تنتهي بحياة الفائز وموت المنهزم، رغم أنها لا تعدو أن تكون مجرد مباراة كروية مدتها 90 دقيقة، بين منتخبين، سيمر المحظوظ أو بالأحرى الأفضل إلى كأس العالم. وفي جولة قادت “النهار” إلى الشارع الجزائري بخصوص ما يحدث جاءت الردود كثيرة، ولكنها أجمعت أن صب الزيت على النار لن يخدم أحدا، وقد يؤدي الى نتائج غير محسوبة، خاصة بالنسبة للمصريين الذين يبقون بحاجة الى التقليل من هذا الضغط خاصة أنهم سيبدأون اللقاء بنتيجة 2-0، ولذلك فهم مطالبون بدخول المباراة بأعصاب باردة..

محترفونا لا يشاهدون “النايل سات”

محمد، 26 سنة، سائق سيارة أكد أن التسخين الذي تقوم به بعض القنوات الإعلامية المصرية سيكون بمثابة السحر الذي سينقلب على الساحر، لأن محترفي المنتخب الجزائري لا يشاهدون قنوات “النايل سات”، ومن حسن الحظ يقول أنهم لم يشاهدوا ما جاء في قناة “دريم 2” مساء أول أمس من اتهامات واستفزازات للجزائر، ليضيف “حتى ولو شاهدوا ذلك فهم أوربيون من حيث التفكير، بدليل أن كل ما فعله لاعبو المنتخب الرواندي لم ينفع حتى في تلقيهم بطاقة صفراء واحدة”، ويرى من جهته “عادل.ف” 18 سنة، طالب، أن المصريين يركزون كثيرا على الحرب النفسية من أجل زعزعة ثقة لاعبي المنتخب على أساس إيمانهم أن الحرب خدعة، ما دعاهم   يقول   لاستعمال كل أنواع الأسلحة المتاحة أمامهم من أجل محاولة كسب معركتهم الصعبة، متمثلة في محاولة لتهيئة الأرضية بغية الوصول إلى نتيجة 3-0، وهو أمر يراه محدثنا بمثابة حلم، وعنه قال: “أرضية الميدان وحدها سترينا إن كان المنتخب المصري سيفوز فعلا بـ 5 و6 أهداف نظيفة، كما يقول بعض المصريين”.

“الفايس بوك” ساحة للحرب المعلنة

ومن جهته، فإن موقع “الفايس بوك” الشهر، صار يشهد حربا معلنة بين الجزائريين والمصريين، حيث يتنافس كل طرف من أجل فتح مجموعات تقلل من شأن الخصم وتثبط معنوياته قبل موقعة 14 نوفمبر، وقد تحولت الأمور إلى أكثر من خطيرة، من خلال تلاعب بعض المراهقين عن طريق “الفوتوشوب”، بصور لاعبي منتخبنا وحتى بعض المقدسات مثل العلم والنشيد الوطني، وهو ما رد عليه الجزائريون بشدة، عن طريق تفصيل صورة لعريسين وإلباسهما لكل من المدرب سعدان والمدرب شحاتة الذي صور في شكل عروس تستعد للدخول، وغيرها من الصور التي فيها تلاعب، وهو ما قال عنه “محمد أمين بوزوران” مختص في التلاعب بصور الأنترنت ومؤسس مجموعة تنادي بنصرة “الخضر” وهزيمة مصر، أنه لم يعبث بصورة المنتخب المصري، إلا بعد أن شاهد صورة فيها العلم المصري يرفرف على مقام الشهيد الجزائري تم التصرف فيها، مشيرا إلى أن ذلك دفعه للرد بقوة، وعن هذا الأمر قال: “صدقوني فالمصريون هم البادئون، نحن في المرتبة الأولى ولا نلتفت خلفنا لكن استفزازاتهم وصلت الى درجة لا يمكن لنا بعدها الصمت، خاصة لما يتعلق الأمر بالمساس بالثوابت الوطنية”.

المنتديات.. الوجه الآخر للتعصب الأعمى

أحد رواد منتديات الأنترنت وهو “محمد” 25 سنة، يرى أن ما يقوم به بعض المراهقين الصغار على شبكة الأنترنت في منتديات “كووورة” بمثابة دعوة صريحة للعنف، وتشجيع على خروج القطار عن سكته، مشيرا الى أن هذه التصرفات تأتي من فئة غير واعية، لا تفكر جيدا في ما قد يسفر عنه هذا الشحن، ولو أنه رأى أن الأمر لم يقتصر على المراهقين، فبعض الإعلاميين زلت أقدامهم في غياب صوت الضمير، وصاروا يرون أن إشعال نيران الحرب قد يأتي بأكله، حيث اعتبر “محمد” أن “عمرو أديب” كهل سنا، لكنه مراهق تفكيرا وسلوكا بدليل أنه وطينته هم من يشجعون الشباب على اللجوء إلى مثل هذه الأساليب، وعلى الموقع نفسه يدعو بعض مشجعي المنتخب الإعلام الجزائري لتفادي تصعيد الأمور وترك المصريين في خطئهم يعمهون، من خلال الحفاظ إن أمكن على سرية معلومات وأخبار المنتخب، مثلما دعا الى ذلك سمير زاهر رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم، حيث يرى “ناجي دي زاد” أن الصحافة الجزائرية مطالبة بالتعامل بحيلة وذكاء لأنه صارت إحدى الوسائل المتاحة أيضا بل وورقة رابحة في لقاء كهذا، ويبقى رأيه أن غياب القنوات التلفزية الجزائرية بمقابل وجود عدد هام من القنوات المصرية، أمر إيجابي ويساعد في التقليل من حجم الضغط على اللاعبين وتركهم لا يحسون بشيء الى غاية يوم المقابلة خاصة أنهم في فرقهم في أوروبا في الوقت الحالي عكس لاعبي منتخب مصر الذي يتعاملون دوما مع الإعلام ومع مناصري المنتخب بشكل متواصل، وهو ما عبر عنه أيضا “جزائري للأبد” الذي أكد أن المنتخب المصري يوجد في قلب الإعصار بحكم أنه عرضة لتعصب الإعلام الأعمى ومطالبته بفوز رهيب وصريح وصل أحيانا إلى 5-0 مثلما يقول البعض للأسف على قنوات التلفزيون.

رابط دائم : https://nhar.tv/QBHza
إعــــلانات
إعــــلانات