إعــــلانات

رحلة الشتاء والصيف من الجزائر إلى أنغولا

رحلة الشتاء والصيف من الجزائر إلى أنغولا

سيناريو معركة أم درمان يتكرر

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

… أنصار عايشوا موقعة القاهرة… عايشوا معركة أم درمان… ويعيشون اليوم معركة فريدة من نوعها… معركة جمعت محاربي الصحراء ضد الحكم كوفي كوجيا… نوع المعركة وخصوصياتها أعطت طابعا خاصا للأجواء قبل انطلاق المباراة وعقبها… ”النهار” عايشت أجواء نقل أنصار الخضر وكانت حاضرة بمطار هواري بومدين وبالتحديد في الجناح المخصص لنقل الحجيج في ساعات مبكرة من صبيحة اليوم الذي جرت فيه المقابلة… تابعوا الساعة كانت تشير إلى الرابعة صباحا من يوم الخميس… هدوء تام يخيم على الطريق المؤدي إلى المطار… كنت برفقة زميلي السائق ”جعفر”… راودتني شكوك حول كذبة وجود أكثر من ألف مناصر سيرافقون الخضر في معركتهم ”ضد الحكم كوفي كوجيا”… لكن سرعان ما زالت شكوكي بمجرد تقربنا من مركز مراقبة الشرطة لجوازات سفر المناصرين

 الكل يرتدي بدلات رياضيات تحمل ألوان الراية الوطنية وعلى رؤوسهم قبعات من الحجم الكبير بالألوان نفسها…والبعض منهم يحمل آلات موسيقية من الحجم الكبير مثل الطمبور…الدربوكة..الطار…أبواق ”ويهتف ”وان تو ثري فيفا لا لجيري…يا شحاتة يا حمار ستموت ستموت…”هتافات كسرت الهدوء رغم الظلام الدامس وبرودة الطقس ..ونحن في طريقنا لاجتياز مركز المراقبة..يقاطعنا شاب ذي العشرين ربيعا للاستفسار عن إمكانية التنقل مجانا إلى ملعب بانغيلا بأنغولا بحجة أن ثمن التذكرة باهضا..ثم يتراجع عن استفساره ويطالبنا بتقديم يد المساعدة…”تعيشوا عاونوا خوكم زوالي..والله غير جاني البيي غالي…ومانروح منا حتى نسوقر فيها بيي كاين ربي يعاوني”…اجتزنا مركز المراقبة بعد إظهار ”أمر بمهمة خاص بتغطية المباراة الجزائر ضد الحكم البنيني” لنتفاجأ بالكم الهائل داخل القاعة الشرفية وسط ايقاعات مدوية لـ ”الطمبور وساكسو” ووسط هتافات ”وان  تو ثري فيفا لالجيري”…”بوتفليقة… بوتفليقة أولي أولي مونديالي” ”إنشاء الله ياربي إنشاء الله ياربي لالجيري كاليفي”…تقربنا من البعض منهم لمعرفة موعد وصولهم إلى أرضية المطار لنتفاجأ بتصريحات المئات منهم بأنهم قضوا ليلة بيضاء من أجل عدم تفويت موعد إقلاع الطائرة…منهم من قدم مشيا على الأقدام ومنهم من استقل سيارة لبعد المسافة”..لأن الهدف واحد والمعركة واحدة ووحيدة ”قطع الجزائر تأشيرة التأهل إلى الدور النهائي لكان2010 على حساب كوفي كوجيا”…

شباب يفتقدون تذكرة السفر ويهتفون ”أولي أولا بوتفليقة أدينا لأنغولا

امتلأت القاعة الشرفية للجناح المخصص للحجيج عن آخرها…شباب، شابات، شيوخ، أطفال كاملي القوى البدنية، معاقين حركيا وحتى المكفوفين أبوا إلا وأن يقفوا إلى جانب رفقاء ”عنتر يحي” البطل الذي قهر الفراعنة وحرمهم من طعم مونديال2010، في معركة ثالثة من نوعها تجمع هؤلاء بآل فرعون…الساعة تشير إلى حدود الساعة السادسة صباحا…قدم الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية الجميع يلتف حوله…يشكون غلاء تسعيرة التذكرة…ويهتفون..”6 ملاين 6ملاين الزوالي ماعندوش”، إلى هنا يبدو الأمر عاديا، لكن غير العادي هو الخرجة غير المتوقعة لأحد الشباب يحمل فقط جواز السفر والدفتر الدولي للتلقيح دون ”فيزا ولا بيي” حين شرع في الصراخ بصوت عال ”راني لقيت كواغط بوعبد الله، دوك نيقوسيي معاه..لوكان مايخلينيش نروح باطل والله مايدي حاجة من عندي”، هذا التصريح أدى بالكثير من المناصرين ممن يعانون الأمر نفسه إلى الانضمام في صفوف الشاب لحل مشكلتهم..لكن نقطة القوة التي كانت يدعون بها سرعان ما تضعف بتدخل أعوان الأمن وتجريد الشاب من الوثائق التي زعم بأنها تعود إلى مدير الجوية الجزائرية…وبالتالي افتقاد وسيلة التفاوض من أجل التنقل إلى بانغيلا…هم كثيرين ممن يحوزون على جواز السفر ودفتر التلقيح الدولي اقتحموا القاعة الشرفية للجناح المخصص للمناصرين يفتقدون أهم وثيقة من أجل التنقل جوا ”التذكرة”..اغتنموا فرصة قدوم وحيد بوعبد الله للالتفاف حوله ومناشدته من أجل السماح لهم بركوب الطائرة…لكن انشغالات المسؤول المستعجلة للاطمئنان على الظروف الخاصة بسلامة المسافرين وتأمين الرحلات حالت دون التوصل إلى نتيجة… هؤلاء ”المغامرين” لم يعد باستطاعتهم تحمل الوضع بدؤوا يهتفون ”ماناش رايحين اليوم حتى يفريهانا بوتفليقة”…”أولي أولا بوتفليقة أدينا لأنغولا”…

بهو الطائرة يتحول إلى ملعب كاطمبلا قبل انطلاق المباراة…!

 الإعلان عن موعد إقلاع الرحلة الثانية من مطار هواري بومدين إلى مطار بانغيلا العسكري كان في حدود الساعة الثامنة صباحا إلا ربع…رحلة جمعت طاقم النهار” بمناصري الخضر على متن طائرة من طراز ”آيربوس330” تتسع لـ250 مناصرا…لا ركوب للحافلة المخصصة بنقل المسافرين إلى غاية مكان تواجد الطائرة إلا بعد استلام الراية الوطنية واستلام قارورة ماء معدني وبتأكيد كل من مدير عام الحماية المدنية، العقيد مصطفى لهبيري…شرطة المطار، مسؤولي الجوية، الكل يهتف ”روحوا إنشاء الله نتاكليفاو…روحوا بالسلامة إنشاء اله بجيبو لاكوب في يدينا وانجو”…مضيفو الطائرة مصطفون الواحد تلو الآخر على السلم…مبتسمون ويرددون ”وان تو ثري…فيفا لا لجيري”…”كل مناصر اختار المكان المناسب رفقة زملائه لتحويل الطائرة إلى ملعب كاطمبلا البانغيلي قبل انطلاق موعد المباراة…وفعلا كسر هؤلاء الهدوء الذي كان يطبع الرحلة قبل انطلاقها…”حضرات المسافرين مرحبا بكم في الرحلة الممتدة من مطار هواري بومدين إلى غاية مطار بانغيلا العسكري…حضرات المسافرين نعلمكم أن الرحلة تستغرق سبع ساعات كاملة… لسلامتكم وأمنكم أربطوا أحزمتكم وأغلقوا هواتفكم النقالة…وان تو ثري فيفا لالجيري” ترحيب مضيفي الجوية بركاب الطائرة انتهى…لتنطلق هتافات الـ250 مناصرا…”وان تو ثري لالجيري”، الله أكبر شحاتة مات الجزاير تكاليفات”، فسما بالنازلات الماحقات مع روراوة وسعدان حتى للممات”…”شعارات تعبر عن وجود ثقة متزايدة من قبل هؤلاء في رفقاء ”حليش وعنتر يحي”….ثقة من أجل رد الاعتبار على من تجرأ وشتم أبناء المليون ونصف المليون شهيد…إنها رحلة مميزة وأكثر ما يميزها هو سيطرة العلم التونسي إلى جانب الجزائري  على أجواء الرحلة المتعبة والممتعة في آن واحد…سيطرة العلم التونسي لم يكن من العدم وإنما كان نتيجة تواجد أشقائنا التونسيين لمساندة الخضر في معركتهم ضد ”آل فرعون” لا لشيء سوى انتقاما لمن شكك في عروبة المغاربة ووصفهم بالبربر…”عمر عبدو” مواطن تونسي مقيم بالجزائر منذ ثماني سنوات…استثمر بها واختار واحدة من بنات عنابة لتكون شريكة حياته…أنجب منها بنين وبنات وكان آخر عنقود العائلة مولود ولد من 15 يوما…ناصر الخضر وحمل الراية الوطنية في معركتهم ضد آل فرعون في استاد القاهرة، كما ناصرهم في معركتهم بأم درمان، واليوم في المعركة التي تجمع الخضر ضد الحكم ”كوفي كوجيا”..عمر عبدو، يناشد اليوم السلطات العليا من أجل حصوله على الجنسية الجزائرية…قبل وصول ندائه إلى السلطات كان عبد قد تلقى إجابة فورية من قبل مناصري الخضر ممن شرعوا في مناصرته ”إنشاء الله مربوحة قالوها التوانسة..إنشاء الله مربوحة قالها عمر”…المعركة هذه يقول عنها الشقيق التونسي رفقة آخرين من الجنسية نفسها بأنها وحدت صفوف المغاربة وأبعدت من شتمهم ومن تقلد وسام العار ”الفراعنة” وباع القضية الفلسطينية بالدولار…حان موعد تناول وجبة الغذاء…الجميع يلتزم الصمت ليخلدون بعد ذلك إلى الراحة…ساعتان قبل انتهاء الرحلة…تعود الحركية بأكثر حيوية لأن موعد المباراة بدأ يقترب…رقصات أضحكت الجميع لأنها نابعة عن مناصر شبيه بالحارس ”فوزي شاوشي”… أغاني رياضية مهداة من قبل طاقم الطائرة…للتضاعف الحركية أكثر بعد تجول الممثل الفكاهي ”لخضر بوخرس”.وشروعه في التنكيت…الثالثة إلا ربع تحط بنا الطائرة في مطار بانغيلا العسكري ”الجميع ”أولي أولا ورانا في أنغولا”…

 

رحلة سياحية مجانا لأنصار الخضر تناولوا خلالها مشروبات كحولية للثأر من المصاروة

 الحرارة كانت درجتها المئوية الـ,,39.حرارة لا تطاق داخل الطائرة تحملها مناصري الخضر لمدة 45 دقيقة لأن مسؤولي المطار تأخروا في جلب السلم للنزول…هنا تبدأ معاناة محبي رفقاء ”عنتر يحي”…كل من نزل و شرع في اتخاذ صور…تعرض لمحاولة جرد آلة تصويره من قبل القوات الجوية البانغيلية…مناوشات كلامية حادة باللهجة العامية الجزائرية وأخرى بالبرتغالية…تم التخلص منها ”برحمة ربي”…سيطرة كلية لطائرات الجوية الجزائرية على أرضية المطار العسكري وكأنك في حظيرة الشريك الجزائري…كما أن مساحات المطار أصبحت مزينة بألوان الراية الوطنية التي طغت على الراية الانغولية وكأنك في مناسبة تاريخية بالجزائر…الكل صعد الحافلات التي كان يقودها سائقين أنغوليين…”وان تو ثري فيفا لالجيري تدوي الشوارع الممتدة من المطار العسكري إلى غاية بانغيلا مكان تواجد ملعب ”كاطمبلا”…حتى الأنغوليين رددوا معنا هذه الشعارات وهم يحملون الراية الوطنية…بعد قرابة عشر كيلومترات…توقفت بنا الحافلات التسع التي خصت بتظويق  أمني من قبل دراجي الأمن وحتى أمني جوي في منطقة سياحية لانراها إلا في الأحلام…بحر تحيط بها غابة بها شجيرات الموز والنخيل و”حانات مشيدة بالنباتات…جمال المنطقة لا يقاوم… عشرات المناصرين دون شعور خلعوا ملابسهم وسبحوا…التقطوا صور…تحت أشعة شمس براقة…مؤمني الرحلة أعلنوا عن انتهاء الجولة السياحية…لكن دون آذان صاغية… مناصر واحدا دخل أحد الحانات واقتنى مشروبات كحولية…ليتفاجأ بثمنها الرخيص ويسرع في إخطار زملائه بالخبر ”يالخاوة 20 دولار جيبلك 12 قرعة شراب…الشراب ياو الشراب هنا كي شغل حمود بوعلام فالدزاير …كل من صعد الحافلة غادرها من أجل اقتناء كميات متزايدة من المشروبات الكحولية…”توافد الجزائريين بالجملة على الحانات أخر موعد مواصلة الرحلة السياحية…الساعة كانت تشير إلى حدود الساعة السادسة تماما…مناصري الخضر ممن تناولوا جرعات كحولية تسلقوا سقف الحافلة…وصرخوا ”اليوم نقلبوها على المصاروة…اليوم لافينال ياشحاتة”… وهتفوا ”انشاء الله ياربي اشناء الله ياربي لالجيري كاليفي”…” أولي أولي بوتفليقة مونديالي”…هذه الهتافات لفتت انتباه الأنغوليين ممن سارعوا في مشاركة الأنصار فرحتهم بالتأهل إلى الدور نصف النهائي”…تعصب المناصرين أدخلهم في مناوشات كلامية كادت أن تصل إلى مشادات بينهم وبين سائقي الحافلة بسبب استعمالهم سرعة فائقة في السير…الوضع استمر لأكثر من نصف ساعة لتعود أجواء الفرحة من جديد بعد مشاهدة سوق للنساء قبل الوصول إلى الملعب حيث علق الجميع ”يالخاوة هاوليك المارشي تع ساحة الشهداء”…وعلقوا مرة أخرى عندما شاهدوا أحد الوديان يقطعه جسرا على أنه ”واد الحراش”… 

مشادات كلامية حادة ”باللهجة العامية” بين المناصرين وقوات الأمن الأنغولية

 الساعة كانت تشير إلى السابعة إلا عشرين دقيقة عندما وصلنا ملعب كاطمبلا…حراسة أمنية مشددة على أنصار الخضر من قبل قوات مكافحة الشغب…الأمر إلى هنا يبدو عاديا لكن غير العادي هو مشاهدتنا لأعوان أمن على متن أحصنة مزودة بواقيات…إلى جانب مشاهدتنا لمتوسلين بانغليين بالجملة…يستحيل على أي شخص أجنبي المشي لوحده في مكان كهذا…هجوم مضاد من أجل سرقة المؤونة التي كانت بحوزة الجزائريين…رغم ذلك إلا أن كرم الجزائريين زادهم حبا وعشقا واحتراما من قبل البانغليين….حاولنا الدخول منصات الملعب لكن حراسه منعونا…لا لشيء سوى لأننا لا نملك تذاكر الدخول…هذا الوضع أدخل مناصري الخضر ممن سيطروا على الشارع البانغيلي في مناوشات كلامية حادة باللهجة العامية مع قوات الأمن الأنغولية…لأن قرار المنع لم يكن منتظرا من قبل المناصرين ممن دفعوا أكثر من 10 ملايين من أجل مشاهدة المباراة عن قرب…تقاعس الأمن الأنغولي بالجزائريين كاد أن يؤدي إلى انزلاق الوضع…لولا تدخل بعض العقلاء من المناصرين  بينهم ”النهار” التي شرحت بعض الأمور التي كان يكتسيها الغموض لمسؤولي الأمن الأنغولي…استمر الوضع على حاله لأزيد من ساعة كاملة…مما ضاعف تذمر واستياء الجزائريين الذي سلطوا جم غضبهم على السلطات الجزائرية…دقة الساعة الثامنة مساء…خضعنا لتفتيشين اثنين واحد يدوي والآخر عبر السكانير..الأمن الأنغولي كسر العصي التي كانت تحمل الراية الوطنية تفاديا لأية مشادات بين الجزائريين والمصريين…دخلنا منصات الملعب لنتفاجأ بوجود جزائري من أدرار أسمر البشرة مستثمر بلواندا منذ عامين يبيع مشروبات غازية…منح العديد منها مجانا لأبناء وطنه وشرع يهاتف ”وان تو ثري فيفا لالجيري”… 

ليلة في العراء لمناصري الخضر والسلطات الأنغولية تتفرج

 العاشرة ليلا و20 دقيقة…أعلن الحكم ”المبيوع” نهاية المقابلة…لا استياء ولا تدمر لدى المناصرين…الكل غادر منصات الملعب تحت شعارات ”وان تو ثري فيفا لا لجيري” ”مونديالي مونديالي”…البعض منهم اغتنم فرصة تواجد الفتيات الأنغوليات وشرع في مغازلتهن ”يالشابة أعطيني النوميرو…الشابة هدا شعر ولا بيروكة…أيا ندوكم للدزاير”…تهور بعض الشباب ”البابيش” وعدم تحملهم لمشاهدة فتيات شبه عاريات أدى إلى معانقتهن والتقاط صور معهن… نصف ساعة تمر على انتهاء المقابلة بين الجزائر وكوفي كوجيا استقلينا الحافلات باتجاه المطار العسكري وكأن الجزائر تأهلت إلى الدور النهائي. بالنظر إلى هتافاتهم ”مونديالي مونديالي تذكيرا منهم للمصريين بالهزيمة النكراء لآل فرعون التي منوا بها في معركة أم درمان…وصلنا إلى المطار…هنا بدأت معاناة المناصرين…لأن المؤونة التي منحتها الجوية الجزائرية نفذت…لا استقبال جيد…لا ترحيب من قبل الأمن الأنغولي..تمت مناداتنا من أجل استرجاع جوازات السفر التي جردت منا فور هبوطنا بأرضية المطار… بعد ذلك الكل افترش الأرض وخلد إلى النوم… هدوء تام يخيم على الأجواء كسره شخير المئات من المناصرين وزقزقة العصافير… درجة رطوبة لا تطاق جعلت العديد منهم يستفيق ويخلع ملابسه من أجل ”الاستحمام في الهواء الطلق…!”…استمر الوضع على حاله إلى غاية الساعة الثامنة و20 دقيقة من صبيحة الجمعة…الجميع يتفاجأ باقتحام أعوان الجوية التي حاصرت المطار…على خلفية أعمال الشغب التي طالت هذا الأخير من قبل المناصرين ممن كسروا الثلاجات من أجل سرقة المشروبات الغازية والمياه المعدنية التي كانت بداخلها بسبب العطش وحرارة الطقس…الأمن الأنغولي منع طاقم الطائرات الأربع للجوية الجزائرية من الدخول…هذا الوضع أثار استياء هؤلاء واستياء المناصرين بسبب التعب الذي أرهقهم لمبيتهم في العراء…الوضعية هذه، زادت حدة عندما رفضت الجوية الأنغولية تزويد الطائرات بمادة الكير وزان وطالبت الجزائر بالدفع الفوري للمادة مقابل إقلاع الطائرات…الأساليب الدنيئة المنتهجة من قبل السلطات الأنغولية أدت إلى تدخل السفير الجزائري المعتمد هناك حيث دخل في مفاوضات أسفرت عن نتائج ايجابية ومكنت مناصري الخضر من العودة إلى موطنهم وموطن أشبال شيخ المدربين، رابح سعدان، تعب المناصرين بلغ ذروته عندما أبلغ مضيفي الجوية الجزائرية بخبر غياب الوجبات لأسباب مجهولة …وإلى المونديال انشاء الله.  

أقراص مضادة للملاريا التي منحتها وزارة الصحة لمناصري الخضر.. مواد قاتلة منتهية الصلاحية!

منحت العديد من المراكز الصحية ممن جندت لإخضاع مناصري محاربو الصحراء، للتلقيح الدولي ضد الحمى الصفراء، أقراص مضادة لداء ”الملاريا” منتهية الصلاحية، وحسبما تشير إليه علب الأدوية التي تحصلت ”النهار” على العديد منها إلى نهاية جانفي 2010، هو تاريخ نهاية صلاحيتها، والأغرب من ذلك فإن العديد من المناصرين ممن تقربوا منا ونحن على متن رحلة العودة من مطار بانغيلا إلى أرض الوطن، قد تلقوا نصائح من قبل الطاقم الطبي تفيد بالاستمرار في تناول الأقراص على مدار شهرا كاملا. حيث أشارت مصادر طبية، بأن الأقراص المنتهية الصلاحية تؤدي إلى وفاة المصابين بالحساسية وبالقرحة المعدية. 

رابط دائم : https://nhar.tv/1Wn81
إعــــلانات
إعــــلانات