روائح غريبة في بيتي والسبب سجائر ابنتي!
من المغرب حتى مطلع الفجر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأله أن يتقبل منكم الصيام والقيام وسائر الأعمال في هذا الشهر الفضيل..
إخواني القرّاء وأبنائي، أعترف أمام الملإ أنني امرأة فاشلة على جميع المستويات، لم أستطع النجاح في مهمتي كزوجة فحدث الانفصال، ولم أستطع القيام بدوري كأم في رعاية وتربية ابنتي الوحيدة، والنتيجة ما آل إليه مصيرها.
علما أنني استطعت ضمن كل هذه التجارب الفاشلة أن أفتك نجاحا واحدا لا شريك له، وهو التألق في عملي وتميزي، مما جعلني أحظى بمكانة مرموقة، زد على ذلك، أقيم في مسكن وظيفي، وهذا ما هوّن عليّ عناء البحث عن كراء شقة أو الإقامة مع أهلي بعدما تمّ الانفصال.
ابنتي طالبة جامعية في الخامسة والعشرين من العمر، من المفروض أنها أنهت الدراسة ونالت الشهادة، لكن العكس ما حدث ويحدث، لأنها لم تفلح وكثيرا ما يكون الفشل حليفها، ليس ذلك فحسب، فقد أدمنت التدخين منذ كانت في الثانوية، فلم أستطع التصدي لها، خشية أن أعنفها فتهرب إلى مكان مجهول، لذا تقبلت الأمر واكتفيت بنصحها، لأنني لا أملك حيلة غير ذلك.
ما يحدث هذه الأيام من الشهر الفضيل وعلى غير العادة، أن رائحة السجائر التي تتعاطاها غير مألوفة، روائح غريبة تنتشر في بيتي مباشرة بعد الإفطار، فهي لا تنقطع عن التدخين حتى وقت السحور، مما جعلني أشك في الأمر وأخشى أن تكون سيجارة من نوع خاص، أقصد تلك التي يكيّف بها المزاج، أو ما يطلقون عليه من تسميات مختلفة، لقد سألتها وكانت إجابتها أن الأمر عادي، ورفضت التحدث إليّ.
إخواني القرّاء، أخشى أن تكون ابنتي حقا قد دخلت عالم الإدمان من بابه الواسع، لقد فكرت في الاتصال بوالدها لإطلاعه على الأمر، لكنه لن يسدي لي معروف التدخل ولن أسمع منه إلا عبارات الشتم والذم كما كان يفعل دائما، بل سيحمّلني المسؤولية.. أرجوكم أشيروا عليّ فأنا في أمس الحاجة إلى ذلك.
