روستنبورغ… مرحبا بكم في ذراع ميزان جنوب إفريقيا!

أنصار “الخضر” بصوت واحد: “نريد التتويج بالكان“
لم نكن نتخيل أبدا قبل انطلاق رحلتنا إلى جنوب إفريقيا ثم روستنبورغ، أن نجد جزائريا خلال المدة التي سنقضيها في بلاد مانديلا، غير أن مفاجأتنا كانت كبيرة، بداية بلقاء عائلتين جزائريتين في مطار جوهانسبورغ، ثم خلال تواجدنا في مدينة روستنبورغ التقينا صدفة بجزائري اسمه سفيان، يملك مع شقيقه كريم وجزائري آخر اسمه أحمد، متاجر في مدينة روستنبورغ، لنكتشف بعها عددا كبيرا من الجالية الجزائرية في روستنبورغ وجنوب إفريقيا تقيم هناك منذ سنوات، ويوجد منها أكثر من 120 جزائري في روستنبورغ وحدها ينشطون جميعا في التجارة وإدارة بعض الأعمال الخاصة بهم ويتعاملون مع الجميع في المدينة، سواء البيض أو السود، كما يحظون باحترام الجميع. فيما يتواجد في مدينة جوهانسبورغ أكثر من ألفي جزائري وأكثر في مدينة بريتوريا التي تعرف تواجدا كبيرا للجزائريين الذين فرضوا تواجدهم في المدينة بفضل اجتهادهم وانشغالهم بالعمل، حيث أبدى أبناء الجزائر سعادتهم الكبيرة بتواجدنا كجزائريين إضافيين معهم في المدينة وأكدوا لنا أنهم ينتظرون انطلاق نهائيات “الكان” بشغف كبير ويريدون رؤية الجزائر تتوج بلقبها القاري الثاني هنا في جنوب إفريقيا. كما أكدوا أيضا أن عددا هائلا من الجزائريين والجنوب افريقيين سيكونون مع “الخضر” عند انطلاق المنافسة لتواجد ما يقارب 5 آلاف جزائري في بلاد البافانا بافانا.
روستنبورغ… ذراع الميزان جنوب إفريقيا
تلقب مدينة روستبورغ لدى الجالية الجزائرية في جنوب افريقيا بذراع الميزان، نسبة إلى مدينة ذراع الميزان المتواجدة في ولاية تيزي وزو، كما يلقبها المغاربة ببلاد “الشلوح” كونها تضم عددا كبيرا من الجزائريين المنحدرين من هذه المنطقة، غير أننا اكتشفنا فيها جزائريين آخرين من كل أنحاء البلاد، يمكنك أن ترى فيها جود الجزائري وكرمه وتعيش فيها أياما لا تختلف كثيرا عن العيش في إحدى المدن الجزائرية، فكل شيء تحت الخدمة ويعيش الجزائرييون متظامنين بينهم ومتحدين رغم المشاغل الكثيرة، فمعظمهم يملكون محلات لبييع الأكل أو التجارة أو الطبخ والحلاقة، ويؤكد الجميع أنهم وجدوا ما كانوا يبحثون عنه في المدينة خاصة وأنهم غير معنيين بمسألة العنصرية بسبب علاقتهم المميزة والجيدة سواء مع السود أو البيض في المنطقة، ووجدوا الأمان فيها.
هكذا وصل الجزائريون إلى روستنبورغ… البداية كانت في 1998 والعدد يزداد يوميا
هذا وكشف لنا محمد، وهو كهل في الأربعينيات من العمر، أن حكاية الجزائريين مع مدينة روسستنبورغ ليست وليدة اليوم، فقد كانت بدايتها في سنوات التسعينات أين غادر عدد كبير من الجزائريين البلاد بسبب العشرية السوداء وعدم وجود مناصب عمل لإعالة عائلاتهم، ليحط ثلاث شباب من منطقة دراع الميزان رحالهم في مدينة “جوهانسبورغ” قادمين من الجزائر عبر أوروبا سنة 1994، حيث عمل فريد دحماني وبعوش الطاهر وسليمان لعرباوي في المدينة ثم حاولوا التوغل أكثر داخل البلاد، بعدما اكتشفوا ازدهار التجارة في مدينة روستنبورغ، أين اسستقر بهم المقام فيها منذ سنة 1998، حيث أمضى هذا الثلاثي حياتهم في التجارة هناك منذ 16 سنة ولم يبق سوى “عمي سليمان” والجزائريون الآخرون الذين ازداد عددهم بشكل ملحوظ جمعهم القدر في بلاد مونديلا، أين أصبح لهم أولاد أصغرهم “حامل الهادي” ذو الثلاثة أسابيع، رمضاني زكريا صاحب 14 شهرا ويسري عمروز ذات ثلاث سنوات.
سفيان: “نعيش في أمان.. الأسلحة أمر طبيعي والقتل دون رحمة في مناطق السود“
بداية لقاءاتنا بالجزائريين كانت مع سفيان في محل مجاور للطريق المؤدي إلى ملعب بافوكينيغ، فبعدما كنا قد زرنا وسط المدينة في الليلة السابقة واكتشفنا وجود الأسلحة بشكل عادي فيها لكل الناس، لكنها لا تستعمل إلا نادرا حسب سفيان الذي قال إن السلاح عادي والجزائريون يعيشون بأمان في المدينة، كما كشف صديقه سمير أن سعر المسدس يقارب 2 مليون سنتيم بالعملة الجزائرية، ولكن لا شيء مخيف في مناطق تواجد الجزائريين، فالجريمة موجودة في مناطق السود والمناطق البعيدة عن المراقبة.
اسماعيل عمروز الملقب بـ“المير“: “روستنبورغ آمنة وننتظر التتويج بالكأس“
بلهجة قبائلية ممزوجة بالانجليزية، يتحتدث اسماعيل عمروز الذي يملك محلا تجاريا في وسط المدينة، ويعشق فريق شبيبة القبائل ويتابع أخباره وأخبار المنتخب الوطني دائما، أكد أن الشبيبة ليست في أحسن أحوالها هذا الموسم متمنيا عودتها القوية إلى المنافسة في البطولات المحلية والقارية، كما قال إن الجزء الذي يعيش فيه الجزائريون في المنطقة آمن جدا، مؤكدا أن كل ما يشغله حاليا هو المنتخب الوطني الذي حل بالمدينة قبل يومين، مؤكدا أن هذا المنتخب قادر على إفراح الجالية الجزائرية هنا وكل الجزائريين في جميع أنحاء المعمورة من خلال التتويج بالكأس القارية.
لوني رابح: “لن نرضى إلا بكأس إفريقيا“
من جهته أبدى لوني رابح الذي يمتهن التجارة هو الآخر، عن سعادته الكبيرة بلعب المنتخب الوطني في مدينة رستمبورغ، وأكد أن المنتخب الوطني بإمكانه أن يحقق الكأس في ظل توفره على لاعبين من الطراز العالمي، وبالتالي فإنهم لن يرضوا سوى بكأس إفريقيا.
سمير بوسعيد: “كل سكان روستنبورغ سيشجعون الجزائر“
أما الشاب سمير بوسعيد، فقد أكد أن كل سكان روستنبورغ سيشجعون المنتخب الجزائري في مباريات المجموعة الرابعة وسيجد اللاعبون كل الترحاب والتشجيع من طرف سكان المدينة من أجل التالق في “الكان“.
رشيد بلعيدي (طباخ): المنتخب والصحافيون أنسونا الغربة في انتظار الأنصار“
رشيد بلعيدي الذي يشتغل كطباخ في أحد المطابخ، أبدى سعادة كبيرة بتواجد المنتخب الجزائري في مدينتهم، وأكد أنه خفّف عنهم العزلة والوحدة والغربة بالإضافة إلى قدوم الصحافيين الجزائريين أيضا، في انتظار وصول مزيد من الأنصار مع اقتراب “الكان“.
جمال (حلاق): “عملت مدرسا للرياضة في الجزائر وسنكون وراء المنتخب لآخر دقيقة“
أما جمال الذي أتى من البويرة ويشتغل كحلاق في المدينة، فقد أكد أنه كان يشتغل كمدرس للرياضة في الجزائر، قبل أن يقرر الانتقال للعيش في جنوب افريقيا، وهذا ما يبرز ميولاته الرياضية، والتي ستجعل منه المناصر الأول للمنتخب الوطني في روستنبورغ.
الجزائرون يؤكّدون: “لن نرضى سوى بالتتويج بكأس أمم إفريقيا“
إلى ذلك، أجمع مصطفى، حكيم، مالك رمضاني أحمد وبقية الجزائريين في المدينة على ضرورة فوز المنتخب الوطني بالكأس، وأكدوا أنهم لن يرضوا بغير رفع العلم الوطني عاليا في البطولة الإفريقية، كما وعدوا بأجواء مميزة في “الكان“.