إعــــلانات

زرهوني يخرج عن صمته.. ويرد على آل فرعون

زرهوني يخرج عن صمته.. ويرد على  آل فرعون

عندما تلقينا في مكاتب التحرير دعوة

 لتغطية فعاليات الحفل الرسمي الذي نظمته وزارة الداخلية وأشرف عليه الوزير نور الدين زرهوني شخصيا، على شرف أعضاء الوفد الذي كلف في رحلته إلى السودان بضمان التنسيق الأمني وعمليات الإسعاف والتكفل بالمناصرين الجزائريين، وهو الوفد المُشكّل من أعوان وضباط سلكي الشرطة والحماية المدنية، ساد الانطباع لدينا بأن هذه المبادرة تحمل في حد ذاتها ردا على حملة السلطات المصرية وإعلامها الرسمي وغير الرسمي الموجه من طرفها. لكن ما قاله الوزير زرهوني في كلمته التي ألقاها في الحفل، حوّل ذلك الانطباع إلى حقائق، وجعل من مجرد تكهنات إعلامية ردا حقيقيا ورسميا للجزائر على السلطات المصرية .ما قاله زرهوني، أمس، عندما كشف عن أن وزارة الخارجية الجزائرية طلبت من نظيرتها المصرية تعاونا بين البلدين قبل المباراة التي جرت في ملعب القاهرة، في إطار مخطط عمل للتنسيق بين مصالح البلدين لتفادي انزلاقات محتملة، وأن السلطات المصرية رفضت المقترح الجزائري، كان بمثابة تحميل مباشر للسلطات المصرية مسؤولية ما جرى في القاهرة من اعتداءات بالجملة راح ضحيتها لاعبي المنتخب الوطني ومناصريه، كما كان بمثابة اتهام لسلطات القاهرة أمام الهيئات والمنظمات الدولية بالتقاعس والتماطل في عمل ما من شأنه أن يحفظ ويصون سلامة رعايا جزائريين، أنصارا ولاعبين. وعندما يتحدث الوزير زرهوني، وليس وزير آخر، عن موضوع الأزمة المفتعلة مع مصر من طرف نظام حسني مبارك، ويرد على الحملة المسعودة التي تستهدف الجزائر، بكشف حقائق ومعطيات ظلت خفية على مدار أيام، فإن ذلك معناه أن الجزائر قررت التعاطي مع الحملة المصرية من زاوية رد الصاع صاعين، لكن بطريقة لبقة لا تخسر فيها شيئا ولا تكون بمثابة صب الزيت على النار .كما يكشف التزامن بين خروج زرهوني عن صمته وبين تصاعد الحملة المصرية وانتقالها إلى أحاديث وخطابات المسؤولين الرسميين في مصر، وجود تذمر رسمي في الجزائر، عقب المسرحية المصرية، خصوصا وأن الرئيس المصري حسني مبارك تطرق في خطاب أول أمس إلى الموضوع وحاول فيه تحذير الجزائر بشكل غير مباشر، ودون أن يسميها بالاسم .وكانت مضامين فقرات أخرى من كلمة زرهوني وبالتحديد عندما تحدث عن العلاقات الثنائية المبنية على الأخوة، وعدم تأثرها بنتيجة مباراة في كرة القدم، بمثابة ورود لجس النبض، حيث يعتقد مراقبون أن تكون الجزائر قد وجهت بشكل مشفر لا يفهمه إلا الجانب المصري، رسالة إلى حسني مبارك، تطالبه بوقف الحملة ضد الجزائر فورا، وهو ما يجعل السلطات المصرية محصورة في الزاوية، لكون أي استمرار في الحملة العدائية المصرية معناه التعنت والإصرار على الموقف وبالتالي تحمل التبعات والنتائج، وهو ما يمكن أن نستشفه من خلال قول زرهوني الذي يتقن تمرير الرسائل المبطنة، أن ما حدث كان بمثابة ”عبرة لمن يعتبر”.

رابط دائم : https://nhar.tv/k33A8
إعــــلانات
إعــــلانات