زهراء مرشحة افتراضية تتحدى “المهرجين” الحاكمين في إيران

العديد من النساء الإيرانيات أردن خوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 14 جوان القادم، لكن آمالهن خابت بعد قرار السلطات الاسبوع الماضي بأن لايمكن لامراة تولي السلطة في هذا البلد المحافظ. وحدها زهراء (52 سنة) تحدت هذا الحظر وأعلنت خوضها السباق الرئاسي من أجل محاربة “الخداع والنفاق” لدى رجال الدين الحاكمين الذين تصفهم بالـ”مهرجين“.“اسمي زهراء وأسعى للحصول على صوتكم. أقف أمامكم اليوم كمرشحة افتراضية”، تعلن المرشحة على الموقع الالكتروني لحماتها الانتخابية. زهراء هي في الواقع شخصية متخيلة، بطلة قصة مصورة نشرت في 2009 عن أحداث العنف التي شهدتها إيران غداة إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. فعندما أعلن فوز نجاد، طعنت المعارضة في النتيجة وخرج أنصارها في تظاهرات تحولت الى مواجهات عنيفة مع القوات الامن قتل خلالها العشرات. هذه الأحداث، التي أطلق عليها “الحركة الخضراء”، كانت أسوأ اضطرابات في البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979. قصة زهراء مستوحاة من أحداث حقيقية. فهي تمثل أمّا إيرانية فقدت ابنها مهدي في أحداث 2009. تصورها القصة خلال عملية البحث عن مهدي، إلى أن تجده مقتولا. وعنوان القصة المصورة، “جنة زهراء”، مأخوذ عن اسم مقبرة دفن فيها بشكل جماعي العديد من ضحايا الاحتجاجات. انطلقت قصة “جنة زهراء” على الإنترنت بعد بضعة أشهر من بدء الاحتجاجات، وصدر منها كتاب بعد سنتين. كتبها أمير سلطاني، معارض إيراني مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، ورسم لوحاتها فنان عربي يدعى خليل، يمتنع عن ذكر اسمه الكامل. حكاية زهراء لم تنته بعد. فأمير وخليل قررا ترشيح بطلتهما للانتخابات الرئاسية، لتتحدى أسماء كبيرة في المؤسسة الدينية الحاكمة. بترشيح زهراء الرمزي للسباق الرئاسي، يسعى أمير إلى لفت انتباه العالم حول وجه أقل عنفا وأكثر انفتاحا لإيران، الدولة الإسلامية صاحبة المشروع النووي الذي يؤلاق الولايات المتحدة و المجتمع الدولي.“أدركت أن لدي المزيد لأقوله. ثمة إيران أخرى، كانت دوما موجودة ولا يراها الناس”، يقول أمير لفرانس 24 عبر الهاتف من كاليفورنيا. ويزيد: “إنها إيران التي ليس فيها عنف، والتي تشغل نساؤها حيزا في الحياة والثقافة. لقد رأينا هذا قليلا خلال أحداث عام 2009“.وانطلقت حملة زهراء الانتخابية على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. “نحن اليوم محكومون من قبل مهرجين. لقد شيدوا سيركا فوق جثة إيراننا”، تقول زهراء في خطاب اعلان ترشيحها . وتضيف: “التصويت لزهراء يعني التصويت لإيران نقول فيها لا للمهرجين، لا للإعدامات، لا للخوف ولا للكذب“.الحملة الانتخابية الافتراضية تستهدف الشعب الإيراني ولكن أيضا الرأي العام العالمي، كما يقول أمير. وعلى صفحة زهراء في فيس بوك، تظهر صور العديد من أنصار زهراء عبر العالم مرفوقة بعبارة “لدي الحق في انتخابات حرة وعادلة” بالإنكليزية والفارسية.