إعــــلانات

زواجي منه حطـّم كـل أحلامي وألغى كـل آمالي

زواجي منه حطـّم كـل أحلامي وألغى كـل آمالي

لا يمكن للمرء أن يتصوّر نفسه وقد باتت أحلامه وآماله مجرد صفحة من صفحات الماضي الجميل الذي طالما حلم بتحقيقها، إلا أن ما أعيشه سيدتي لهو ما ذكرته لك في مقدّمتي الصغيرة التي أظنها تحكي معاناتي وتحاكي حسرتي الكبيرة.  فقد عشّمني خطيبي الذي أصبح اليوم زوجي بأني على موعد مع السعادة إلى جانبه، كونه يحبني ويهتم لأمري، حيث إنه أقسم لي بأنه لن يتوانى في دفعي نحو النجاح والتألّق في المجال العملي والدراسي، كما أنه وبودّه أن أنجح وأنا إلى جانبه حتى يحسّ بأنه كان السبب في جعلي أتبوأ أفضل المراتب على الإطلاق، فصدّقته ومضيت إلى جانبه في حياة بدأت بكل جميل ورائع؛ إلا أني سرعان ما وجدت نفسي أهوى وأسقط من برجي العاجي الذي بنيته لنفسي على وقع صدمة كادت أن تفقدني صوابي. فزوجي المصون سيدتي الكريمة.. منع عني الخروج من المنزل وكل ما من شأنه أن يعزّز علاقتي بالغير حتى أهلي وزميلاتي في العمل، كما أنه أخبرني في نفس الوقت بأن ما مضى من وعود لم يعد له وجود، لأنه لا مكان للأحلام الوردية في حياة زوجية تتطلّب أكثر ما تتطلّبه من الجدّية والصرامة والتفاني، مثل هذا الخبر هزّني وألمني لدرجة ندمت فيها على ارتباطي وزواجي بالرجل الذي هدّم وسلب كل جميل في حياتي ومستقبلي، وأكثر ما حزّ في نفسي أن أهلي بدورهم لاموني على سوء اختياري لرجل لم يف لي بوعوده من جهة، كما أنه تلاعب بمشاعري وطموحاتي وقضى على مستقبلي، كما أنه زادني عذابا لما أخطرني بأنه يقدّرني وبأنه بتصرّفه الذي وصفته بالأناني لم يقم إلا على الحفاظ على بيتنا وحمايته من الخراب، حيث إنه إن فتح لي الباب على مصراعيه كما وعدني، لانصرفت عنه وعن مسؤولياتي كلها ولندم على ذلك ندما شديدا، فماذا عساي أفعله سيدتي، لأني في أشد الحيرة والألم؟.

 الحائرة من الشرق

 الرّد:

في العديد من الأحيان يعدُ الرجال أو الشباب الفتيات بتحقيق عديد الأحلام والوعود بعد الزواج، كنوع من الحيلة التي يستميلون بها قلوب الفتيات اللواتي ومن سذاجتهن تقعن في فخ هذه الأحلام الكاذبة التي يجدنها وقت الجدّ طعما التهمنه بسهولة وغباء. كما لا يختلف اثنان من أن هناك العديد من الشباب من يسعون إلى إسعاد فتياتهم بالكثير من الوعود والعهود قبل الزواج، طمعا منهم في استمرار الحياة الوردية التي كانت تجمعهم قبل الزواج، إلا أن الأمور في الغالب تسير عكس التيّار بعد الارتباط، حيث يرى الرجل أن للمرأة مسؤولياتها وارتباطاتها التي لن تقف عليها إذا ما هي نالت كل الحرية وتحصّلت على كل الوعود، فتجد نفسها وقد تم تضييق الخناق عليها من طرف الزوج الذي لم يجد حلاّ أنسب من هذا الحلّ.ومن هذا المنطلق.. أخبرك أختاه أن ما تمرّين به يدخل في إطار المشاكل الروتينية التي تمرّ بها العلاقة الزوجية في بدايتها، لذا فأكثر ما هو مطلوب منك أن تصبري ولا تعطي الأمور أكثر مما تستحقه، وحيث أن مسايرة الزوج ومجاراته وعدم الضغط عليه ومحاولة منحه وقتا حتى يتراجع ويعيد النظر في حساباته. أختاه، أعتقد أن الأمور اختلطت على زوجك لدرجة فقد فيها القدرة على التفكير، فقام بإملاء قانون لم يكن ليخطر على بالك؛ مما جعله يبدو أمامك كمن اغتال أحلامك وألغاها، ومن باب النصح والتوجيه أخبرك بأنّه عليك التريّث قبل أن تصارحي زوجك في أحلامك التي تريدين تحقيقها بطريقة ذكية لا يحسّ من خلالها بأنك تدوسين على قرارته ورجولته، وليكن ذلك بالتروّي والهدوء بعيدا عن المجاهرة والعدوانية، وفي نفس الوقت عليك أن تتحمّلي مسؤوليتك تجاهه وتجاه بيتك على أكمل وجه، حتى لا تدعي له مجالا يعاتبك من خلاله أو يلومك على تخلّيك عن أهمّ شيء عليك القيام به، ثم إن عديد الأزواج يتّسمون بالأنانية حيال زوجاتهم، إلا أنهم سرعان ما يتنازلون من فرط حبهم للزوجة وتقديرهم لما تقوم به من أجلهم، وحسبهم في ذلك أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة يجب عليها أن تنجح هي بدورها وترقى في كنف من يمنحها الدعم المعنوي والكثير من الأحاسيس والمشاعر الدافئة، حتى يعرفا معا طعم السعادة. الصبر هو أكثر شيء مطلوب منك أختاه، كما أن التريّث هو ما سيجعلك تنالين مبتغاك بإذن الله تعالى، وما دمت على برّ الأمان فلا تقولي أبدا أن أحلامك أو أمانيك انهارت لأن كل الحلول بين يديك عزيزتي.. 

ردّت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/3Ns5w