زوجتي اوكلت مهمة رعاية إبننا لي

أكاد اجنّ من فرط الضغط.
زوجتي اوكلت مهمة رعاية إبننا لي.
سيدتي الفاضلة تحية طيبة لك ولكل القائمين على نجاح هذا المنبر الذي أثق فيه، و الذي جعلني اليوم أفتح قلبي علني أجد ما يريحه، لكن أتمنى أن لا أجد الانتقاد، أو ان تحكموا علي بأنني عديم المسؤولية، خاصة وان الأمر يتعلق بفلذة كبدي.
سيدتي، أنا رجل متزوج منذ حوالي ثلاث سنوات، لي ابن يبلغ من العمر 8 أشهر، زوجتي موظفة، ولا أنكر أنها تتعب كثيرا بين العمل والتربية الولد، مشكلتنا هي أننا تكلفي أيضا عند دخولي المنزل أن أهتم بالطفل مثلما تفعل تماما، لكنه شديد البكاء خاص حين يكون معي، وهي دوما تتهمني أنني لا ألاعبه ولا أهتم به، أو أنني أتقصد ذلك حتى أتهرب من مسؤوليتي، بالرغم من أنني أبذل كل ما في وسعي حتى لا يبكي وترتاح هي قليلا أو تجد الوقت لشؤون المنزل الأخرى، حاولت مرارا أن أفهمها أن عاطفة الأمومة تختلف عن عاطفة الأب، لكنها كل يوم تلقي اللوم عليّ.
صدقيني أنا لا أعرف كيف أتصرف معها، ولا مع ابني الذي لا يتوقف عن البكاء، فساعديني برد يجعلني أستعيد الهناء وأكون به عونا لزوجتي وابني إن شاء الله..
أخوكم ش.فريد من منطقة القبائل.
الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:
بداية دعني أرحب بك وبكل القراء، وأشكرك على متابعتك لمنبرنا والثقة التي وضعتها فينا وأتمنى أن نكون أهلا لها، ونسأل الله أن يوفقنا في الرد عليك، ونستفيد كلنا من مشكلتك التي أظنها تخص الكثيرين من الازواج، واعلم أنه ليس من حق أن يحكم على الآخر، لهذا أنا لا أرى فيك قلة مسؤولية، بل رأيت من خلال رسالتك قمة المسؤولية، فالكثير يعانون من نفس المشكل لكن لا احد يحاول تغيير الواقع وتحسينه، بل على العكس يداري ويكابر ويترك الأمور تتراكم، حتى يجد الزوجان نفسهما في منعرج الخطر جراء الصمت المطبق.
أخي الفاضل ذكرت في رسالتك أنه ثمة خلافات بينك وبين زوجتك بسبب اعتقادها أنك مقصر في دورك كأب، ومن جهة أخرى أنت تائه في طريقة إرضائها إكراما لمجهوداتها، وحبا لابنك، لكن لا عليك، أعلم أنها تجربة جديد بالنسبة لك، ومن الطبيعي أن تواجه بعض الصعوبات في البداية، لكن تأكد أنك سوف تتمكن من التغلب عليها بإذن الله، وسوف نقوم بالرد عليك بعون الله في مجموعة من النقاط أتمنى أن تكون رسالة لكل الأزواج:
أولا: تربية الأولاد مسؤوليتكما أنتما يا معشر الأزواج
إن تربية الأولاد مسؤولية الأم والأب على حد سواء، مكلفان بأمانة عليهم تأديتها، كل بحسب موقعه وقدرته، ولا يجب حصرها في طرف دون الآخر، والقيام بالمسؤوليات لابد أن يؤدي إلى نتائج مرضية لتحقيق السعادة الزوجية، ولا يوجد أنجع من الحوار والتشاور عندما يطفو على سطح حياتكما أي اختلاف، لهذا لابد أن تجلس إلى زوجتك وتكلمها بالتي هي أقوم وأحسن عن طريقة تربية الابن، فهو ابنكما أنتما الإثنان.
ثانيا: على الزوجين أن يتقاسما الأدوار.. ويتفقان على أسلوب معين في التربية
كذلك، إن عقد القران بالزواج، هو خطوة نحو بناء مؤسسة زوجية فيها فريق عمل متكامل يسند فيه الأب الأم وتسند فيه الأم الأب، لهذا وجب عليهما الاجتهاد معا لتوفير بيئة سعيدة وآمنة وداعمة للطفل، فعندما تكون العلاقة إيجابية يطبعها الحب والاحترام المتبادل بين الوالدين، فإن ذلك ينعكس بصورة إيجابية على نفسية الطفل وسلوكه، والعكس صحيح، فالخلافات وعدم التوافق بين الأب والأم ينعكس سلبيًا على نفسية الطفل، وسلوكه، وحتى على تحصيله العلمي لاحقا، فلا بد للوالدين أن يضعا الخطوط العريضة حول طريقتها في تسيير هذه الأسرة، وأن يلتزم كل بالدور المنوط إليه، وأن يتفانى في أدائه.
ثالثا: لماذا يبكي الأولاد عادة؟
كثيرا ما يحتار الأم أو الأب حول سبب بكاء ابنهما، خصوصاً الأطفال الرضع، ما يجعلهم يراجعون طبيبا في كل مرة، لذا فإن بكاء الطفل أمر طبيعي، وهو وسيلة تعبير لديهم لسبب معين، يمكننا توضيحها فيمالا يلي:
**الجوع: هو أكثر الأسباب شيوعاً لبكاء الطفل، حيث يكون الطفل بحاجة إلى رضعات متكررة، لهذا اعلم سيدي أن العمر الذي هو فيه ابنك الآن، لابد من إطعامه بمواد غذائية أخرى عدا الحليب.
**البلل: أغلب الأمهات يستخدمن الحفاضات، وحين تبتل تصبح مصدر إزعاج للطفل، إضافة إلى ذلك فإن الغالبية العظمى من الأطفال سيعانون من الطفح الجلدي المؤذي بسبب التماطل في تغيير الحفاظات.
**الملل: فالطفل حتى وهو رضيع يحس بالوحدة، فيبدأ بالبكاء وكأنه يطلب من والديه المداعبة أو الاهتمام، كما يقوم بالبكاء أيضا حينما ينتابه النعاس أو الرغبة بالنوم.
**الخوف: فلكل إنسان رد فعل إزاء أي أمر مفاجئ، وهو شعور لا إرادي من الفرد لحماية نفسه، لذا فإن الصوت أو الحركة المفاجئة تجعل الطفل يبكي كرد فعل.
**الآلام: أغلب الحالات التي يبكي الطفل بسببها هي المغص الناتج عن الغازات، وهنا من المستحسن أن تقوم باستشارة طبيب الأطفال.
رابعا: نصائح وتوجيهات.. لبناء شخصية متوازنة للأولاد
- عدم إهمال أي حالة بكاء تنتاب الطفل، وخصوصاً البكاء المفاجئ وعلى ذويه أن يخلعوا ملابسه فوراً، والبحث في ثناياها ، ومن ثم يبدؤون بالتفكير بالأمور الأخرى.
– الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الوليد تمتاز ببكائه خلال ساعات الليل، وغالباً ما يكون السبب هو الشعور بالجوع، لكن هذا لا يعني أن بكاء الطفل دوما مرتبط بالجوع.
– الطفل الذي يتقدم بالعمر تتخصص في مخه مراكز الإدراك والذاكرة، لذا يجب التعامل مع الطفل بمسؤولية.
– عدم استخدام أسلوب العقاب، سواء الصراخ أو الضرب مع الأطفال، فإن ذلك يكون بحد ذاته سبباً في بكائهم.
– عدم إهمال الطفل حينما يولد طفل أخر في العائلة، أو يتواجد طفل آخر غيره خاصة في الاجتماعات العائلية.
– تنمية مواهب الطفل، وتوفير وسائل التسلية التي تثيره، فهي الوسيلة التي تجعل الطفل يبتعد عن أسلوب البكاء.
وأخيرا وليس آخرا، إن أهم ما يجب أن توليه الاهتمام، هو أن تضع قوانين في بيتك بالتشاور مع زوجتك، وتتعاونان على تربية هذا الطفل الجميل، مستعينا في ذلك بالله والتضرع إليه بالدعاء، وأيضا تجربة الكبار مثل والدتك أو والدة الزوجة، وتذكر أن البنون نعمة علينا نحسن رعايتها حتى تعود علينا بالثمار الزكية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور