زوجتي تبالغ في صرامتها مع أولادنا

السلام عليكم ورحمة الله سيدتي، أنا رجل متزوج ولي طفلين توأم، زوجتي صارمة وحازمة جدا في تربيتهما، فليس كل شيء مسموح لهما، تعاقبهما عن كل خطأ ولا تفوت لهما أي زلة، حاولت معها كثيرا. لكنها مستمرة في طريقتها، وتظن أن تفويت أي خطأ قد يفتح لهما الباب لأخطاء أخرى،

زوجتي تبالغ في صرامتها مع أولادنا

ناهيك عن أنها ترفض أن يتعاملان مع أطفال آخرون مبررة ذلك أنها لا تريدهما أن يتأثران بغيرهم من الأطفال، وأنها لا تريد أن يحملان عادات أخرى، حتى أني أشعر أحيانا أنها غريبان عن أترابهم، خاصة عندما أصطحبهم معي إلى الشارع لا يتوقفان عن البكاء، ودوما يشعران بالخوف، فما النصيحة التي تقدمينها لا حتى تغير زوجتي طريقتها في تربية الأولاد؟

السيد محمد من الوسط

 الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام أخي الفاضل شكرا على السؤال، وأتمنى لو أنك تجعل زوجك تقرأ هذا الرد بحول الله، من جهة نتفهم خوفها على أولادها ومستقبلهما، فهي وحسب ظنها تفعل كل ما بوسعها لينشأ الأولاد تنشئة سليمة صحيحة ومتزوانة، لكن تبقى التربية فن، ولابد من إدراك كل خفاياه، فالأولاد قبل نلقنهم الأدب، وقبل أن نحضرهم لمواجهة الحياة، لابد أن نكسب ثقتهم بنا، ولابد للمربي من التغافل والتغاضي عن الكثير من الأخطاء والزلات والتركيز على الإيجابيات، وتبنِّي لغة التشجيع والترغيب،

زوجتي تبالغ في صرامتها مع أولادنا

مما يمنح الأبناء فرصة التراجع والمراجعة والإصلاح، إن ممارسةُ التغافلِ تُقَلِّلُ من انتقاداتنا لأبنائنا، لأن كثرةَ تعليقاتِنا عن تصرفاتهم تُضْعِفُ ثقتَهم بأنفسهم، وبنا أيضا، وتجعلُهم يتجنبون مجالستَنا والتحدثَ إلينا، ويصابون بالعزوفِ عن ممارسة الجديد مخافة المشاحنات والتعليقات السلبية. إن التحلي بالتغافل يمنح المربي وقتًا للتفكير، ودراسة المشكلة من جميع جوانبها ليقوم بتقويم أي سلوك سيء في أولاده، أيضا لابد للأطفال أن يخالطوا أترابهم، ليكتسبوا مهارات التواصل والتعامل السلس مع الغير وتحضيرهم لمراحل قادمة كدخولهم للمدرسة أين يجد الطفل نفسه بعيد عن أمه أو أبيه.

سيدي حاول أن تجلس إلى زوجتك، وأن توضحان معا هذا الموضوع بالتي هي أحسن، ولما فيه خير لكما ولأولادكما بارك الله فيك، أصلح لك زوجتك، وبارك أيضا في ذريتك.