زوجتي تساند والدتي وتحرّضها على الانحراف والمفاسد

 تبيّن إذا كان الأمر نزوة أو حاجة ملحّة للزواج يصعب جدا تقبّل فكرة إعادة الزواج لأحد والديه بعد موت الآخر، وأقصى درجات عدم التقبّل تكون عند الشاب الذي فقد والده، فهو يستهجن جدا أن يكون لأمه زوج آخر غير والده، ونفوره منه يفوق نفور الضرة من ضرتها بكثير، إلا في حالات قليلة، كأن يكون الابن متزوجا وأمه مازالت تصلح للزواج وفي حاجة إلى ذلك، ووجدت رجلا مناسبا يجعلها تعيش حياة هادئة مستقرة تطمئن قلب الابن عليها.أخي الكريم.. يبدو أن فكرة الزواج كانت حاضرة عند الوالدة وقد دعّمها تغيّر حالك بعدما ارتبطت، مما جعلها تشعر بفقدانك بعد انصرافك، لقد دعمت زوجتك هذه الفكرة لتصبح الشغل الشاغل لها، ولعل الدافع الذي هو إبعاد أمك عن البيت لتصبح سيدته فتنفرد بك، لا تستغرب من هذا الدافع، فهو لا ينم عن شر وإنما فطرة لدى النساء، فالزوجة تريد دائما أن تكون سيدة البيت ومالكة الزوج لا يشاركها فيه أحد حتى أمه. أخي الكريم.. لقد استعملت زوجتك الحيلة لتحقيق مأربها فلعبت دور الوسيط بينك وبين أمك من أجل أن تجمعكما على رأي واحد، وأنت لم تتصرف بالحكمة لمعالجة الأمر، إذ كان ينبغي عليك طرح المسألة مباشرة مع والدتك، ومناقشة الأمر مع زوجتك بكل هدوء، ومن جهة أخرى ما كان ينبغى مباغتة أمك وزوجتك وهما في خضم الحديث عن الموضوع، كان عليك الصبر في تلك اللحظة ثم مناقشة الأمر من كل الجوانب، أما والذي حدث قد حدث، أقترح عليك ما يلي، صالح زوجتك ولا تتذلّل لها ولا تلمها كثيرا على ما قامت به إلا فيما يتعلق بفكرة ربط العلاقات، وأن ذلك سيسيء إلى سمعة العائلة، لأنها ليست الطريقة المناسبة لكسب الزوج، وكن يقظا خشية أن يتحالفا ضدك، صالح والدتك واعترف بجميلها عليك وصبّرها طول هذه المدة، وبيّن لها بأنك لا تعارض فكرة زواجها وأنك ستسعى بنفسك لإيجاد الزوج المناسب بالطريقة المناسبة التي لا تمسّ بالسمعة والشرف، بشرط أن يضمن العيش الكريم والحياة الهنيئة، وابقى في اتصال دائم مع أمك وتقرّب منها وأغدق عليها بما استطعت من حنان ومودة، ولا تبخل عليها بأي شيء، وإذا كان في وسعك خذها إلى زيارة بيت الله الحرام لأداء عمرة أو حجة، مع مرور الوقت ستدرك إن كان تصرّفها مجرد نزوة ـ وهذا أغلب الظن عندي ـ أم هو حاجة حقيقية للزواج. أسأل الله لك التوفيق والسداد.