تحية طيبة سيدتي الفاضلة، يقول المولى تعالى في كتابه الكريم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”.

وهذه السكينة التي لازلت أحتاجها بحياتي الزوجية،بالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على زواجي برجل لم أعرف معه الرّقة.

أشعر أنني أعيش في جفاف عاطفي، فهو دوما يصدني، لا يبادلني مشاعر الحب.

أحيانا أشعر أنني لا أعجبه، لكن تمسكه بي وحرصه على القيام بكل شؤوننا المنزلية يوحون بأمر آخر.

لكنني امرأة تحسّ ولي قلب، أحتاج لذلك الاهتمام ولتلك الكلمات التي تزرع في الفؤاد السكينة والطمأنينة.

حتى لما أسأله مباشرة لا أجد ردودا مقنعة، وأحيانا لا أجد الرد بتاتا، وضعني في حيرة وصرت ألوم نفسي كثيرا.

“أم آدم” من البويرة

 الجواب:

تعوّدنا أن كل زوجة تشتكي زوجها كثيرا ما تفكر في الانفصال، وهو الأمر الذي لم تلمّحي له أبدا في رسالتك.

وهذا يدل على صلاحك، فالمرأة الصالحة هي التي تسعى لتصلح شؤون حياتها الزوجية.

دوما أقول بكل الردود التي نقدمها وبعون الله، أن تشخيص المشكل ومعرفة أسبابه هو نصف العلاج له.

أنصحك بمعرفة ما السبب الذي يجعل زوجك يصدك أو لا يظهر مشاعره بالكلام.

والتي وكما جاء على لسانك أنه أظهرها بالأفعال.

إما يكون ذلك بسبب عدم فهمه للأنثى بأنها لا يمكن أن تستغني عن العواطف والمشاعر والأحاسيس.

أو لأن بعض الرجال يظن بأن تعامله بعاطفة مع زوجته سينقص من رجولته.

عليك أن تصبري على طباع زوجك وصدوده.

لا تكوني سريعة الغضب، سيطري على مشاعرك ولا تكوني مندفعة، وإن لزم الأمر تغافلي عن بعض الأمور.

ولا تسمحي للعبوس أن يسيطر على ملامح وجهك.

فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:”وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ”.

وهذه فرصة لكل امرأة أن تكون خيرا عند الله من زوجها ولا مشكلة في ابتداء الإصلاح.

الحياة معركة فإذا كنتِ تريدين أن تكوني مع زوجك، فعليك أن تتنازلي أحيانا ويتنازل هو أحيانا أخرى.

لكن إذا لم يتنازل، فبطريقة جميلة ورسالة لطيفة أخبريه بحقّك وذكّريه بالله عزّ وجل.